Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


مسرح مردح
لولا أني أخاف تزعلون لقلت لكم: رحم الله الكلام
محمد العثيم

شاعت في اواخر الخميسنات والستينات كما تعرفون كتابات من نوع خاص استدعت وراءها نقادا اعجب منها تكفلوا بترسيخ فسادها حتى اننا اليوم نستطيع ان نخرج من المكتبة محملين بكتب كثيرة تتحدث لسذاجة ومملاة الواقع الثقافي السيىء واهله العامدين المنزلقين في عبارات لا معنى لها بصفة انها كتابات وابداعات ركام وركام من القصة والقصيدة والنقد بفروعه بل ومسرحيات منحولة ومنقولة واشعار فطرية كانت رائعة فعرضها اصحابها على المؤدلجين فتمت ادلجتها وهي جميعا تأخذ نسقا واحدا هو نقل ودمج ومزاوجة المعنى في فن لآخر اواستجلاب منهج علم لآخر لخلق ابهار في ادبيات الحوار عند محدودي الاطلاع وانصاف العارفين ممن اوتوا من العلم قشورا فضنوها الكثير.
اساليب تحدثنا عنها كثيرا توحي فقط بمعنى كبير مع انها في واقع الامر إما كلام مكرر معاد أو سلاطات من خليط اللفظ وسيىء الحفظ ومماحكات الترالية بين القبول والرفض وهذا استدعى فيما بعد دعوات طيبة لافهام مالا يفهم وهو كما قال ناقد حصيف انا اكتب وكأن صوتا يسألني هل هذا مفهوم وواضح، والمشكلة العويصة استدعاها القفر والحاح الوسيلة احيانا باستدعاء المادة لان الوسائل الحديثة للنشر وضعت الثقافة - ومعطيات الفلسفية الافقية غيرالبرجماتية - مادة استهلاكية للبيع على الصفحات ومن اجل البقاء واستلام المقسوم لجأ مثقفون لهذه الطرق من النصب,, ولان الفراغ الثقافي شائع قد يظن البعض اني اتحدث عن الحداثة والحديث والمحدث وهذا جانب لكني اتحدث اكثرلكم عما يسوقه الادباء من المتعلقين بالادب العربي من عصور الانحطاط من جمل واوزان ساتعرض لكل ذلك في هذا السياق ولطول هذا الموضوع وعدم رغبتي بجعله مسلسلا طويلا وحزني منه ساجمل لكم نقاطا بسيطة ستكون هناك لها فرصة العودة واحدة واحدة كلما اسفهلت الثقافة وراق كدرها وتعدل مزاجها.
اولاها يبدو ان كثيرا من المفكرين الرواد تآمروا للسكوت على جنح وتزييف بعضهم اما مجاملة وحك ظهور اوجهل بمصادر المدعيات الفكرية,, والذين حاولوا كشف سوء مصطلح او سعة اسلوب على المعنى سمعوا مالا يرضيهم كيف لا وقد اعتدوا على نصب فكري ورمز من رموز الثقافة فكان ان تطورت قوة وسلطة المثقف العربي وطورت حلفها مع السلطات المختلفة لتشكل محاور التجهيل.
وفيما ازعمه اتجاوز كثيرا من التحليلات المصطلحية الفكرية لانها مثل كثير مما سنعرض له لا تمس الانسان العربي بل تهمشه بصفته الرعاع والسوقة واحيانا الهمج وكأن المثقف والمفكر المتسلط مستعمر يصف بدائية اكتشافاته البرية في منطقة مجهولة بل نسي كثيرون ان ثقافة المجتمع في سجله الوجداني وهرميتها الفكرية هي الجدار المانع في وجه الايدلوجيا واغراق ثقافة الآخر ولديها مقاومتها الذاتية ربما اكثر مما لدى المفكر نفسه.
ومن هذا المنطلق كانت الملامح المبدئية فالنقد الذي قادها بجرأة وشجاعة استاذ الجيل عبدالله الغذامي الذي كسر اصنام الانفصال الثقافي واعلن خواءها وموتها وعلق الفأس على عنق النقد فقطع وريده الادبي ووصل وريده الثقافي العلوي والتحتي في بادرة هي الاولى من نوعها في بلادنا لتحرير العقل من كربه وكراكيبه.
اما النقد نفسه وهو مبني على الفكر والمنهج والابداع فاني اتعدى استاذ الجيل الدكتور الغذامي وغيره بما قاله عن موت الشعر والنقد الى موت الحكي وموت الحاكي وقبل كل ذلك ازعم - بتطرف شديد - احتضار الكلمة منذ اول القرن وبقاء المنظر الحسي لانه جملة لا مفردة لها ومعنى لا يستلزم وعاء فضفاضا من اللغة الميتة اوا لحية وهو أمر عززه في البنية الثقافية الاعلام المرئي.
اقول وبالله التوفيق ماتت الكلمة ومع الكلمة هلك من هلك وهم خلق كثير فما بالك بهالك تقام منه جثة الادب من جدتها,, وتسند بقافية روي او لزومية لالزوم لها الا المديح البجيح او التأسي والتعزي ملزمة وكأنها ستقرأ في صوان قبل الف سنة وبعدها انتظار العطاء.
تعاد الكلمة وتعاد كما كانت بكل جحفلها الحوشي والغريب ليقول شاعر متحذلق انه فعل مثل الاوائل,, وما اهمية سجل الاوائل الاعلامي من المدائح لغير المؤرخين واهل الحصر والتصنيف ليكون لك ايها الشاعر السلفي النزعة.
المسرح التجريبي
لم تتوفر بعد انباء يمكن تحليلها عن المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بهذا العام وإلا تأخرت عن المشاركة به المملكة بسبب فاجعة وفاة صاحب السمو الملكي الامير فيصل, والأنباء الثقافية المبدئية عبر الوكالات تشير فقط الى ان عرض مصر المشارك الى كتابة هذا الكلام في اليوم الرابع من سبتمبر كان عرض المسرحي الشهير الاستاذ انتصار عبدالحميد الذي عرض طقسا نوبيا مكررا عن عرض العام الماضي ومبنيا على ادبيات فاوست بأخراج حركي تنظمه رؤى الشكل الهندسي.
بقية العروض المقدمة لم تشر الصحف لها بأكثر من اخبار مما يجعله من الصعب علينا متابعتها ثقافيا من هنا لكن علينا، ان ننتظر وارجو ان تتوفر ولو اشرطة مسجلة عن بعض العروض للتمكن من تحليلها.
اشارة
اخيرا اتقدم بالشكر الجزيل لنادي ابها الادبي ومسئولي الاندية برعاية الشباب على طباعة واحد من اعمالي المسرحية واسمه الهيار راجيا ان اوفق لوضع اكثر من ثلاثين نصا اخرى في يد القراء الكرام,, وبادرة جائزة ابها السنوية للابداع كانت المحرك لطباعة هذا العمل فشكرا لرجل الثقافة سمو الامير خالد الفيصل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved