Sunday 4th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 20 ربيع الاول


ديوان الأم والابن - 10
(تغريبة فلسطينية , إلى أمي,, ومنها إلى أبي,,)

* في حديثها عن حبها
وكيف أقول احبك في آخر الليل
حين تعود اليّ
على كتفيك نهار ثقيل
وشمس مطاردة بالسواد
وكيف اقول احبك
لا الوقت وقتي
لاعبر صمتي
ولا نحن عدنا لارض البلاد!!
وكيف اقول احبك
أولادنا نائمون نعم
وما خلف شباكنا من عباد
قطعنا الطريق الى روحنا حافيين
كدمع عزيز تجمع في حدقات الجياد
ومضى عمرنا لنهاياته
قبل ان يتفتح في مساء
واهمس:
إني احب حياتي لانك فيها
وان خبأت مقلتاي ثلاثة ارباع ما في الفؤاد
,, فكيف اقول بأني احبك
هادئة
مثل غفوة اطفالنا
والزمان البعيد الذي ظل في الروح ساكن
ومثل الصباح الذي يتفتح في حوش بيتك سرا
ويصعد قبل انتشار الجنود سطوح المساكن
في آخر الليل حين تعود اليَّ
أحبك دون كلام
وتعرف ذلك
ها حوش بيتي نظيف
غسيلي نظيف
وظلي أخضر فوق وجوه بنيك
وصحن طعامك - في عز كانون - ساخن
* في حديثي عنها
حولها الآن تسعة عشر حفيدا
وعشرة أبناء سمر يحبون حنطتها
وسماء اصابعها الناحلات
حولها صبية فارعون,, نخيلا
وجنية الطير للطير في ضحكات البنات
حولها شجر يتراكض بين النوافذ والسور
لكنه اذ تطل
يجيء ويمسح بالضوء عتم الممر
ويخلي لكوكبها العتبات
منذ عامين قلنا ستسأل
عن سر هذي الرمال على كتفيها
عن الريح تذرو مخدتها
وعن الملح في الصمت والكلمات
لا تفسر شيئا
لكيلا نرى في الحروف الرفات
فتأكل,.
تشرب,.
تضحك
تغفو نهارا
لتصحو,.
وتصعد للسطح عند الغروب
تلوح للشمس
تسمع صوت الاذان على درج الظلمات
تلملم دمعتها وتعود الى ركنها لتصلي العشاء
تطيل الركوع,.
تطيل السجود
تطيل الدعاء
كأن أبانا هنا في الصلاة
* في حديثها وحدتها
لا اطيق الخروج من الدار بعدك
لا سقف يستر قلبي
ولا ماء يروي مياهي
الحياة ستمضي الى حالها
وكما كل يوم
واعرف ذلك
لكن وجهك في البيت وجهي
وعينيك صحوي
وضوء انتباهي
لا اطيق الخروج من الدار بعدك
كفك
مازال فوق جبيني
واسمك مازال شمس شفاهي
وتعرف ان الطريق يدور ليرجع للبيت
مهما ابتعدت
لان ظلالك فيه اتجاهي
لا اطيق الخروج
من الدار بعدك,.
لكن بيتا وحيدا
مضيت اليه
وطفت به
قلت القاك في ظله
بانتظاري
وقد كان ذلك بيت إلهي.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved