Sunday 4th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 20 ربيع الاول


فتاة الوشم ,,البدوية التي عبرت عن مشاعر الأمة

شاعرة نشأت في صميم الصحراء بحسها ووجدانها وشعورها,, وعايشت ظروفه واحواله المختلفة,, وتنسمت هواءه العليل,, فجاء شعرها لساناً ناطقا عن البيئة العربية ومعبرا عنها,, وكيف لا تتفاعل شاعرتنا ببيئتها العربية والشاعر كما يقولون: ابن شرعي لبيئته,, وقديما كان العرب يقيمون الاحتفالات البهيجة تنحر فيها الجزور اذا نبغ فيهم شاعر واشتهر,, وبذا فقد نال الشعرمكانا واهمية كبرى في تاريخ الانسان العربي قديما وحديثا، لانه اللسان الناطق عن الحياة الاجتماعية والثقافية بل والدينية في تاريخ الشعوب,, وبلادنا ولله الحمد تزخر بالشعراء المجيدين رجالا ونساء,, وكنت اتحين الفرص لاغتنامها للكتابة عن شاعراتنا حتى وافتني هذه السانحة,, ان شاعراتنا تستحق التشجيع والمؤازرة وان تسخر لهن المساحات الكبيرة والصفحات الواسعة في مطبوعاتنا الثقافية.
وشاعرتنا (فتاة الوشم) اشهر من علم في رأسه نار,, نشأت في هذه البيئة العربية الثرة بموروثاتها الادبية لشعرها قوة وتفرد وامتازت بابتكارات خاصة بها فطن لها ذواقة الشعر وفحول الشعراء,, كما حفل شعرها بالصدق وملامسته للواقع المعاش,, وبذا تناقلته الافواه,, وتداولته المجالس الشعرية اعجابا به وبجودته وقوته,, حتى اننا يمكن ان نضاهيها بكثير من الشاعرات الاخريات من قريناتها,, ممن لهن اسهامات طيبة في هذا الابداع الشعري,, ومن العدل ان نذكر هنا في هذا المقال ونفصح عن اسمائهن حتى يعلم بذلك الناشئة ومتابعو الشعر مثل: بخوت المرية ومويضي البرزية والشاعرة السبعية اما حديثا وفي وقتنا الحاضر وبالذات في هذا المنعطف الهام في تاريخنا الشعري,, فليس لها نظير في تقديري الخاص.
تعتبر الشاعرة (فتاة الوشم) شاعرة الوطن وعندليبه الشجي الذي يتغني به وبأمجاده وتطوره وتقدمه بين الدول الاخرى، كثيرا ما كانت ترقب حركة الوطن السريعة واعياده الوطنية المجيدة,, فتترنم به وتصرح بلسان صدوح جميل لقد اسهمت شاعرتنا بشعرها في هذا المجال حبا في الوطن وتعلقا به وبمسيرته التنموية وعشقا فيه اسمع اليها تتغنى به وبعيونه الساحرة:
بلادي حبيب الروح له خافقي ينفاج
نعيش بحماه ولجله الدم نفديه
لابات ضو الصبح عنه الدجا منباج
هدا جو خضر فياضة الطير يشديه
على نهج حزن فوق ارض الجزيرة داج
سعادة وطنا من سواعد مخالييه
ضرب لجلها درب الخطر ضيق المخراج
بشلفا هجم للنصر وادرك مطالبيه
كما كانت تبث الحمية في النفوس وترفع الهمم وتنفخ في الكل روح الهمة لنيل المعالي وحصد التفوق والنجاحات الباهرة:
يا هل العادات ذبو بلعمايم
ما يريد الحق من يخشى المنية
العزايم يلمغاوير العزايم
من توخر عقبكم لا عاش حبه
الى ان تقول في نفس القصيدة مفتخرة بالوطن وابنائه واستبسالهم وصمودهم وهممهم العالية:
خلو البارود مثل العج قايم
والقذايف كنها جلد برديه
والفضا كنه من الاسراب غايم
ارجع الخفجي بحد العنجهية
للشاعرة (فتاة الوشم) قصائد كثيرة قالتها في شتى اغراض الشعر ومجالاته المتعددة شأنها في ذلك شأن اي شاعر آخر يستشعر دوره في حياة امته، وشاعرتنا (فتاة الوشم) لم تخرج عن هذا الدور بل تمثلته وادته اداء طيبا فاق الكثيرين.
واذا صنفنا شعرها وتفحصناه مليا لجاز لنا ان نصنفه الى ثلاثة اقسام ، القسم الاول خاص بالقصائد الوطنية، تغنت فيه بجمال عيون الوطن ولقد تطرقنا له سابقا واستشهدنا بشيء من شعرها والقسم الثاني قصائد اجتماعية تطرقت فيه للمجالات الاجتماعية الواسعة في حياة انسان هذا البلد الطيب والقسم الثالث والاخير خصصته في النصح والارشاد او كما يسمى بقصائد الحكم وانك لتجد من خلال قصائدها الحكم والتوجيهات المتناثرة التي توزعها بين ثنايا شعرها ليستفيد منها الكل مثل:
اتجه لله واطمح للفضيلة
خل حب الخير حيا به ضميرك
ولا تنحي عنك برقا لا تخيله
واحتفظ بالراي عن ملا يشيرك
من يكن الك العداوة لا تجيله
اقصر المشوار عن شره وخيرك
لشاعرتنا ديوان جديد سوف يصدر لها قريبا ان شاء الله يترقبه جمهورها بشغف شديد كما ان متابعي الشعر الشعبي يتربصون به ترقبا وشغفا وحبا ولا سيما انه ديوان يصدر لشاعرة بحجم (فتاة الوشم).
فتاة الوشم,, نشرت لها الكثير من صحفنا المحلية ومجلاتنا الشعبية حيث افردت لها الصفحات والمساحات الواسعة فأينما جال بصرك في صحفنا طالعك اسمها الذي يحمل كل جديد وجميل.
هذا ما قدرت عليه في حق هذه الشاعرة العظيمة وهو جهد المقل كما يقولون واتمنى ان تتاح لي فرصة اخرى للكتابة عنها وعن قريناتها الاخريات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved