انتهزوا الفرصة : مادة إعلانية طالما جابت أجواءنا وبالتالي (رؤوسنا!) عرضا وطولا, إنها مادة إعلانية الغرض منها مزيد من (الاستغلال) وسرقة ما في الجيب، بعد تحييد العقل طبعا!,, الإعلان وكما يعرف الجميع (علم) يستند على أسس علمية (نفسية!) الغرض منها أولا وأخيراً استنزاف (الجيب) وما يحتوي، بل ان تلك الأسس، في الحقيقة، تجسد (ما حذر!) منه المبدأ الكريم القائل حدثوا الناس بما يعقلون .
أقول قولي هذا وفي ذهني ما يطلق عليه علميا بمجتمع التسلط الاستهلاكي وهو المجتمع الذي يستهلك أفراده أكثر مما ينتجون ويغلب على نمط الاستهلاك السائد فيه الطابع البذخي الذي يصل إلى حد الاسراف, وتتداخل فيه، كذلك، الجوانب المادية للاستهلاك بالجوانب الثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع, وهذا يجرنا إلى تأثير المادة الإعلانية وما تقوم به من أدوار من شأنها ترسيخ دعائم مجتمع التسلط (الإعلاني) وبالتالي الاستهلاكي, وكما أوضح العالم Marcuse من أن التكنولوجيا الإعلانية قد خلقت عالما تسوده الحاجات المصطنعة والاستهلاك الجماهيري الذي أصبح هدفاً في حد ذاته, بل وكما أشار العالم الأمريكي C.R.Mills إلى أن هناك وعياً زائفاً يخضع لسيطرة الأسواق الراسمالية مما أدى بالتالي إلى اغتراب الناس عن واقعهم الاجتماعي وليصبحوا أسرى للخداع الفكري الذي يمارسه الإعلان (ومعلنه!).
خذ مثلا ما يعرض في قناة (ما) من سلع تتراوح من الأزياء إلى وجبات الطعام (المعلبة!) ومستلزمات الطبخ التي لا تناسب (مطبخنا!) البتة (ذي الصواني والقدور كبيرة الحجم!), إنها برامج (معربة) ومدفوعة الثمن (حتى الجمهور يدفع لهم مقابل الحضور وإبراز عبارات الاعجاب وهز الرؤوس تصنعاً!), تلك البرامج مليئة أيضاً بالإيحاءات النفسية وما يعرف علميا بSubliminal Messages: وهي، بالمناسبة رسائل اعلانية مصممة بطريقة علمية نفسية ممنوعة (قانونيا!) في الولايات المتحدة الأمريكية حيث إن من شأنها تحييد عقل المستهلك ومن ثم التحدث إلى عقله الباطني, ولذا فتلك البرامج الإعلانية يتم تحذير المشاهد الامريكي منها مسبقا (وبأمر القانون!) على أنها مجرد اعلانات تجارية (بحتة!) This is a paid Advertisement,,, تذكروا ان كل قيمة (استهلاكية) ينبثق منها سلوك اجتماعي,, راقبوا (إعلاناتهم)!.