أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 4th January,2002 العدد:10690الطبعةالاولـي الجمعة 20 ,شوال 1422

الريـاضيـة

أوراق من دورات الخليج
صاحب أول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج المهاجم محمد سعد العبدلي يروي ل« » أبرز أحداث مشاركاته الخليجية
استبعدني الوحش عن نهائي الكأس.. فهاجمته الصحافة الكويتية..!
استغل جاسم يعقوب وفتحي كميل ارتباك «أحمد عيد» فزارا شباكه أربع مرات!
* لقاء خالد الدوس:
في النصف الأول من عقد الثمانينات الهجرية شكل أول منتخب للمملكة حيث كانت مشاركته مقتصرة على اقامة لقاءات ودية وحبية مع بعض الفرق والمنتخبات الزائرة في تلك الحقبة الفارطة.
وجاءت فكرة اقامة وتنظيم دورة الخليج الأولى بالبحرين عام 1390ه 1970م لتمثل باكورة المشاركات الرسمية للرياضة السعودية.. ويعتبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل «مدير عام رعاية الشباب آنذاك» أول من أشار واقترح هذه الفكرة التي تم تفعيلها على أرض الواقع عشية الاجتماع التاريخي الذي شهدته أرض المنامة وضم رؤساء الاتحادات الرياضية لكل من المملكة العربية السعودية وقطر والكويت بجانب البحرين، وتمخض عنه اعتماد واقامة دورة الخليج كل عامين.. وتبعا لذلك استمرت بطولاتها تدور في فلك التنظيم حقبة تزيد عن 3 عقود زمنية كانت عنوانا مثاليا لروح المنافسة الشريفة وتعزيزا للعلاقات الأخوية بين أبناء الوحدة الخليجية.
«الجزيرة» .. ومن منطلق تفاعلها مع خليجي «15» الذي ستحتضنه العاصمة الرياض بعد أيام قلائل وللمرة الثالثة في تاريخ بطولات الخليج تقدم لقرائها الأعزاء أربعة لقاءات تاريخية مدعمة بالصور القديمة والنادرة مع أبرز نجوم الرياضة السعودية الذين مثلوا الأخضر في دورات مختلفة.
واليوم نتناول أحد تلك الأسماء المحفورة في الأذهان بعطائها الرفيع وسمعتها الطيبة.. ضيفنا هو مهاجم فريق النصر والمنتخب السابق النجم محمد سعد العبدلي صاحب لقب أول لاعب سعودي يحرز هدف في تاريخ دورات الخليج استضفناه ليقلب معنا أوراق ماضيه ويحكي لنا أبرز ذكرياته ومشاركته في هذا المضمار.
رحلتي مع الأخضر
رحلتي مع المنتخبات.. انطلقت عام 1388ه حيث لعبت في البداية مع منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف الذي اشرف على تدريبه آنذاك حسن خيري وحسن سلطان يرحمهما الله .. ثم استدعيت مباشرة لمنتخب المملكة الأول في أواخر تلك الحقبة.. لعبنا العديد من اللقاءات الودية والحبية مع بعض الفرق والمنتخبات الزائرة.. وأبرزها بالتأكيد لقاؤنا بتونس في أواخر عقد الثمانينات وفزنا ب4/0 على ملعب الصايغ.. وتعتبر هذه المباراة الأفضل لنا لأنها منحتنا مزيدا من الاحتكاك وكسب الخبرة من منتخب عريق كتونس. وفي مطلع الحقبة التسعينية.. اخترت أيضا لتمثيل منتخب المملكة في دورات الخليج الأولى والثالثة والرابعة... بجانب مشاركتي مع المنتخب العسكري في بطولة كأس العالم بسوريا.
مشاركة رسمية
بالتأكيد كانت دورة الخليج الأولى بالبحرين عام «13901970م» تعني لنا الشيء الكثير باعتبار أنها أول مشاركة رسمية نمثل بها الوطن.. في الوقت الذي كانت مشاركتنا مع المنتخب مقتصرة على لقاءات ودية كما أشرت آنفا.. طبعا لم يكن لدينا طموحات ولا أهداف جراء تلك اللقاءات الحبية.. ولكن حين تمثل الوطن في مهمة رسمية بالتأكيد سيتبدل الطموح 180ْ وبالتالي ستضاعف مجهودك وتبذل كل ما في وسعك لتحقيق هدفك واقصد هنا كأس الدورة الأولى الذي وضعناه نصب أعيننا للظفر به لأول مرة.
الغراب والنور «ضيعونا»..!!
كان بالامكان تحقيق الفوز بكأس البطولة ولاسيما المباراة الأولى التي لعبناها ضد الكويت الشقيق وخسرناها ب3/1 لولا تخبط المدرب «جورج سكينر» في التشكيلة التي لعب بها في تلك المواجهة.. وتمثل ذلك حين أصر على بقاء سعيد غراب والنور موسى يرحمهما الله وهما الأسوأ في الملعب.. وفضل ركن «مبارك الناصر والنكش» مهاجم أحد الدولي في قائمة البدلاء وأتذكر جيدا بعد ان أحرزت هدف السبق في الربع الساعة الأولى.. أهدرنا فرصا كثيرة وأنهينا الشوط الأول لصالحنا. وفي الشوط الثاني فاجأنا المنتخب الكويتي بهدفين سببت لنا ربكة في الدفاع وضياع في الهجوم ولا سيما الغراب والنور موسى اللذين كانا ضيوف شرف غابت فعاليتهما تماما طوال هذه الحصة.
طبعاً حاولنا ادراك التعادل ولكن بلا جدوى غير ان الهدف الثالث الذي سجله مهاجم الكويت النشط جواد خلف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير!!.
علاقة متنافرة
مشكلتنا كلاعبين وأقولها بصراحة لم نكن على قلب واحد تخيل والكلام على لسان الضيف .. ما نشوف بعض داخل المعسكر إلا على طاولة الطعام أو أثناء شرح خطة أو اجتماع مع رئيس البعثة!! فكل اثنين في غرفة مع بعض ما فيه جلسة جماعية تسودها المحبة والنقاش الأخوي بينها بل كان هناك «تسيب» تمثل في خروج بعض اللاعبين!! من المعسكر بدون إذن من اداريي الفريق في صورة تنم عن استهتار هؤلاء أو عدم الاحساس بالمسؤولية وهنا مربط الفرس.
الإصابة حرمتني من خليجي «2»!
عسكرنا في المنطقة الغربية إبان البطولة الثانية بالرياض عام 1392ه 1972م لمدة أربعة أشهر بقيادة المدرب العربي آنذاك «طه اسماعيل» وقد تكفل بهذا المعسكر واستضافه رائد الرياضة السعودية الأول الأمير عبدالله الفيصل أطال الله عمره واتذكر بعد مضي شهرين من المعسكر أصبت في أحد اللقاءات الودية في مفصل القدم اليمنى اصابة قوية وأمر سموه حفظه الله بارسالي للسودان على حسابه الخاص للعلاج من اصابتي هناك نظرا لوجود طبيب مشهور في علاج مثل تلك الحالات يدعى «مغربي» واتذكر وقبل انطلاقة الدورة بأسبوعين وأنا في السودان أصر حفظه الله على ادراج اسمي ضمن البعثة المشاركة غير ان تأخر علاجي هناك لم أحظ بشرف المشاركة في هذه البطولة حيث تم اسقاط اسمي واستدعاء النور موسى مرة أخرى بدلا عني.
التحضير الجيد
ففي الدورة الثالثة بالكويت عام 1394ه 1974م تولى صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله مسؤولية الاشراف على المعسكر حيث أقيم في البداية في بيوت الشباب بالمربع ولمدة شهرين.. ثم سافرنا الكويت قبل انطلاقتها بأسبوعين تقريبا لتهيئتنا بصورة أفضل ولنتعود على الأجواء هناك.. طبعاً كان الاعداد وفترة التحضير جيدة جدا خصوصا وان فقيد الشباب وفر لنا كافة الامكانات المتاحة في سبيل اعدادنا الاعداد الأمثل للظفر بهذه الكأس العنيدة!.
نقل حي لأول مرة
شهدت هذه البطولة أول نقل حي عبر الشاشات الفضية لجميع المباريات طبعا نحن اللاعبين لم نكن نفكر في هذا النقل أو نشغل بالنا «اننا أول مرة نطلع في التلفزيون قالها ضاحكا» بل كان الأمر بالنسبة لنا عادياً جدا المهم نقدم صورة مشرفة لبلدنا سواء من الناحية الفنية أو السلوكية.
نظام المجموعتين
طبق وللوهلة الأولى نظام المجموعتين في خليجي الكويت حيث ضمت المجموعة الأولى السعودية والبحرين والامارات وضمت الثانية الكويت «حامل اللقب» وقطر وعمان التي اشتركت لأول مرة طبعا تأهلنا عن مجموعتنا عقب تصدرنا بكل جدارة حيث كسبنا الامارات 2/0 والبحرين 4/1 وصعد معنا الامارات في حين تصدرت الكويت مجموعتها بعد فوزها على عمان وقطر والأخير رافق الكويت بعد احتلاله المركز الثاني.. وقابل منتخب المملكة في الدور قبل النهائي وكسبناه 2/1، كما فازت الكويت على الامارات اعتقد بستة أهداف لنلاقيه في النهائي طبعاً كان مشوارنا ناجحا 100% حتى ما قبل لقاء الكأس ضد الكويت.
الوحش لخبطنا..!!
دخل مدربنا آنذاك محمد عبده الوحش لقاء الكأس أمام الكويت بتشكيلة مكونة من أحمد عيد في الدفاع ناصر الجوهر وميمي أبوداود وعبدالرزاق أبوداود «كابتن» وعلي عسيري وفي الوسط ادريس آدم وخالد التركي وسعيد غراب «اشركه المدرب في الوسط» وفي الهجوم محمد المغنم «الصاروخ» وناجي عبدالمطلوب.. فوجدت نفسي فجأة خارج التشكيلة الأساسية نظرا للطريقة الدفاعية التي انتهجها الوحش.. ففي الثواني الأولى أحرز فتحي كميل هدف الكويت الأول ثم أضاف جاسم يعقوب الهدف الثاني بمباركة من حارسنا «أحمد عيد» الذي كان مهزوزاً قبل بدايةالمباراة وكان من المفترض اشراك الحارس البديل مبروك التركي رحمه الله الجاهز نفسيا وفنيا أيضا واصل الوحش تخبطه حين أصر على بقاء «ادريس آدم» أسوأ اللاعبين في تلك المباراة وابقاء صالح خليفة اللاعب الصاعد المتميز في خط الوسط في الاحتياط.
طبعا انتهى الشوط الأول بتقدم الكويت بهدفين.. كنا سيئين في هذ الشوط حقيقة وفي الشوط الثاني اضاف جاسم يعقوب وفتحي كميل هدفين آخرين كانا كفيلين باحباطنا لينتهي هذا اللقاء بفوز كبير لصاحب الأرض والجمهور ب4/0 وتوج «الكويت» بطلا للمرة الثالثة على التوالي بمباركة من الوحش الذي لعب بطريقة عقيمة لا تتناسب بطبيعة الحال مع امكاناتنا وقدراتنا الفنية كأفراد.
ارتباك أحمد عيد!
الحقيقة لا أعرف بالتحديد ما الذي أصاب حارسنا أحمد عيد فقبل بداية المباراة كان في وضع نفسي سيئ ولم يكن مهيئا أساسا لحماية العرين الأخضر في ظل جاهزية الحارس البديل مبروك التركي فقد استقبل مرماه هدفين في أول عشر دقائق بصورة غريبة لا تلج في مرمى حارس مبتدئ ولو لعب مبروك تلك المباراة لما فازت الكويت بتلك النتيجة الثقيلة.
أمام الكويت لعبت «15 دقيقة»!!
بلا ريب حزنت وتألمت كثيرا حين استبعدني «الوحش» عن التشكيلة الأساسية قبل بداية المباراة النهائية بساعات لأسباب تكتيكية قادتنا وللأسف لتلك الخسارة الموجعة حيث كنت متحمسا لهذه المباراة ومشتاقاً للعب وبالذات ضد الكويت لا سيما وأن الاصابة حرمتني من المشاركة في الدورة الثانية بالرياض لذا وكنت واثقاً كل الثقة بتسجيل حضور قوي في هذا اللقاء.. واتذكر حين اشركني الوحش في آخر ربع ساعة لعبت مباراة كبيرة وقدمت مستوى عالياً حيث سددت أكثر من كرة خطرة ويكفي اشادة الصحف الكويتية بمستواي رغم الدقائق القليلة التي لعبت فيها واتذكر جيدا ان صحيفة الرأي العام الكويتية كتبت بعد نهاية المباراة وبعنوان عريض «الوحش دفع ثمن بقاء محمد سعد العبدلي في الاحتياط!».
مركز الوصافة للمرة الثانية
حصولنا على المركز الثاني وللمرة الثانية على التوالي لم يكن طموحنا كلاعبين لأننا في الحقيقة كنا الأفضل طوال أيام البطولة فالامكانات كانت متوفرة لنا وفترة التحضير كانت جيدة جدا بدليل اننا حققنا ثلاثة انتصارات متتالية في خليجي «3» غير ان اخطاء الوحش في آخر لقاء ضد الكويت قادتنا الهذه المرتية التي لا تتناسب طموحنا وآمالنا ولكن هذا حال الكرة.
أنا وجاسم يعقوب
من المواقف التي لا أنساها في تلك البطولة.. أتذكر في المباراة النهائية التي جمعنا بشقيقنا الكويت أحرز نجم المباراة الأول «جاسم يعقوب» هدفا خامسا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة حين سدد كرة قوية من خارج خط ال18 ودخلت الكرة من تحت الشبكة وخرجت من أسفلها من قوة التسديد فصاح الجمهور «معبراً عن فرحته» وأخذ يصفق ففاجأهم حكم المباراة «...» لا أذكر اسمه حاليا بالغائه لأنه توقع أنها لم تلج المرمى باحتسابها لصالحنا وسط احتجاج لاعبي الكويت وأصر الحكم على قراره وسط تجمع كويتي حوله واتذكر انني توجهت لصاحب الهدف جاسم يعقوب في محاولة لتهدئته وهو منفعل فقلت هدئ نفسك ما يكفيكم الأربعة فضحك لأن البطولة كويتية سواء احتسب هذا الهدف أم الغي.
نظام سلبي لخليجي «3»
من أبرز سلبيات الدورة الثالثة نظام المجموعتين الذي طبق لأول مرة وذلك نظرا لقلة عدد المنتخبات المشاركة ست منتخبات فلو كان عددها مثلا ثمانية أو عشرة لأصبحت الاستفادة أكثر، فعلى سبيل المثال منتخبي عمان والبحرين لعبا فقط مباراتين طوال الدورة ومن هنا تكمن سلبية هذا النظام مقارنة بالبطولتين الأولى والثانية ونظامهما الجيد طبعاً تم إلغاء هذا النظام في البطولة التي بعدها لأنها غير مجدية.
كارثة رياضية
كادت تحدث كارثة رياضية تمثل نقطة سوداء في تاريخ دورات الخليج ففي نهائي كأس البطولة خليجي 3 حضرت الجماهير منذ وقت مبكر وتدفقت بصورة عجيبة الى استاد نادي الكويت الرياضي حيث كانت مدرجاته من خشب والملعب صغير وتم ايقاف دخول الجماهير خشية سقوط المدرجات وتسبب كارثة رياضية لا يحمد عقباه وخصوصا وان أعداداً كبيرة من الجماهير السعودية والكويتية لم تدخل الملعب لعدم امكانات المدرجات لاستيعابهم.
الأمير فيصل بن فهد
من الأشياء الجميلة التي عشناها كلاعبين مع الأمير فيصل بن فهد اتذكر أثناء اقامتنا بالفندق بالكويت أصر رحمه الله ان يسكن مع البعثة في نفس الفندق ويتابع أحوالنا ويسعى على راحتنا تغمده الله بواسع رحمته مما كان له الأثر البليغ في نفوسنا أجمع.
الدهمش وأبوداود
الأستاذ فهد الدهمش الاداري الذي رافق بعثة المنتخب في خليجي الكويت كان رجلا محبوباً وشعلة من النشاط يحرص على متابعة أحوال اللاعبين ونقل وجهات نظرهم لرئيس البعثة الأمير فيصل بن فهد فقد كان بالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب وأيضا لا أنسى ان أشيد بقائد المنتخب آنذاك الكابتن عبدالرزاق أبوداود حيث كان يعد من أبرز اللاعبين «قياديا وفنيا» في تعامله وشخصيته الفذة فضلا عن اخلاصه كلاعب يشار له بالبنان في كل شيء.
روح رياضية
بطبيعة الحال تعد الدورة الثالثة الأجمل من الناحية المثالية فقد تجلت فيها الروح الرياضية والتنافس الشريف بين المنتخبات المشاركة في أبهى صورة حيث لم تحدث اصابات عنيفة ولم يكن هناك أي حالة طرد والكروت الصفراء كانت قليلة مقارنة بالدورات السابقة فكانت الروح الرياضية والتنافس الشريف سمة تلك البطولة وهذا بلا شك الهدف الأسمى من تنظيم واقامة هذه الدورات الخليجية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved