Sunday 4th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 20 ربيع الاول


مستعجل
ثمن الوسوسة ,,!!.

** يؤكد الكثيرون من البشر,, أنه لولا الوساوس,, لأغلقت نصف العيادات الموجودة في البلد,, ونصف مختبرات التحليل,, ونصف محلات الأشعة,, ونصف الصيدليات,, هذا على أقل تقدير,.
** إذ إن اكثر مراجعي هذه العيادات ,, وأكثر الراغبين في التحليل والمقدمين على الفحص الإشعاعي ومشتري الادوية,, هم من الصنف الموسوس,.
** وتوهم المرض,, بدون شك هو مرض,, ويحتاج إلى علاج ولكن,, قد تختلف درجة هذا التوهم من شخص لآخر,, فمتى ارتفعت درجة هذا التوهم,, فإن هذا المريض سيداوم لدى المراكز الصحية,, ولدى المستشفيات,, ولدى المختبرات بحثاً عن علة في جسمه مفقودة بينما هو في أمس الحاجة الى طبيب نفسي فقط,, يدله على الطريق الصحيح,.
** بعض الاشخاص - دائم الغياب عن عمله,, وعندما تسأل عنه,, يقولون: انه مريض ,, يتنقل من عيادة الى اخرى, وقد يكون بعضهم مريضا بالفعل,, ولكن الاكثر مع الاسف موهوم بالمرض,, فهو يسير وفي يده موعد طبيب,, وفي الاخرى موعد فحص اشعاعي,, وفي السيارة كيس علاج,, وفي المرتبة الخلفية ملف طبي,, وفي شنطة السيارة حقيبة مليئة بالاوراق الاخرى,, فحوصات,, وروشتات,, وأدوية,, ومراجعات,, ومواعيد,, وصور اشاعات,,!.
** حتى إن وسوسته,, ربما تنعكس على زوجته وأولاده,, وتؤثر على مستقبله وحياته,.
** والزوجة المسكينة,, التي كان نصيبها مثل هذا الموسوس,, ستكون على إحدى ثلاث حالات ,.
** الأولى,, إما أن تكون ضعيفة مسكينة فيؤثر عليها وتتحول الى موسوسة مثله,, ويتحول البيت الى جحيم,, ويتضرر الاطفال تبعاً لهذه الحياة الصعبة,, التي كلها خوف وأوهام وتفكير مغلوط.
** الثانية.
وإما ان تكون واعية قوية مثقفة,, فتحاول انتشال زوجها من هذه المشكلة,, وتسير في هذا الاتجاه الصحيح بكل قوة,, وقد توفق بالفعل في انتشاله من هذه الاوهام وتحوله الى انسان سوي خلال مدة قد تطول وقد تقصر.
** الثالثة ,, وإما ان تصبح الحال سجالا بين الزوجين,, فهو يتوهم,, وهي تحاول إقناعه,, وقد تفتقد الادلة والامكانات اللازمة لإقناعه,, فتصير الامور مجرد خلافات ونزاعات ومشادات بين الاثنين حول حقيقة مرضه.
** ثم إن علاقته ايضاً بالعمل تسوء,, إذ يكثر غيابه,, ويكثر تأخره الصباحي,, او انصرافه المبكر,.
ويكثر تفكيره وانشغاله الذهني,.
مما يؤثر على تفكيره وعلى ذاكرته وعلى علاقته بزملائه,, وعلى علاقته بالمراجع,, فيصبح عبئاً على الوظيفة,, ويتضرر العمل وتقل فرص تفوقه وترقيته وصعوده السلم الوظيفي ليصبح بطيئاً.
** أما عن حالته الصحية وانعكاس ذلك عليه ايضاً,, فهو بدون شك,, سيتحول من إنسان سليم معافى,, إلى انسان مريض,, فيتحول جسمه الى جسم نحيل ضعيف هزيل,, ويصبح لون بشرته شاحبا,, مع انه سليم معافى,, ولكنها,, الوسوسة,,!!.
** بل قد تؤثر هذه الوسوسة الزائدة,, على العبادات,, وهنا,.
مكمن الخطورة,, إذ قد يعيقه هذا الوهم عن اداء الصلاة مع الجماعة,, او عن ادائها في وقتها,, بل ربما ترك الصوم,.
متوهماً انه مريض,, وهكذا يدخل إبليس معه في شراكة خطيرة,, يشاطره حياته,, ويملي عليه مايريد,, وهذا بدون شك,, خطير جداً,, مالم يتنبه له في الوقت المناسب,, وينتشل نفسه من هذه المصائب.
** إن مثل هذا الشخص,, عليه المبادرة فوراً,, لطبيب نفسي معروف ومحل ثقة,, ويطرح عليه مشكلته,, وسيجد بإذن الله,, الحل الشافي.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved