Saturday 12th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 28 صفر


الوعي خطوة مهمة في طريق العلاج
التفريط يقود إلى تفشي المعاكسات

عزيزتي الجزيرة:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
اطلعت على عدد الجزيرة ذي الرقم 9744 الصادر يوم الخميس 19 من صفر 1420ه فقرأت مقالا بعنوان الرجل ليس قطاً! رويدكم,, قبل ان تلوموا الفتيات حول موضوع اخلاقي يمس شريحة مهمة في هذا البلد الكريم,, ذلكم الموضوع موضوع المعاكسات في الاسواق, فأردت ان أدلي بدلوي في هذا الموضوع الهام لأقول:
أولاً: ان ظهور اي خلل او خطأ وانتشاره كظاهرة مقلقة ما كان ليكون الا لضعف ناتج وواقع في المحيط الذي وقع فيه ذلك الخلل,, وبعد البحث توصلت الى بعض من نقاط الضعف التي ارى انها ادت الى تفشي ذلك الخلل وتفاقم خطره:
1 - الضعف المهم هو: ضعف الوازع الديني وهذا ناتج من عدة اسباب كالضعف العلمي والضعف التطبيقي والضعف الشعوري من خوف ورجاء وغيرهما, فمن ردعه الوازع الديني فلن يقترب من المحظور بخلاف من كان رادعه غيره فهو على خطر الوقوع وبأسهل الطرق وأيسر السبل.
2 - ضعف الغيرة عند البعض: فإن مثل تلك الأمور لا تحدث الا من ساقط قليل الغيرة, فمن لم يغر على محارم المسلمين فقد فقد قسطا كبيراً من الغيرة.
3 - ضعف الأدب والمروءة, فإن ذلك الامر لا يحدث ممن يتحلى بخلق حسن رفيع او من صاحب نخوة ومروءة.
4 - ضعف الأمانة: فلا يمكن ان يكون لدى اولئك امانة على الأعراض,, فعملهم هذا خيانة لأعراضهم.
ان الزنا دَين اذا استقرضته
كان الوفا من اهل بيتك,, فاعلم,.
5 - ضعف العلم: وأقصد بالعلم العلم الشرعي تعلماً وتعليماً فالعلم دائماً يصقل أدب صاحبه,, فلو كان اولئك المتعاكسون متحلين بالعلم فهل ستكون هذه هي اعمالهم؟ فعلمهم اذاً سطحي ان لم يكونوا معدومي العلم اصلاًً والا لقادهم العلم الى خلق رزين.
6 - ضعف السيطرة والتحكم,, فتلك الأعمال المشينة والمعيبة ديناً ودنيا, اعتمادها على الشهوة فمن انساق وراء شهواته فهام في بحرها دون زمام وقع في شباك الخطيئة فهنا يكون قد فقد السيطرة والتحكم في شهوته.
7 - ضعف الاحساس والمشاعر: فكل من يقدم على مثل تلك الاعمال فهو في لحظته تلك عديم الاحساس والمشاعر لأن نظرته قاصرة فهو لا يرى الا هدفه,, فإحساسه بالعواقب متبلد ومشاعره تجاه الآخرين منعدمة وخاصة مع اهله ومن سمعتهم من سمعته.
8 - ضعف الطموح والهمم, والا فكيف يرضى لنفسه ان تتدنس في اوحال الرذيلة وتتلطخ سمعته بالقيل والقال.
9 - ضعف العقل والتفكير, ولا اقصد بذلك ان من يمارس تلك الأعمال متخلف عقليا,, لانه يستخدم عقله في استحداث وسائل الاصطياد,, ولكن ضعف عقله اذ لم يوظفه توظيفاً عملياً مفيداً كان سطحياً في تفكيره واهن العقل.
10 - ضعف النفع فعمله هذا لانفع فيه له او لمجتمعه بل عمله ذلك ضرر وخطر يهدد بهدم المجتمع وضياع افراده.
11- ضعف الانتاج: وقلة الانتاج ناتجة من ضياع الاوقات هباء, بل ضياعها في خراب ودمار,, فلو كان قوي الانتاج لما التفت لمثل تلك الاعمال.
12 - ضعف الحياء ان لم يكن انعدام الحياء, فأين الحياء من الله؟ واين الحياء من الناس؟.
ثانياً: يشترك فيما سبق الجنسان (الذكر والانثى) لانهما المعنيان في القضية وهما طرفا مسرح الحدث,, فالضعف حاصل منهما اذا وقعا في هذا الخلل الذريع,, فالشاب خرج للبحث العشوائي والفتاة تركت مقر عزها ووقارها وهو قرارها في بيتها,, ايضاً عندما خرجت لم تلتزم بالشروط التي لا بد من توافرها لخروجها, وهي ان تكون محتشمة غير متعطرة ولا متبرجة وان تكون مضطرة لذلك الخروج وألا تخضع لأحد بالقول فيطمع فيها الطامعون وتحوم حولها الذئاب والغربان,, وتلك الشروط كفيلة - بإذن الله - ان تحافظ على الفتاة من الطامعين وان تفرض احترامها وتزرع الخوف في قلوب المتعطشين,, فهي تمشي بنور من ربها لالتزامها بشروط حجابها الشرعي.
اما اذا ما تخلت الفتاة عن تلك الشروط بأن خرجت متبرجة مبدية مفاتنها للعيون متعطرة,, فبعملها هذا دعوة عامة لكل ذئب جائع بالتقدم لنيل طعام شهي جاهز والدعوة بلسان الحال ان لم يصل الى لسان المقال فلا حول ولا قوة الا بالله.
فالفتاة نفسها سبب كبير في وأد ذلك الخلل والحد من انتشاره كما انها ايضا قد تكون دافعا مخصبا له.
ثالثا: اين دور ولي امر الأسرة في علاج هذه القضية فهو مسؤول عن رعيته, فهل كان مع ابنته عند ذهابها الى السوق وهل سيقترب احد من امرأة اذا كان معها ابوها او اخوها او زوجها؟.
وهل الفتاة تحت مراقبة ولي أمرها؟ ان الحال الآن - في الغالب - خروج النساء لوحدهن الى السوق يقضين فيه الساعات الطوال بلا رقيب ولا حسيب فهذا تفريط كبير من اولياء الأمور وسبب كبير ايضا في انتشار المعاكسات والمضايقات الكثيرة لتلك الفتيات.
رابعاً: علاج الأمر يكمن في وعي الشاب ووعي الفتاة ووعي ولي الأمر وعياً كاملاً ملتزماً بتعاليم الاسلام امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي, ولن يكمل ذلك الا باستشعار المسؤولية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي عده العلماء ركناً سادساً من اركان الاسلام.
خامساً: ان العمل يحتاج الى الجد والحرص فالجد دون الحرص لن يثمر والحرص دون الجد لن يجدي,, فالمحافظة على الشباب: فتيانا وفتيات تستلزم البيئة النظيفة التي ينشأ فيها الشاب او تنشأ فيها الشابة وهذا يحتاج الى جهاد ومجاهدة وذلك لكثرة الاغراءات والفتن والملهيات مع فراغ روحي,, فما عسانا ان نحصد من فتى او فتاة يتخرجان في مدرسة الفضائيات والافلام والمسلسلات والهابط من المجلات؟!.
سادساً: وختاماً انبه الى نقطة مهمة في نقاش مثل هذه الموضوعات وهي ان انتكاس المفاهيم لا يبرر فعل المحظورات والمحرمات ولا يبرر ترك الأوامر والواجبات فخروج المرأة في هيئة فاتنة لا يبرر للشباب عملا مشينا كما ان الفتاة لا تبرأ ساحتها ايضاً, لانها بعملها ذلك تدعو الذئاب اليها وبانواع الدعوات المختلفة المرئية والمسموعة والمشمومة.
اسأل الله جلت قدرته ان يصلح المسلمين جميعاً وان يصلح احوالهم وان يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عبد المحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved