Saturday 12th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 28 صفر


أما بعد
ياللهول

** شهدت في أحد البنوك موقفا تمثل في قيام شخص بتوكيل شخص آخر على تسلّم راتبه التقاعدي الشهري من البنك حتى إشعار آخر,, وقادتني اللقافة الصحفية وغير الصحفية الى سؤال الشخص الموكل عن هذا التوكيل وأسبابه ,,وقلت له:هل من المعقول ان تستغني عن مصدر قوتك وتتنازل به طواعية لشخص آخر,, فرد بقوله ماذا أفعل فأنا مضطر لذلك فالرجل الذي وكلته سيقرضني مبلغا من المال دينه وسأسددها على أقساط وبفوائد.
وبمزيد من الايضاح عرفت ان أصل الحكاية ان صاحبنا المحتاج أجبرته الظروف على طلب سلفة عاجلة ووجد من ينقذه بشروط قاسية وبفوائد غير معقولة, وحتى تكسب عملية الابتزاز المكشوف الصفة الشرعية فان صاحب النخوة والفزعة والطمع والجشع اشترى سيارة داتسون آخر موديل بغمارة واحدة ثمنها لا يتجاوز 45 ألف ريال وباعها بالأجل على الشخص المحتاج بمبلغ يتجاوز الثمانين الفا وخسارة صاحبنا (المضطر) لا تتوقف عند هذا الحد فخسارته مضاعفة فقد وقع بين مناشير تأكل في الرايح والجاي فهو سيتسلم السيارة وسيتلقاه من يتلقاه من الشريطية وربما الشخص صاحب الشهامة واللآمة احدهم ويشتريها منه بثمن بخس وأقل مما باعها إياه وذلك وسط مشهد تمثيلي مضحك ومبك في آن واحد.
وسر الضحك مصدره هذه المسرحية الدرامية الهزيلة المعروفة فصولها وأبطالها مقدما,, اما سر البكاء فهو على حال الشخص المسكين الذي وقع ضحية ظروفه وحاجته ووقع أيضا في أيدي ضعاف النفوس الذين يستغلون ظروف المساكين ويبنون تجارة غير مربحة على حساب أوضاعهم وحاجتهم.
فلنحارب مثل هذا الطمع ولنقض على هذا الجشع ونمسح من مجتمعنا تلك الفئة الطماعة التي لا يوجد في قلبها رحمة ولا شفقة.
خالد الدلاك

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved