Thursday 30th December, 1999 G No. 9954جريدة الجزيرة الخميس 22 ,رمضان 1420 العدد 9954


الماء بين إهداره والحفاظ عليه
محمد الرجيعي

تتجلى حكمة الخالق سبحانه وتعالى في أن جعل الماء أساسا لبقاء حياة الأمم على سطح الأرض ولتنشئتهم ونشأة لغاتهم وضبط حياتهم وديمومة توارثهم وبسط نظرياتهم الكلية والشمولية لأبعد مدى في السموات والارض, بعد أن جعل من الإنسان هذه القوة المسيطرة على جسم البشرية واوحى فيه الهيمنة على سطح الارض,, إذ قال الله تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي .
فالماء إذاً أصل الحياة على ظهر البسيطة منذ بردت حرارتها تدريجيا بعد انفصالها عن الشمس,, ذلك ان اول تساقط امطار على سطحها بعد ان انقلبت معادنها في السديم الدخاني الى سبيكة سائلة حارة,, ثم بردت قشرتها,, وصار لها محيط من الهواء يسمح بدورة البخار,, فالمطر هو اول نشأة الحياة على هذا الكوكب الارضي العظيم لأنها أي الارض كانت ميتة لا نبات فيها ولا حركة: وقال الله جلّ شأنه: والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ,.
,, إن الحديث فيما تقدم عن الماء وحياة الانسان هو الامر الذي يقودنا الى كيفية الاهتمام بالماء اولا كعنصر انزله الله من السماء طاهرا,, مطهرا,, ثم أين نحن من هذه الثروة العظيمة التي هيأها الله لنا دون ان يكون لنا حيل ولا قوة,, لقد قامت الحكومة بالبحث عن مصادر المياه العذبة,, ثم تنقيتها وسحبها من المكان الوعر الى السهل وادخلتها البيوت,, واصبحنا نتعامل معها من حيث الاستعمال مع ان هذه الثروة معرضة للنضوب والذهاب,, لقد تأثرت تأثرا بليغاً وانا اتصفح احدى المجلات العلمية التي تعنى بالبحوث العلمية حول العالم وهي اشياء قد تبدو لنا وكأنها احوال تنبئية في مصير المستقبل,, وعلينا معشر المسلمين ان نأخذ من فحوى امثال هذه البحوث والدراسات العلمية ما يدخل في مضامين مصالحنا العامة والذاتية,.
ماذا يقول البحث:؟!
البحث في غاية الأهمية من حيث دقة الدراسة والتحضير لمواده العلمية التي اثقلت كاهل علماء الفلك والطبيعة لكل جوانب مصادر المياه والتصحر,, واثبتت هذه البحوث بأن العالم يواجه شحا مستقبلياً بنقص المياه من حيث مصابه ومنابعه والتعليل من جانب العلماء ان دول العالم بحاجة الى نشر الوعي التكاملي اي الوعي الاجتماعي على الا يخلو هذا الجهد في نشر الوعي الاجتماعي من ان يكون هناك اسلوب مصاحب اشبه ما يكون بالتحذير المبسط والمفهوم لدى شعوب العالم وبجهود مخلصة ومتواصلة لهذا المرفق الحيوي الذي لولاه لما عاشت البشرية والحياة والارض.
التحذير والتوعية هما توأمان ,, لهذه الثروة التي تعتبر بالنسبة لنا اهم من غيرنا,, لأن حصولنا عليها شاق ومكلف,, نعم انه مكلف ماديا وجسديا لو ارجعنا عقارب الساعة الى الخلف لمعرفة كيفية حصول آبائنا واجدادنا على مياه الشرب؟
صدقوني ايها القراء بأن الماء الآن عند بعض دول العالم أغلى من البترول,, وتلك حقيقة لا احد ينكرها وهو امر نتعامل معه يوميا لدى المياه التجارية المحلاة واذا ما عدنا الى مشاريع الحكومة والنفقات في المدفوعات لتأمين مياه الشرب نجد ان قدرة المواطن المالية فوق دخولاته السنوية اذا ما تحمل قيمة ما يستهلكه منزله واسرته من المياه,.
تصابون ايها المواطنون بالذهول عندما انقل لكم ان الكثير من الاراضي الواسعة والصالحة للزراعة قد قلّت المياه الجوفية فيها وامتنع اصحابها عن استمرار مزاولة زراعة القمح فيها بعد ان نزلوا بالحفر الى اعماق هذه الآبار حتى وصلت مسافة الحفر الى 1600م ألف وستمائة متر,, إذ ان الامطار الغزيرة التي ترفع من منسوب هذه الآبار بعد نزولها قد شحت في السنوات الاخيرة في كثير من اراضي المملكة الصالحة للزراعة,, وقد علمت من بعض المسؤولين لدى وزارة الزراعة بأن 1 3 أعمال ومسئوليات الوزارة تنصب على الحيلولة دون الاسراف في استعمال المياه آدميا واقتصاديا,, ولا يفوتنا ان ننسى بأن بلادنا صحراوية تعتمد على مياه الامطار وهي ايضا اراض رعوية,,, محصورة بين البحر الاحمر من الغرب,, وبحر الخليج العربي من الشرق,, ولا يوجد في داخل الجزيرة العربية انهار جارية.
علينا ان نتنبه لكل فكرة شاردة وواردة نحو ما يوفر لنا المياه التي ضمن حدودنا وتضاريس وجغرافية بلادنا الغالية,, يجب ان نكون داخل ساحة التفكير والجدية ضمن اطار جهود الحكومة,, انظروا كم تخسر الحكومة من ملايين الريالات تدفعها قيمة لاعلانات الترشيد في استعمال المياه وهي الآن بصدد تقنية لتحديد المصروف من المياه الجوفية المستهلكة على الفلاحة والزراعة وتلك الخطوة لا بد منها,,!!

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved