Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


هكذا
قصة سعود السويداء,.
فهد العتيق

** بعد أن وصلني ملف (اتجاهات) الأدبي الصادر عن فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في حائل عن طريق مدير التحرير الصديق جارالله الحميد، قرأت قصائد علي بافقيه ومحمد الرطبان وعثمان المجراد، وقصص عبدالرحمن الدرعان وفهد السلمان وهيام المفلح وسعود السويداء، ثم كتبت انطباعات سريعة عن هذه النصوص التي قرأت، حتى وصلت الى قصة سعود السويداء (حذاء ابيض صغير) فتملكتني بالكامل لسبب بسيط وجوهري انني منذ زمن طويل لم أقرأ نصا قصصيا محليا عذبا وبسيطا وشفافا وموحيا، وتتسم رؤيته بقدر من الطزاجة والرحابة، نص له استقلاله وتفرده وخصوصيته بقدر ما هو نص مفتوح، وربما اجتماع هاتين الثنائيتين من أهم سماته، بالاضافة الى لغته غير المتكلفة إذ يتضح لنا من خلال قراءة هذا النص أن صاحبه قادر على كتابة نص قصصي متقدم وكبير ومؤثر وليس مجرد راغب في كتابة القصة؟
و(حذاء أبيض صغير) للقاص سعود ضمن ثلاث قصص قصيرة جدا له في الملف لكنها من القصص القلائل التي توضح لك صعوبة القصة القصيرة جدا، وصعوبتها تكمن في شيء واحد فقط، هو انها تكشف بسرعة امكانات الكاتب إن قادرا على كتابة النص القصصي أم انه يملك مجرد الرغبة في كتابتها، وهناك فرق بين الاثنين.
حذاء أبيض صغير ربما لدمية جميلة، قدمها الأخرى صغيرة، ربما حافية، ربما تشبه الطفلة التي لوحت بيدها، وابتسمت من خلال الواجهة الزجاجية لدكان الحلاق، فصرت لحظتها كمن يولد,, ربما كنت أحلم
مدخل القصة يشي ببساطتها، والتقاطها لموضوع غاية في الإنسانية والحلم والبساطة، لكن النص يرتفع شيئا فشيئا حتى يصل الى الحوار الواقعي وليس الحلمي بين الراوي والطفلتين ينتهي الحوار وتبقى الأسئلة في رأس الراوي، أو الشخصية الشعرية في النص التي تخرج لنا متحدة بأشباهها وممتزجة مع أغنيات كثيرة للطفولة فالبطل هنا هو الراوي وليس الحذاء الأبيض الصغير، البطل فنان ورمز لشخصية حالمة فلا يتحدث كثيرا بل يصدر عنه كلمات تقابل تأمله الطويل الذي يحمله ضمن أشياء كثيرة يحملها على كاهله مثل أسئلة عن الحذاء وحواره مع الطفلتين ومع صديقه ومع ذاته.
,,, وفتحت يدي، كان الحذاء الأبيض الصغير، تخيلته يخطو على القلب برقة، ربما مضى عليه زمن طويل وهو في جيبي، فكرت كمن تذكر شيئا، لماذا لم أعطه عبير او نوره، او حتى لفتاة دكان الحلاقة الصغيرة، بشعرها المقصوص، ربما كن يملكن دمى لها أحذية صغيرة بيضاء وربما قدم احداهن صغيرة وحافية.
لكن يجب ان احتفظ بالحذاء
ربما كنت أحلم,, .
وهكذا دائما يبقى النص الإبداعي الأدبي بعمقه وبساطته وروحه العالية وابتعاده عن التكلف والتصنع الذي نراه في نصوص قصصية كثيرة والمؤكد ان قراءة قصة سعود السويداء أفضل من القراءة عنها، وهذه دعوة متواضعة لقراءتها ضمن نصوص ملف اتجاهات.
* بينما نقرأ في الأسبوع القادم بعض قصائد وقصص هذا الملف الأدبي الطازج، قراءات انطباعية متواضعة أشبه بالقراءة بصوت مسموع.
**فاصلة لأمجد ناصر :
نحن لم نتغير كثيرا
وربما لم نتغير أبدا
النبرة البدوية
العناق الطويل
السؤال عن الأهل والمواشي
الضحكة المجلجلة
رائحة الحطب القديم
الحطب المخزن في الحظائر
مازالت تعبق في ثيابنا .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved