يلتئم اليوم شمل المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض في جهد تعاوني تضامني المسؤولية لتوفير قوة دفع جديدة لشوط آخر من أشواط مسيرة المجلس على الطريق التي رسمها قادة دوله في أول قمة تأسيسية يوم 25 مايو 1981م بمدينة أبوظبي لتحقيق الأهداف المشتركة التي تحقق طموحاتهم لترقية حياة شعوب دولهم الشقيقة رخاءً، ورفاهية، وازدهارا حضاريا، واهلية,, ليكونوا في طليعة شعوب الأرض ولتكون دولهم في مقدمة ركب الدول الأكثر تقدما وقوة وقدرة على قبول تحديات القرن القادم.
ومجلس التعاون الخليجي ما كان له ان يستمر ثماني عشرة سنة بنفس قوة التعاون والتضامن والعمل المشترك، وبنفس قوة الدفع التي بدأ بها مسيرته لولا رعاية الله وتأييده، ثم حكمة قادته ووعيهم العميق بقيمة هذا المجلس في حياة دولهم وشعوبها، وإدراكهم لمسؤولياتهم تجاه شعوبهم التي تطلعت باستمرار الى اليوم الذي تحقق فيه وحدتهم الاجتماعية الأسرية، ووحدتهم السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والدفاعية.
وخلال السنوات الماضية من المسيرة تمكن القادة بحسن النيّات وصدق العزائم، وصفاء القلوب ووحدة ووضوح الرؤية المستقبلية، تمكنوا من وضع الأسس المتينة للتعاون البنّاء في كل تلك المجالات.
وتعاهدوا على التماسك في مختلف الأحوال والظروف والمستجدات المحلية والاقليمية والدولية وبخاصةٍ عندما يلوح الخطر منها على مجلسهم الذي اصبح اطارا واقعيا يضمهم جميعا كأسرة خليجية واحدة، وموحدة الحقوق والمصالح في الأمن والسلام والاستقرار، كما في الحقوق والواجبات.
ولم تخل المسيرة المباركة لمجلس التعاون -ككل مسيرة جماعية مهما كانت متجانسة ومتوافقة -من فترات اهتزازات وخلافات,,ولكنها اهتزازات لم تعطل خطوات التقدم الواثقة نحو الأهداف،وخلافات لم تفسد للود قضية بين أي طرفين أو أكثر من قادة المجلس.
كانوا دائما فوق تلك الخلافات الهامشية فكرّسوا بذلك نموذجا للتعاون والعمل المشترك الذي يمكن ان يكون قدوة لبقية دول الأمة من نيلها الى فراتها.
ومن المؤكد ان اجتماع المجلس الوزاري اليوم الذي قال الأمين العام لمجلس التعاون إنه سيستعرض موجزا لمراحل التعاون العسكري وكذلك يستعرض منجزات التعاون الاقتصادي، من المؤكد ان يضيف هذا الاجتماع جديدا يثرى آفاق الطموحات المشتركة بأهداف وآمال جديدة تتعلق بها عيوننا جميعا كأسرة أصبحت اكثر وحدة وتعاونا وقوة من أي وقت مضى على بدايات مجلسها التعاوني.