أصبحت الاستراحات التي تطوق مدينة الرياض، أحد الملامح الاجتماعية الواضحة التي تسيطر على أمسيات الرياض.
وأنا شخصيا لا أمتلك موقفا رافضا ضد هذه الاستراحات، فالحياة الاجتماعية المفعمة بالأصدقاء والتواصل الاجتماعي مطلوبة وضرورية للتوازن النفسي وتفريغ انفعالات النهار وتراكماته.
وقد ألحت عليّ احدى الزميلات بأن أكتب مقالا ضد هذه الاستراحات، وأدعو الى اقفالها، ذلك لأنها تختطف زوجها كل ليلة فتظل هي وحيدة تساهر النجوم وستائر النوافذ.
وعبثا حاولت أن اخبرها بأن ليس هناك من علاقة بين الاستراحات ولا مسؤولية زوجها، الذي حتما كان سيجد مكانا آخر سيذهب اليه لو لم تكن هناك استراحة.
ولكنها قالت: لم لا تكتبين من باب سد الذرائع؟ أو ليس تزعمين بأن زاويتك هي صوت للجميع؟.
فقلت لها: هذا صحيح، ولكن في ظل النظام الاداري السائد من حولنا، ودراسات البيروقراطية، ومصائد الروتين ما ألك إلا ربع الاستراحة .
فلو مرض أحد من أطفالك لا سمح الله، فلابد أن يكون هناك في الاستراحة التي يرتادها زوجك أحدهم,, وهذا الأحدهم,, لابد ان يعرف أبا محمد وأبومحمد يتوسط له للدخول الى المستشفى الحكومي للعلاج.
ولو أردت ان تنقلي من مدرستك أو تعينت في قلعة وادرين أو تعرضت لمشكلة في الرئاسة العامة لتعليم البنات فهناك في الاستراحة يوجد أبوناصر الذي سيتكفل بالمهمة.
إما إذا كان لك حجز غير مؤكد، فتأكدي انه سيصبح مؤكدا، هذا لأن أبا سعد يسهر كل ليلة مع شلة الاستراحة.
وتلتهب الحمى وتكبر الحاجة عندما يكبر أطفالك ويحتاجون الى قبول في الجامعات أو يحتاجون الى وظائف شاغرة.
وقد تحتاجين الآن بعض الفيز في ظل وجود أبي سليمان في مكتب الاستقدام صباحا وفي الاستراحة مساء.
لذا يا عزيزتي لا تعذليه، ولا تتجاوزي الحد في لومه، فهو مضنى القلب موجعه، ودعيه يسهر كل ليلة في الاستراحة.
ففي هذه الأيام ما ألك إلا الاستراحة,, ومرتاديها .