أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 3rd January,2002 العدد:10689الطبعةالاولـي الخميس 19 ,شوال 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
الاختبارات .. وأمراضها الموسمية!!
نجلاء أحمد السويل
لم يكن نصيبه من التعليم شيئاً يذكر فقد توقف في تعليمه حتى الصف الثاني متوسط، لقد اضطرته الظروف بأن يخرج للعمل والكفاح حتى أراد الله له الزواج والأطفال الذين أراد تربيتهم على أكمل وجه في كل جوانب حياتهم خاصة فيما يتعلق بالجانب التعليمي فله حلم كبير أراده أن يتحقق من خلالهم ليكونوا أمام ذواتهم بل وأمام مجتمعهم نموذجاً اجتماعياً ناجحاً.. ولكن ظلت أمامه الكثير من العقبات التي أحالته عن تحقيق ما يصبو له وذلك بسبب أسلوبه السلبي في توجيه أبنائه.. ولكنه يظل لا يدرك أين الحلقة المفقودة؟!
أيام الاختبارات تنقلب أحوال أسرته رأساً على عقب!!
يبدأ أبناؤه خاصة الملتحقين بالمدرسة.. أمراضهم الموسمية أيام الاختبارات.. الجميع منهم مصاب بالمغص، آلام الرأس والصداع.. التقيؤ.. الخمول والكسل واصفرار الوجه هذا إذا لم يتطور الأمر إلى فقدان الشهية وما يصاحبه من قلة مقاومة الجسم لأي مجهود.. هي أمراض دورية يمر بها أبناؤه دائماً.. ولكنه جد كي يعرف السبب حتى توصل مع زوجته إلى أنها «نفس» ومع هذا بدأت اجراءات كل ما يتعلق بهذه الاصابة ولكن يظل الأمر مستمراً ودون أي جدوى!! نعم.. لقد مر بليال متواصلة لا ينام مفكراً فيما أصاب أبناءه ويظل يمر بهم أثناء كل فترة امتحانات.. إلى أن فكر عرضهم على اخصائي نفسي أثنى عليه بعض من هم حوله وبعد عدة جلسات مكثفة لوحظ بأن حالة هؤلاء الأبناء إنما تتدهور بالتحديد في فترة الامتحانات وذلك بسبب الضغط الهائل عليهم في المنزل من قبل الأب والأم حرصاً منهما على رفع مستوى تحصيلهم!!
كل وسائل الترفيه ترفع بعيداً عن أنظارهم قبل أيديهم وتصدر تعليمات بمواصلة الدراسة ما قد يتجاوز الست أو السبع ساعات متواصلة ناهيك عن دفعهم إلى نظام يقتضي مواصلتهم أحياناً لليوم التالي خاصة إذا كان الاختبار أو أعني المادة صعبة!!
تمنع الزيارات.. تمنع المكالمات الهاتفية.. الكتاب هو الشيء الوحيد الذي لا بد أن يرافق الابن!! للأسف كثيرون هم الذين يظنون أن الدراسة لا بد أن تكون هكذا وان النجاح لا يحققه إلا الضغط والكبت!! أساليب أكل وشرب عليها الزمان..
إن خير الأمور الوسط ولا بد من ترفيه العقل بعد ساعة أو ساعتين من المكوث والتركيز ومن ثم العودة مرة أخرى.. فالعقل مثل الورقة البيضاء كلما تزاحمت فيها المعلومات لا تستطيع قراءتها وليس العكس طبعاً عند بعض الأسر الاستهتار وحتى لا يعرفون أطفالهم في أي سنوات دراسية؟!
إننا نحتاج إلي أن نزن أمورنا أكثر ونقدر بأننا نتعامل مع شخصيات مختلفة ولكن مهما بلغ هذا الاختلاف فالضغط مرفوض في كل الأحوال؟!
والله ولي التوفيق

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved