Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


مؤسساتنا الثقافية,, ركض إلى أين,,؟! 1
منير عوض

في ظل التساق الكثيف الحاصل في العملية الثقافية اجمع، وبروز المثقف المبدع كرمز حقيقي في كيان أي تواجد على البسيطة,.
لا يشك احد ان عملية احتواء المبدع هي الركيزة الاساسية في انطلاق اي حضارة من الحضارات وتكوين هوية واضحة لاي شعب من الشعوب,.
الآن حيث القنوات الثقافية تفتح آفاقاً ارحب للمبدع من خلال طبع الكتب والدوريات واقامة الندوات والامسيات الثقافية، وإيجاد اجواء رحبة للحوار والنقاش,.
يظل العمل المؤسسي على جميع الاصعدة بحاجة الى التعديل والتغيير في عملية تطويرية لا تنتهي,.
* فكيف هي آلية العمل الثقافي في ظل التطلع الى تحقيق الاهداف والطموحات؟!
* وهل استطاعت المؤسسات الثقافية احتضان المبدع واحتواءه وتطوير ثقافته وانتاجه، لتقديمها فيما بعد للمتلقي التواق للمزيد؟!
من خلال رؤية شخصية يتناول هذا المحور كلاً من الاستاذ الروائي والقاص ابراهيم الناصر الحميدان والاستاذ صالح ابو حنية رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
القاص والروائي الاستاذ ابراهيم الناصر الحميدان:
كتبت بشيء من الحدة في هذه الجريدة عن المؤسسات الثقافية ونحن لا نملك منها مع الاسف سوى الاندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون، وها انت يا منير تعيدني الى نفس الموضوع ربما لتجعلهم يغضبون مني، وهذا ما اتفاداه لانهم في واقع الامر اصدقائي، وكم انا سعيد بقلة الاعداء وهذا بفضل الله عز وجل، الاجابة باختصار وصراحة الاندية الادبية لم تستقطب الشباب لان اكثر هؤلاء استهوتهم جوانب اخرى بعيدة عن الثقافة منها العامي والركض وراء الشهرة السريعة او الاضواء مع المذيعات المائعات في المحطات الفضائية.
الثقافة رزانة واطلاع متواصل وهؤلاء لا صبر لهم او احتمال, والاندية تعيش المشكلات التي لم تتوصل الى حلها واهمها تكدس الاصدارات، وكذلك عزوف الشباب عن ارتياد الاندية مشكلة قائمة منذ القدم.
والحل السريع هو عدم الابتعاد عن طموحات الشباب، وانما بالاقتراب منهم والرأي هنا ان تدار الاندية بأكثر من شخص، اي هيئة لا تزيد عن خمسة اشخاص تجتمع اسبوعياً وقراراتها بالتصويت وليس بالاستشارة، ونشاط الاندية الادبية ينبغي ايضاً ان يوكل الى عدة اشخاص من الجيلين وتجربة نادي جدة ماثلة للعيان رغم انها ارتكزت على نشاط الناقد المثقف د, عبدالعزيز السبيل.
المشهد الثقافي في الوطن العربي لا يعكس العافية الثقافية ولولا جهود فردية تنبع هنا او هناك لاصبحنا في ذيل القائمة.
والسبب الاول هو عدم الاهتمام بتنمية المعرفة لدى الافراد ابتداء من المنزل -قراءة الصحف تعتبر ثقافة على حساب الكتاب- والشعوب العربية ظاهرة صوتية كما قال عبدالله القصيمي تتكلم اكثر مما تعمل، وكأنما نحن على خشبة مسرح لا يكف عن التوقف.
بلادنا بحاجة الى وزارة للثقافة حتى نرى تفعيل الفكر للقيام بدور الرائد في دفع عجلة التنمية الثقافية, والعولمة القادمة سوف تهزنا ولكن لن تجرفنا بتيارها ان شاء الله متى ما حصنا قلاعنا بالمعرفة الاصيلة وليس بالثقافة الهشة، ولن انكر هنا جهود مؤسسة الفيصل الثقافية رغم انها محدودة النشاط والانتشار، لان اعطاء الجوائز وحده غير مجد وتحية لكل من يعمل في سبيل تقليص الامية في بلادنا ونشر الثقافة.
مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام:
الأستاذ صالح ابو حنية:
* ان العمل الثقافي في نظري قضية مشتركة يشارك فيها عدة اطراف مثل المؤسسات التي ترعى وتنهض بالحركة الثقافية وما تطمح اليه من ابراز الصورة الحقيقية للانتاج الفكري، وكذا المبدع الذي يعمل على تقديم عمل ابداعي متميز يساير التطور في تحديث المفردة اللغوية لكي تعكس تلك المحاولة رغبة المؤسسات التي تعنى بابراز خصوصية المثقف وانتاجيته، كما ان المتلقي هو الآخر شريك مهم في تطور العمل الابداعي من خلال تعامله من الانتاج الابداعي وتمييزه لما يطرح بواسطة وسائل التوصيل المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة.
وتقع على المتلقي مسئولية كبيرة في دفع المبدع وتحفيزه الى الاستمرارية في العطاء انطلاقاً من تمتع المتلقي بخلفية ثقافية عما يطرح حوله من نتاج فكري غزير في التنوع.
لذلك فان الجهات التي تعنى بالعمل الثقافي تتحمل مسئولية مهمة في تنشيط ودفع المبدع الى استمرارية الحضور المتطور ومنحه الثقة التي تدفعه الى التواصل، كهدف وطموح في الرقي بالمجتمع وتنميته ثقافياً.
واتصور ان لدى كل مؤسسة ثقافية خطة للعمل على ترجمة اهدافها وطموحاتها في نشر الثقافة بصورها المتنوعة وتولي ذلك اولوية خاصة للتأكيد على خصوصية الهوية الانتاجية في العمل الابداعي.
من هذا المنطلق نجد قنوات كثيرة تسعى الى تحقيق ذلك، ومن تلك الوسائل ما يبث عبر الاتصال المسموع والمرئي والمنتديات وما ينشر عبر الصحف والمجلات وما تسهم به دور النشر الحكومية والخاصة، وفيما يخص المتلقي فان المؤسسات الثقافية تحرص في برامجها على تقديم ماهو متميز لكي تشبع فهم المتابعين لبرامجها، بما يؤكد هذا الاتجاه والدور المطلوب منها في زيادة تقوية الصلة بين المبدع والمتلقي.
وفي الحقيقة توجد لدى المؤسسات الثقافية محاولات جادة وتوجه قوي نحو خدمة المبدع واتاحة كافة الفرص لتسهيل ودفع العملية الانتاجية لديه، وتهيئة المناخ المناسب لتطوير ثقافته، وعملت المؤسسات الثقافية لتحقيق ذلك بايجاد عدة قنوات تسهم في نشر ذلك المنتوج الفكري, وان ايجاد الاندية الادبية وجمعية الثقافة والفنون بفروعها في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بالاضافة الى تبني تلك المؤسسات بطبع الكتب وتوزيعها للمهتمين والمتابعين هو احد الركائز التي تعتمد عليها في نشر انتاج المبدعين ليصل للمتلقي، كما اهتمت المؤسسات الثقافية بدعم وتشجيع المواهب وصقلها للدفع بها الى ساحة الابداع من خلال اقامة الامسيات المتنوعة واستضافة النقاد لالقاء الضوء على نتاج المبدعين ومناقشة الافكار التي تخدم العملية الابداعية.
ان المؤسسات الثقافية في عدد من قطاعات الدولة مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والحرس الوطني ووزارة المعارف والاعلام والجامعات وغير ذلك من القنوات التي تسهم في دفع العملية الثقافية لهو اكبر دليل على تشجيع وتحفيز المبدعين وايجاد السبل الكفيلة لتبني انتاجهم الفكري ودفعهم الى مجالات اوسع للتعريف بابداعهم وايصال صوتهم للمتلقي وهي رغبة اكيدة لدى تلك المؤسسات التي تهتم كثيراً برفع مستوى الثقافة المحلية والتعريف بها خارج الوطن كمظهر حضاري يعكس ما وصلت اليه الحركة الثقافية في بلادنا، وما مهرجان الجنادرية وما يستضيفه من ادباء ومثقفين الا اكبر دليل على الرغبة الصادقة في ابراز الواجهة الثقافية لوطننا من خلال عرض ابداع المثقفين وما يصاحب ذلك من حوارات خلال فترة المهرجانات.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved