Thursday 30th December, 1999 G No. 9954جريدة الجزيرة الخميس 22 ,رمضان 1420 العدد 9954


ضحى الغد
سر الوجود، وحقيقة الأشياء!
عبدالكريم بن صالح الطويان

* الذين نظروا الى الايمان بالله على انه سبب في التأخر الحضاري، نراهم اليوم من اكثر المجتمعات تراجعا حضاريا!
والذين نظروا الى الايمان بالله على انه سبب للانغلاق والفقر، هم اليوم من اكثر المجتمعات فقراً ومسغبة!
والذين نظروا الى الايمان بالله على انه سبب لتقييد حرية الفرد والمجتمع هم اليوم من اكثر المجتمعات معاناة من فوضى الحرية التي حملت لهم الامراض الجسمية والنفسية والاخلاقية! الايمان بالله هو كمال للصفات الانسانية التي لا تسمو ولا تتحد الا اذا اعترفت بوجود الله وفضله ونعمته ومنّته واستمعت الى هديه وسارت على منهجه.
الايمان بالله هو نداء الفطرة وسرد الوجود وحقيقة الاشياء وتفسير نشاط الانسان وحركة الكون ودورة الافلاك!
الايمان بالله هو مفتاحك الى السعادة وطريقك الى النور، وهدايتك من الضلال، ووقايتك من الضياع!
الايمان بالله هو الحقيقة الكبرى الباقية في حياة تفنى اشياؤها وتندرس معالمها وتنطوي ايامها ولا يبقى منها في وعيك سوى إيمانك اليقيني بالله وما يبعثه فيك من نشاط للعمل الصالح الذي لا يبلى.
المؤمنون بالله بوجوده ورحمته وعنايته بخلقه، هم السعداء وهم الاغنياء، وهم الذين يملكون حريتهم، وهم المتقدمون حضاريا، وهم الامثل نفسيا واجتماعيا، وهم الذين غنموا حسنة الدنيا والآخرة، وهم الذين يرثون الارض والجنة، والعقبى لهم في الحياة وعند الممات وبعد النشور.
الايمان بالله سلام دائم لا ينقطع، والذين جحدوا الله وانكروا نعمته في حرب دائمة مع النفس والحياة والمصير وليس امامهم سوى الشقاء والضياع والتيه.
فاستمسك بإيمانك القوي بالله واعتصم بهديه وانشط لمستلزمات الايمان، فهو المنار الذي يدلّك الى حيث رحاب النور، الى حيث الولاية لله: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور) (1) البقرة: 257.
اقتحام العقبة
* الاحسان، العطاء، الاطعام، النفقة، خصال مثلى، وصفات عليا، وأوامر إلهية، يؤكد عليها سبحانه في كتابه الكريم في كثير من سوره وآياته,.
الدين الاسلامي دين يقوم على منهج التكافل والبذل والعطاء والعدل والانصاف للضعيف والفقير واليتيم والمسكين.
ومن يطّلع على التقرير السنوي لعام 1418ه للمستودع الخيري ببريدة التابع لجمعية البر الخيرية ببريدة وكذا على سلسلة المشاريع الخيرية التي نفذها المستودع والتي تزيد على عشرة مشاريع، يتأكد لديه ان هذا المستودع الذي نعتبره احد اشجار البر الخيرية للجمعية أنه أكثر من ذلك، بل هو بستان واسع أفيح يعطي بإذن الله ثمارا خيرية نال نفعها القريب والبعيد، التقارير الاعلامية المطبوعة عن جهود هذا المستودع تؤكد على نجاح جهود الرجال المخلصين الذين يحتسبون اعمالهم في سبيل الله، والذين لا ينتظرون من احد ثناءً ولا شكراً، تهنئة لهم وقد نالوا ثقة أهل الخير والعطاء ودعاء أهل الفقر والحاجة، ولهم من الله وعده الصادق الذي لا يُخلفه.
دار الإيمان والإيثار
سألني بعفوية وبساطة: أشاهد أثناء أذان المغرب عبر التلفاز، مشاهد المصلّين وهم يتناولون طعام الافطار، وألحظ في المسجد النبوي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ميّزة لموائد الافطار لا أراها لغيرها، فبينما تجد الصائمين في المواقع الاخرى يتحلقون جماعات جماعات لتناول الافطار، إذا هم في مسجد رسول الله يصفون صفوفا طويلة في مشهد جماعي وكأنهم على مائدة واحدة!
لم أنتظر من صاحبي السائل ان يكمل، بل وجدتني بعفوية أكثر منه، أتلو على سمعه قول الله تعالى: (والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبّون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يُوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر: 9.
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير




[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved