صفاقة عامية
حسين العروى
عفواً أيتها الثقافة الحقيقية المتجذرة في جزيرة العرب، القرآنية الملامح، الفصحوية اللغة، فقد شكت الذرا من الهوام المتسلقة المتسلحة بأجنحة وهمية:
إن الزرازير لما قام قائمها
توهمت انها صارت شواهينا
ظنت تأني البزاة الشهب عن جزعٍ
وما درت أنه قد كان تهوينا
اقرأ ، أخي المنتمي الىالعربية، ما يلي: لتدرك ما أعنيه، متصورا حجم الخطب المحيط بتراث هذه الامة، والمقبل المظلم الذي يسعى به إليه:
،1- شاعر الاندلس، نجم عربي، شخصية عربية تتنازعها قومية الذوق العربي من المحيط الى الخليج ،
،2- يكاد يكون الوحيد الذي تسافربنا ابياته الى رائحة التاريخ المشرقة بأفعالنا، فلا نكاد ننتهي من قراءتها إلا وقد تضمخنا بطيب يرسم اعتزازنا ومفاخرنا ،
،3- أنا لست احد اشهر المثقفين بل انني اجزم انني من اشهر النقاد ،
،4- لابد ان هذا الشاعر يستعين بآلاف من شعراء الجن لما اجد في ابياته من توافق الألفاظ، وجودة المعنى، واتساع الثقافة، وهذه من شروط الشاعر الحقيقي ،
،5- ،،، ،،، شاعر لا يتكرر إلا كل قرن ،
،6- لشاعرنا الرائع ،،،، أسلوبه الخاص في كتابة القصيدة فهو احد الامتدادات الباسقة في سماء الذائقة ،
،7- الشاعر ،،،،، يعود لممارسة الابداع بشهية اكثر تفجراً ،
،8- الشاعر القدير ،،،،، يشاركنا في رائعة جديدة ،
،9- الشاعر الذي اصاب حتى الاشجار بالمس، تجربته الشعرية ظاهرة كونية لا تتكرر إلا كل مائة سنة مرة واحدة، مثله مثل كل الشعراء العظماء الذين سبقوه،
والذين
تركونا مشدودين إلى السماء بخيط من نور ومن قلق، ومن توتر، لا نستطيع تخليص طين ارواحنا من شرك كلماتهم ،
،10- الرائع دائما ،،،،، يستنطق القصيدة من خلال هذه الفريدة الجديدة المثقلة المعنى بكل ما للشعر من احتمال جميل ووصف نبيل ،
،11- بدأت أكتب شعرا فصيحا بسيطا للغاية وسهلا وسلسا، لكنني لم أتحول، أنا تطورت إلى العامية،،، لا استطيع ان اكتب بلغة خارجة عن دمي، وعن ذاتي، وعن
شخصيتي، وعن مجتمعي، وعن بيئتي لذلك لم اتحول الى العامية،وإنما تطورت لغتي من الفصحى الى العامية ،
،12- الشاعر ،،،، قامة فارعة نايفة (كذا) العطر، لا يكاد اسمه يمر على اسماعنا إلا وتعشب حروفنا بالشهيّ من القوافي، رائعة جديدة لهذا الرائع الذي اخذ من
الغيم، ومن البوح صدقه ،
،13 - ،،،،، شاعر يكتب الصعب بمداد السهل ليجعل من حضوره وهجا مشعا لا نملك إلا ان نصافحكم بعطره ونهره، وهذا الشاعر الذي امطرنا بهذه الرائعة الجديدة ،
،14 ،،،، وهنا الشاعر (فلان) إذاً لن نقرأ سوى الجمال والكمال ،
،15 - هذه الشاعرة الرائعة ،،،،، فهي تكتب الشعر بطريقة ولا اشهى منها، قصيدة بهذا الجمال لن تترك إلا الدهشة لجميع الشعراء ،
،16- كان اخواننا الفصحويون - وأقصد السعوديين منهم - راضين تمام الرضا عن شعراء العامية لا لشيء إلا انهم يرون ان هؤلاء الشعراء بعيدون عن مزاحمتهم في
حلبة الاسئلة المقلقة التي يعتبرونها ملكا خالصا لهم بالرغم من فشلهم الذريع (أو فشل اغلبهم كي لا أكون متجنيا) في خلق فضاءات تمكن المتلقي من الطيران
الحر فيها بحثا عن الاجابات،
أخي القارئ، هل تصدق ان ما سبق متصل بالعاميين ونظمهم؟
غلو في التمجيد، وخروج عن المنطق في التناول، ومدح مجاني من اجل التكريس واضفاء الشرعية على رؤية شاذة تبحث عن وطن مفقود في ارض نزل بها الوحي المبين على
الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم،
أتقام رقصة ماجنة ركيكة البناء متهافتة الموسيقا، ناشزة الألفاظ في السرادق الاسود الوهمي الكينونة، المقام لتقبل العزاء في لغة الاسلام والعروبة في
الارض التي أنبتتها؟
أهؤلاء احفاد امرئ القيس الكندي، وزهير المزني، وطرفة البكري، والنابغة الذبياني، والاعشى القيسي، ولبيد العامري، وعمرو التغلبي،،،؟
أليس للأسئلة الحنظلية من نهاية!،
إضاءة :
أين امرؤ القيس والعذارى
إذ مال من تحته الغبيط؟
استنبط العرب في الموامي
بعدك، واستعرب النبيط!،


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved