عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
بمناسبة ما يكتب هذه الايام عن الاجازة الصيفية اقول: لمن الاجازة؟! سؤال يمتد بامتداد ارتال الطلاب وقوافل الموظفين الذين خرجوا لتوّهم من معترك سنة عملية طويلة كل منهم يطلب الراحة والاستجمام والنقاهة كلّت عقولهم واهترأت طاقاتهم وجاء الصيف فهب الجميع باحثين عن افضل السبل لاستثمار الاجازة في المتعة والراحة وزيارة اجمل البلدان واشهرها واطّت الحقائب بأحمالها واكتظت المنتزهات والشاليهات بزوارها,, كل ما مضى احداث طبيعية في هذه الفترة - بداية الصيف - عند اغلب الاسر ولكن هنالك اسرة لها حالة خاصة ووضعية مختلفة!! وهي تلك التي اخفق احد افرادها في مادة او اكثر فيعد مكملا او انه اخفق في عدد من المواد مما لا يتيح له فرصة اختبارها في الدور الثاني فيعد راسبا,, ان هذه الاسرة تعيش حالة مختلفة فكيف توائم بين افرادها الناجحين المبتهجين بمستوياتهم العالية وذلك او تلك التي لم يحالفها النجاح؟, قد يكون الامر هيّناً بالنسبة لهذا الاخير - الراسب - فأمره محسوم بإعادة المرحلة الدراسية في العام القادم فلا يحتاج الا الى توجيهه وتهيئته لينهض من كبوته في العام القادم.
تبقى المشكلة اذن في ذلك التلميذ - ذكرا او انثى - الذي يتوجب عليه - إن اراد النجاح - الاستعداد والاستذكار لدخول اختبار الدور الثاني فانه والحالة هذه سيعكر على كافة الاسرة ابتهاجها بالنجاح وسرورها بالاجازة بعد طول انتظار وترقب وذلك من وجهين: الاول: في كيفية التعامل معه اثناء توزيع الهدايا والمكافآت على الناجحين من اخوانه واخواته وهو (المكمل) يقف بينهم دونما هدية، الثاني: انه لابد لهذا التلميذ من الاستذكار والاستعداد لاختبار المواد التي اخفق فيها وهذا يحتم على الاسرة قطع رحلتهم الخارجية او الداخلية والعودة الى المنزل في منتصف الاجازة تقريبا وبالطبع فلن يتمكن التلميذ من المذاكرة واخوانه من حوله يتنقلون بين ألعاب الكمبيوتر وافلام الفيديو وصيحاتهم تتقافز الى سمعه من الشارع وهم يتقاذفون الكرة,, فمن هنا يجب على هذه الاسرة ومثيلاتها وضع برنامج خاص لامثال هؤلاء الفتية تتحقق فيه الجوانب التالية:
-اشعار التلميذ بتقصيره مما ادى به الى هذه الحالة بشرط الا يصل ذلك حد التأنيب الدائم واللوم المستمر.
- تهيئة الجو المناسب الذي يعينه على الاستذكار وتوجيه اخوانه وأخواته بعدم معابثته او السخرية منه والتذمر من وضعه حتى لا يحدث هذا نتائج عكسية تؤثر على حالته الشعورية في الاستعداد للدور الثاني.
- التقرب الى هذا التلميذ ومؤازرته من قبل الجميع حتى لا يحس انه كان مصدر ازعاج وتنغيص على بقية الاسرة في الاجازة.