Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


على ضفاف الواقع
كونوا لأنفسكم كالمصابيح!!

** ,, ولا في الخيال!!
ما هذا التعجب الفقير,,؟! ألسنا نحن الذين نرتب ذلك الخيال,, نمنحه الفصول الاكثر روعة,, وغرابة,.
أليس ذلك العقل النشط هو من يمنح الخيال قوته,, يغذيه بالغرابة والمفاجأة,,!!
اذن,؟؟!!
ايهما أقدر على انتشالنا من فقر اللحظة الخيال,, ام الواقع,,؟!
سؤال عادي ,, دائم,.
لكن لنبحث عن إجابة مختلفة ,, تحرك ركود هذا,, (العادي),,!!
الخيال,, بلا شك, يزرع الجوري في الارض الجافة ,, يمنح اللحظة طول العمر ,, ويقلب ما نجبر عليه الى ,, ما نريد في رفة رمش ,.
لكن في ذات الوقت,.
للواقع هيبته,, يمنحنا تلك الاشياء التي يعجز خيالنا عن تخيلها ربما الآن تلك الاشياء فوق تصور العقل (الممون) الوحيد للخيال,!!
الواقع,, يضحك المفاجأة التي يعجز الخيال عن احضارها,, مفاجأة من حيث لا تحتسب ،,, انها الاقوى من مفاجأة الخيال,, ذلك لأن الاخيرة من اعدادك الذهني,, من ترتيبك المسبق,, موقف متخيل منحته أنت بمعرفتك دور المفاجأة,, تفرح به كثيرا,,, لكن لا تصدق ذلك حتى لا تختلط عليك الامور,,!!
ذلك الاعداد المسبق يفقد المفاجأة هزة حضورها,, ومن ثم الإحساس بها,.
اذن
ان نعي (لعبة الحياة) معناه ان نعيش الواقع في اوج حقيقته في اكثر صوره وضوحاً,, واكثر وجوهه ,, (إلزاماً).
الانتظار ,, هذا الانتظار الذي يحمل في رحمه جنين المفاجأة!!
والمفاجأة لا تعني بالضرورة حدثا رائعا ,, ربما العكس وربما غير ذلك,, وغير العكس,, وفي كل الحالات يرغمنا مضمون الحدث المفاجئ ان نعيش لحظة حاسمة او نتخذ ضربة قاضية ,.
هل في الخيال,, ضربات قاضية,, او لحظات حاسمة,,؟!! ربما فقط قبضة يد ممتلئة بالماء,, لا يغنيها انها تقف على نهر جار,,!!
ان نعيش الواقع، هل هذا الذي نحتاجه,,؟!
ما الذي نعيشه الآن؟
وكم يمثل هذا الذي نعيشه,, من الواقع,,؟! من حياتنا,, وافكارنا,؟!!
وهل كل احلامنا,, وطموحاتنا,, مرتبطة به,, ام ان بينها وبين الواقع فجوة بعمق (اللامبالاة) و(التجاهل) لأغلب الاشياء/ الامور؟!!
** إدراك الواقع,, على ما هو عليه,, على حقيقته، يقتضي الكف عن محاولة التهرب منه وتجاهله,, او اللامبالاة بأغلب الذي يحدث,, ان مواجهة (المشكلة) او (الحدث),, أفضل بكثير من اختزانها والتذمر منها فقط!!
وليس فقط مواجهة الواقع بمنطق الدفاع/ الهجوم,, فهذه ليست مواجهة، وإن كانت كذلك فهي اضعف المواجهة,,؟!!
العيش في الحقائق,, وممارسة الحياة من خلالها,, والتعود على وجودها الدائم امامنا,, وليس فقط بمحاذاتنا,, يجعلنا نأمل,, بأيام أفضل,,!1
ويجعلنا ايضا نتعلم أنه,, (بتقبل الاشياء يستطيع المرء ان يتخذ موقفا إزاءها,, وان التقبل لا يعني الهزيمة,, انه الخطوة الصحيحة,, لحياة افضل,.
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved