Saturday 12th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 28 صفر


رؤية اقتصادية
خريجو الثانوية وبشارة سلمان
د, محمد بن عبد العزيز الصالح

تمشياً مع التوجه الحكومي باعطاء القطاع الخاص الفرص الكاملة بالمشاركة في ادارة دفة العجلة التنموية في المملكة وامتدادا للدور الفاعل الذي يقوم به هذا القطاع في تطوير وتدريب الشباب السعودي، لذا فقد جاءت البشرى التي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ورئيس مجلس مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم باعلانها لأهالي منطقة الرياض وذلك من خلال تحديد بدء الدراسة في كلية الأمير سلطان الاهلية مع بداية العام الدراسي القادم, ومما لاشك فيه ان اهتمام سمو الامير سلمان بهذا الصرح التعليمي الأهلي انما يأتي امتدادا لاهتمامات ومكارم سموه الكريم على اهالي هذه المنطقة.
لقد جاء حرص سمو الأمير سلمان بأن تكون البداية الفعلية لهذه الكلية الأهلية مع بداية العام الدراسي القادم وذلك انطلاقاً من ادراك سموه لتلك الأعداد الكبيرة من الطلبة الخريجين من الثانوية العامة وذلك بقدر يفوق القدرة الاستيعابية للجامعات الحكومية وبالتالي فان الاسراع في افتتاح الكليات الأهلية سيكون كفيلاً بقبول هذا الكم الهائل من الطلبة.
وقد يبدي البعض تخوفاً من عدم نجاح الكليات الأهلية في المملكة لعدم توفر الخبرة اللازمة، والرد على ذلك يتمحور في أن المملكة قد قطعت تجربة ممتازة فيما يتعلق بالتعليم الأهلي قبل الجامعي حيث نجد ان المدارس الخاصة الجيدة لا تقبل الا المتفوقين من الطلبة والطالبات وبالتالي فان ذلك يعتبر بمثابة الضوء الأخضر للخوض في تجربة التعليم الجامعي الأهلي.
كما قد يرى البعض ان كون الجامعة الأهلية مشروعاً خاصاً قد يؤدي الى سيطرة الناحية الاقتصادية الربحية على المستوى العلمي المأمول منها مما قد يؤثر على المستوى العلمي للطلبة المقبولين فيها وعلى مستوى الشهادات التي تمنحها الجامعة الأهلية، الا انني اعتقد ان الاشراف المباشر من قبل وزارة التعليم العالي على تلك الكلية سواء فيما يتعلق بتحديد مستوى الطلبة المقبولين فيها او المقررات التي تدرس فيها سيعمل على انهاء الشكوك المتعلقة بذلك, ان قيام وزارة التعليم العالي بانشاء ادارات اشرافية خاصة بالتعليم الأهلي الجامعي كما هو معمول به في الكثير من الدول سيكون كفيلاً بايجاد مستوى عال من الدراسات التخصصية التي تقدمها تلك الجامعة الأهلية, وفي هذا الخصوص يجدر الاشارة إلى ما اكده سمو الأمير سلمان من انه قد تم التنسيق مع كل من جامعة الملك سعود وجامعة البترول والمعادن للاشراف واعداد الخطط الدراسية لكلية سلطان الأهلية.
ان من الجوانب الهامة التي يتوجب وضعها في الاعتبار عند الحديث عن مدى جدوى ايجاد كليات وجامعات اهلية هو ان المام الطالب المتخرج من الجامعة الحكومية بالنواحي النظرية فقط دون التطبيقية يمثل احد اهم الصعوبات التي تواجهه عند الالتحاق بالقطاع الخاص وبالتالي فاذا كان التوجه الرسمي للدولة يتمثل في توجيه الشباب للعمل في القطاع الخاص فان الجامعة او الكلية الأهلية ستكون بمثابة المكان المناسب للطالب لكي يستطيع الجمع ما بين الدراسة النظرية والتطبيقية على حد سواء، فالجامعة الأهلية القائمة على اموال خاصة ستكون اكثر تفهماً لمتطلبات واحتياجات القطاع الخاص وذلك من خلال ما توفره من مواد علمية وتطبيقية لا تستطيع الجامعة الحكومية توفيرها.
ولو نظرنا الى كلية سلطان الأهلية لأدركنا بأن التخصصات التي سيتم تدريسها بها سوف تكون ذات ارتباط وثيق باحتياجات سوق العمل مثل التخصصات المالية والمحاسبية والاقتصادية ودراسات الحاسب الآلي, وفي هذا الشأن نجد أن معالي امين مدينة الرياض ورئيس مجلس امناء كلية الأمير سلطان الأهلية الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن قد اكد اثناء انعقاد المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي في مقر الكلية أن الكلية قد قامت بدراسة احتياجات سوق العمل من التخصصات العلمية والتخصصات النادرة.
كذلك فان ما يجب عدم اغفاله عند الحديث عن الجامعة الأهلية هو ان هناك اعدادا هائلة من ابناء المقيمين في المملكة يسافرون لتلقي تعليمهم الجامعي في الخارج وبالتالي فإن ايجاد جامعة اهلية في المملكة سيعمل على استقطاب هؤلاء الطلبة العرب والمسلمين مما سيكون له مردود ايجابي دينياً واقتصاديا وسياسياً واجتماعياً.
وقد يتساءل البعض عن ارتفاع الرسوم الدراسية في الكليات والجامعات الأهلية مما تتيح التسجيل للطالب المقتدر دون غيره، واحب ان اوضح هنا ان اتجاه الطالب المقتدر مادياً للجامعة الأهلية يعني افساح المجال لطالب آخر لأن يلتحق بالجامعة الحكومية اضافة إلى ذلك فان تجربة الكثيرمن الدول الاخرى توضح ان هناك الكثير من الشركات الخاصة تقوم برعاية وتحمل مصاريف الكثير من الطلبة المتفوقين في الجامعات الاهلية في مقابل ان تستفيد تلك الشركات من هؤلاء الطلبة بعد تخرجهم.
انه اذا كان هناك حاجة الى ايجاد جامعة اهلية للبنين فانني اعتقد ان الحاجة لايجاد جامعة اهلية للبنات هي على نفس الدرجة من الأهمية حيث نجد ان هناك الكثير من الطالبات اللواتي لم يتسن لهن مواصلة تعليمهن الجامعي نظراً لمحدودية فرص القبول، ولذا اقترح على رجالات القطاع الخاص ممثلين بغرفهم التجارية العمل على دراسة جدوى ايجاد جامعة اهلية للبنات توفر لهن التخصصات الملائمة والمطلوبة، وانا على يقين ان ذلك سيجد صدراً مفتوحاً من قبل اصحاب القرار طالما ان ذلك يصب في مصلحة تنميتنا الوطنية، ونثني في هذا الجانب على ما اكده معالي امين مدينة الرياض من توجه كلية الامير سلطان الأهلية الى فتح فروع لاقسام الطالبات في المستقبل القريب.
واخيراً لقد اثبتت تجربة التعليم الجامعي الأهلي نجاحاً كبيراً في الكثير من دول العالم ولا ادل على ذلك من ان اشهر الجامعات في العالم هي الجامعات الأهلية.
وبعد هذا الاستعراض السريع حول الكليات والجامعات الاهلية في المملكة ألا تشاركونني الرأي بأن تلك البشارة التي اعلنها سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز لابنائه خريجي الثانوية وذلك بتحديد بدء الدراسة في كلية سلطان الأهلية مع بداية العام الدراسي القادم هي بشارة جاءت في وقتها المناسب.
للأمانة:لقد كان المقال المنشور لي في زاوية الاسبوع الماضي والذي كان بعنوان (النمو الاقتصادي لدى سماحة الوالد ووالد السماحة) من المقالات التي طالما سأعتز بها، بل انها ستكون احد الجوانب المضيئة في كتابتي الصحفية منذ ان بدأتها قبل خمس سنوات، كيف لا والمقال يتناول الجوانب الاقتصادية لاحد الاعلام البارزة في تاريخنا الاسلامي ألا وهو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, وللأمانة فان ما تضمنه المقال من افكار قيمة وتحليل عميق لبعض الجوانب المتعلقة بحياة الشيخ لم تكن فقط وليدة افكار كاتبها وانما هي استنباطات من محبي سماحة الوالد والملازمين له والعارفين لأسلوبه الاستثماري الأخروي وما عايشته في عدة جلسات لسماحة الوالد تشرفت بحضورها في منازل الكثير من الاعمام والاقارب والذين يكنون لسماحته من الحب ما يفوق الوصف والحصر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved