لنتفق أولا على ان كل شخصية رئيسية، أو ثانوية لها مكوناتها الخاصة بها والتي تنمو غالبا وفق سياقات يراها الكاتب احيانا او تظهر مصادفة,, على انني مازلت اصر ان حضوري الذهني لا يكون جملة واحدة، او فكرة واحدة قد تلمع بشرارة القصة.
ما يحدث هو انني لا اعي غير اقبالي على كتابة النص للتعبير عن هذه الشخصية او تلك,, فجميع هذه الشخصيات تقريبا هم اناس لا اعرفهم، ولا يشبهونني، ولا استطيع ان اتنبأ بما سيفعلون في القصة.
في قصة (الفزاعة) لم يكن واضحا عندي غير شقاء عصفور يقف فوق السياج وينظر الى حقل واسع,, يتألم جوعا لكنه يخاف من رجل ميت (ليس غير الفزاعة).
وعندما بدأت اكتب التفاصيل عنها تقمصت شخصية هذا العصفور للتعبير عن هذا الخوف ومحاولة فضحه، وتعريته ففوجئت وانا اكتب ان العصفور كان ابنا لعصفورة قد ماتت عند محاولتها اختراق وهم الخوف من الفزاعة فماتت في رحلتها هذه,, وقامت بتربية العصفور الصغير عصفورة اخرى لم تكشف للعصفور (البطل) ان امه ماتت في رحلة المجازفة الا عندما فكر ابنها المسكون بنفس النزعة لتضطر الام البديلة ان تواجهه بحقيقة ان كل من يذهب الى الحقل حيث الفزاعة يموت.
وهذا بالنسبة لي مفاجأة لم اخطط لها لكنني في احايين كثيرة امتلك بدايات القصة وتصوراتها الاولية، وما يجعل حقل الكتابة ممتعا ومثيرا للحماس هي تلك المفاجآت التي لا نرتب لها دائما.