الحمد لله وبعد : فإن صيام شهر رمضان فرض على المسلم البالغ العاقل القادر السالم من الموانع، فهو في حقه فرض عين لا يتحقق دينه إلا به فإنه الرابع من اركان الإسلام وقواعده العظام قال صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت متفق عليه وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان,,, متفق عليه فهو إسلام ظاهر وإيمان باطن جعل الله تعالى جزاءه المغفرة والجنة لمن حققه إيمانا واحتسابا.
ولعظم شأنه عند الله تعالى نادى الله عباده بصفة الإيمان مشعراً لهم بفرضيته مستنهضا هممهم لتحقيقه على أحسن أحواله تحقيقا للتقوى وللوقاية من نار تلظى وطمعا في الفردوس الأعلى.
ولعظم منزلة الصوم في رمضان وغيره اختصه الله لنفسه من بين سائر العبادات وجعل جزاءه عليه تنبيها على فضله وشرفه وحفزاً للهمم على أداء فرضه والاستكثار من نفله.
ولعلو شأن الصوم عامة ورمضان خاصة عند الله تعالى فإنه لا يسقط عن المكلف بحال بل لابد من ادائه في وقته لمن لا عذر له أو قضائه بعده لأهل الأعذار أو الفدية عنه لمن لا يستطيعه أبداً لكبره أو مرضه الذي لا يرجى البرء منه فذلك كله دليل على عظم شأنه عند الله.
ولعلو مقام الصوم عند الله تعالى شرع الله احترام زمانه فمن زال عذره في نهار الصوم لزمه الإمساك ولو كان لا يعتد به بل يقضيه وشرع صلى الله عليه وسلم صيانة الصوم مما ينقصه من رديء الكلام وفاحش القول والفعل وأخبر صلى الله عليه وسلم أن رمضان إلى رمضان من المكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر,, حضاً على احترام رمضان وصيانة الصيام.
الشيخ عبدالله بن صالح القصير