* نيقوسيا - د,ب,أ
من المتوقع ان يبحث الرئيس السوري حافظ الأسد التفاصيل النهائية لصفقة اسلحة كبرى مع روسيا اثناء المباحثات التي سيجريها في موسكو بعد أيام مع الرئيس الروسي بوريس يلتسين.
وترى المصادر الدبلوماسية العربية ان الاعلان في دمشق في وقت سابق من اول امس عن ان الرئيس الاسد سيزور موسكو غداً الاثنين - وهي الزيارة التي تأجلت مرتين - يشكل دليلا على ان القيادة الروسية قد قررت المضي قدما في صفقة السلاح التي تحتوي على مضامين سياسية واستراتيجية ذات اهمية كبيرة.
وترددت تقارير في الاسابيع الأخيرة بأن الصفقة المزمعة تتضمن صواريخ إس-300 وهي الرد السوفيتي المتطور على انظمة صواريخ باتريوت الامريكة المضادة للصواريخ، وكانت الهيبة السوفيتية المتضائلة قد تلقت ضربة موجعة اخرى في الأشهر الماضية عندما تراجعت قبرص - تحت ضغط امريكي - عن شراء صواريخ إس-300 من موسكو التي كانت ستتمكن بها من تحدي السيطرة التركية الشبه مطلقة على اجوائها.
ويقول المراقبون ان توقيت الصفقة بين دمشق وموسكو يأتي في مرحلة بالغة الحساسية بسبب توقع استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل في وقت قريب تحت رعاية واشنطن.
وقد اثبتت الاحداث مؤخراً بوضوح تام ان النوايا الطيبة وحدها لا تكفي لتعزيز موقف دمشق التفاوضي الضعيف, ففي نفس اليوم الذي كانت الاذاعات تسهب فيه في تقريرها عن تبادل كلمات الود عبر الصحافة بين الاسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك، قامت الطائرات الاسرائيلية بتوجيه ضربات موجعة إلى البنية التحتية لحلفاء سوريا في لبنان، وبعد ذلك بأيام تحدث بعض الجنرالات الاسرائيليين علنا عن امكانية ضرب الاهداف السورية في لبنان وفي داخل سوريا نفسها.
وتقول بعض مصادر المخابرات الغربية ان سوريا قد سلحت عددا من صواريخ أرض-ارض برؤوس حربية تحمل شحنات مدمرة من المواد البيولوجية والكيماوية يمكن ان تطال اسرائيل, ولكن سوريا تبقى في امسّ الحاجة إلى تحديث ترسانتها من الطائرات والدبابات والصواريخ التي حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي السابق، ذلك إذا ما كانت تريد ان يكون لديها أية قدرة عملية فعالة في الرد والردع - بخلاف السيناريو المستبعد للانتحار المتبادل الذي ينطوي عليه اللجوء إلى اسلحة الدمار الشامل.