Sunday 4th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 20 ربيع الاول


القاص المحيميد:
أتجاوز الوصف,, وألتقط شخصية الكائن

الشخصية في النص القصصي قد تعد من أهم مكونات بناء النص ذاته, لكنها ليست بالضرورة - حسب رؤيتي - انسانا دائما، قد تكون هي تلكم الذات الانسانية كما في معظم تجارب النص العربي والعالمي ، وقد تكون هي الكائن، ايما كائن، سواء بشريا أو غيره، قد تكون هي الشيء كالحجر والشجر وغيرهما، اذ مر خلال تجربتي في كتابة النص القصصي، قدمت (الماء) أو (الحذاء) وغيرهما، كشخصيات رئيسية للنص القصصي ، وذلك في مجموعتي القصصية (رجفة اثوابهم البيض - دار شرقيات - القاهرة 1993م).
ايضا، بحكم علاقتي الحميمة ب (الفوتوغراف) فانني اسعى ايضا الى تجاوز الوصف المباشر التقليدي او المكرور او السائد للشخصية في القص، بمعنى انني احاول دائما ان التقط بصريا شخصية الكائن من خلال زوايا عديدة احيانا أصور الشخصية - عبر المفردة - من خلال ظلالها او اثرها، فانا مسكون بالاثر، مولع برصد الغياب، غالبا ما أنقاد الى وصف الخراب والخلاء والوحشة, الا ترى انني اصل المكان (مكان القص) بعد ان تغادر الكائنات، كي اشعل المخيلة الهائلة، فأصنع حسب الحلم والذاكرة والشيء والاثر نماذج شخصياتي.
فما اصعب وما اجمل ان تصل متأخرا، فلا تنقل الوقائع كما هي، بل تطلق ذئاب مخيلتك في البراري، او في الجبال, هل تخيلت ان تدخل مغارة فلا تدري اي السبل او الممرات تسلك, فلو سلكت ممرا ما، فسيفضي بك الى ممر، ثم الى ممر,, وهكذا, هكذا هو النص القصصي - في نظري - فضاء وشخص يقودان الى فضاء وشخص آخرين,, حتى لا تدرك الى أين ستنتهي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved