Sunday 12th September, 1999 G No. 9845جريدة الجزيرة الأحد 2 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9845


ما هي القصيدة وما هي ركائزها؟!

ماهي القصيدة؟ سؤال يبدو سهل الاجابة! وربما اعتبره البعض سطحي الطرح!!
ولكن في الحقيقة ان اجابة هذا السؤال تحتاج لتفكير عميق وخيال واسع وأكثر صدقا وواقعية لنجيب الاجابة الكافية الشافية على ذلك السؤال!.
أليس القصيدة هي أصدق لغة تعكس توجهات الشاعر وأعني الشاعر الحقيقي وتحدد آراءه وطريقة تفكيره وكيفية معالجته أو نظرته لقضية ما!.
أليس القصيدة هي الهاجس الذي يداهم الاحاسيس ويحل ضيفا على الشاعر ليمتلك حيزا كبيرا من اهتمامه ويجتاز كل العقبات أمامه ليرسم صوراً ابداعية لموقف ما؟ ولكنه بالتأكيد ضيف ليس كبقية الضيوف فهو يدخل بدون استئذان؟! نعم القصيدة أصدق لغة يمكن ان تنقل لنا الأحداث وفصولها وكأننا نشاهدها بأم أعيننا,, فالقصيدة فكرة وهي أول وأهم ركائز القصيدة والموقف المؤثر الذي يمر به الشاعر كفيل بخلق هذه الفكرة ليقفز الى ذهن الشاعر بيت أو بيتان أو أكثر في نفس لحظة المؤثر دون ان يتدخل الشاعر باختيار القافية أو غيرها لقصيدته وليس بالضرورة ان تكون تلك الأبيات مطلعا للقصيدة ولكنها الشرارة الأولى لها والانطلاقة الى تصوير أعم وأشمل ثم الوزن الذي تظهر من خلاله مقدرة الشاعر وصدق موهبته على تمكنه من أدوات قصيدته كالجرس الموسيقي وتسلسل الافكار وصبها في قالب واضح المعالم سهل الفهم بليغ التصوير حتى يسدل الستار عما يعنيه ويرغب ايضاحه للمتلقي وبهذا تكتمل الصورة الابداعية للقصيدة وتتجلى قدرة الشاعر التصويرية للموقف المؤثر, وكلما كان الشاعر موهوبا انسابت مفردات قصيدته وتراكيبها اللفظية وسياق معناها وترابط أفكارها بشكل عفوي وبعيدا عن التكلف.
فهؤلاء الشعراء هم القادرون على ملامسة أحاسيس القارىء المتذوق وجذب اهتمامه,, وشتان بين ما ذكرنا سابقا وشعراء الصور الملونة والأحاسيس المفتعلة الذين اتخذوا من التجديد والحداثة ستارا يمارسون من خلفه شتى أنواع الاضطهاد للشعر الشعبي الأصيل واعدام الذوق العام مع سبق الاصرار وتمرير تلك الطلاسم التي يصعب فك رموزها وادراك معناها عليهم أنفسهم قبل القارىء العادي أو المتذوق للشعر الشعبي وللأسف الشديد ان هؤلاء وجدوا ضالتهم في غياب الشاعر الحقيقي أو بالأصح تغييبه عن منابر النشر وحجب آرائه إلا ما ندر!.
لا ننكر ان هناك أسماء متميزة استطاعت بناء القصيدة الحديثة البناء الصحيح الذي يتطلبه العصر, والتجديد مطلب ضروري تبعا لتطور المجتمع وتنامي وعيه واتساع مداركه وثقافته، فالشاعر جزء من مجتمعه يتأثر بكل ما يتأثر به هذا المجتمع فمن الطبيعي ان تكون قصيدته نابعة من كينونة ونمط حياة جيل عصره,, ولكن عليه ان يجدد التجديد المنطقي الذي لا يخل بأصالة القصيدة ويضعف جزالتها.
فنحن امتداد لما قبلنا,, لنا تاريخنا وعروبتنا واستقلاليتنا كعرب,, تاريخنا الأدبي ناصع البياض صادق الأصالة نعتز به ونفتخر بانتمائنا لهذا الارث العظيم الذي شكل الشعر أحد جوانبه المضيئة,, فمن منا لا يعلم أن الشعر ديوان العرب ومازال,, وليس سلما يتسلقه اللاهثون خلف الأضواء ليبلغوا ما يحلمون به من شهرة زائفة على حساب الشعر الشعبي؟! ان هذا العبث آفة قاتلة سرت بجسد سليم معافى وشوهت صورته: ونحن في سبات عميق؟!
استغاثة
أين الشعراء الحقيقيون؟ لم أعهد منكم هذا الغياب المريب والسكوت الم,,,, ماذا اقترفت من اثم لأجد هذا الصدود المقصود؟
أثخنت جسمي الجراح وأنتم تنظرون؟ أهذا الصدق الذي تدعون؟! عجبي!! أين أنتم؟! فكوا أسري قبل فوات الأوان؟ المستغيث السيد: الشعر الشعبي .
إضاءة
ما كتب صدق المشاعر غير واحد من ثلاثة
ولا عسف صعب المراس من الثلاثة غير واحد
كل شعرا ما صدر من موهبة وإلا وراثة
كالطعام بدون ملح وكالوفاء بلسان جاحد
قلت: ضيعت الأصالة قال: أنا شاعر حداثة
قلت: للتاريخ كلمة؟ قال: للتاريخ لاحد
قلت: من لا أعتز,, وأكمل قال: في ماضي تراثه
قلت: خلا الكنز واكمل قال: مد الكف شاحد
حمدان العنزي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved