أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

مقـالات

وسميات
بهارات «أبو نايف»!!
راشد الحمدان
لم يكن أهل نجد بالذات يعرفون البقدونس والكزبرة وما شابهها من النباتات العطرية.. ولم يكونوا يعرفون من النباتات إلا ما نبت بعد نزول مطر الوسمي وهي نباتات كافية لسد حاجات الناس آنذاك. فهم يأكلونها من غير طبخ، ويتلذذون بها ويزينون بها أفواههم لأنها تذهب الرائحة الكريهة وتعين على نوائب البطون.. كالرياح والماغص والانتفاخ وما شابه ذلك وكان الناس يحشون تلك النباتات من الصحراء عقب مطر الوسمي. ومن حول بيوتهم لأنه لم يكن هناك آنذاك ما يفسد طبيعة الأرض من الأسفلت والزيوت والشحوم التي تراق «مثل الآن» في كل مكان.
وأهم تلك النباتات العطرية.. القرقاص، والبسباس، والحزا وهذه تكاد تكون فصيلة واحدة، ثم هناك الأقحوان والجرجير البري والحوّا والبقرا. والذعاليق، وما شابه ذلك، أما ما يدخل في باب العلاجات فمثل الشيح، والبعيثران. وزهر العرفج، والقيصوم وكلها ذات رائحة جميلة.. وذات فائدة طبية.. ثم جاء العصر الحديث.. وانفتحت الدنيا على الناس واتصل العالم ببعضه.. وجاءت نباتات من الهند كلها لها علاقة بالبهارات ذات الفائدة العلاجية. ونشأت دكاكين العطارة.. وأخذ الناس يتطببون بكثير من تلك النباتات وزرعها الناس أيضاً.. فعرف الناس البقدونس والنانخة والكزبرة والكركاديه والعفص.
ومن الأصدقاء المهتمين بهذه الأنواع من النباتات الأخ أبو نايف وهو شاب متعلم.. ويدير إحدى المدارس المتوسطة بالرياض بالوكالة.. وهو شخص ملتصق بالبيئة النجدية الجميلة زيادة على فهم ووعي بما حوله وعلاقات طيبة مع الكثيرين. اهتم بتلك النباتات وجالس بعض أهل الخبرة وأخذ في تأليف تلك النباتات وما استجد منها في دكاكين العطارات وعرف فوائدها وتأثيرها على مختلف الأمراض البسيطة التي غالباً ما تعرض للواحد منا.. فألف مجموعة من هذه واهتم بجمع الكثير منها بعد نزول مطر الوسمي. فكان يجمع كميات كبيرة ويضيف إليها ما استجد لدى دكاكين العطارة.. ويخلطها.. فيتكون لديه بهارات عجيبة توضع مع كبسة الأرز.. فتكسبها رائحة رائعة.. فأطلقنا عليها بهارات أبي نايف.. ولو أنه صاحب نظرة مادية.. لأصبح من تجار البهارات النادرة.. وهي من أجمل الهدايا يقدمها للأصدقاء المقربين. وهو يتعب في جمعها وتنظيفها ومن ثم طحنها ووضعها في عبوات متوسطة لإهدائها.. والأصدقاء يتسابقون إليها.. وكانوا يتندرون فيما بينهم إذا ما نشر الربيع رواقه على صحاري نجد.. فيقولون: «دوروا أبو نايف في إحداها..» إو إذا عزموا عند أحدهم.. وأكلوا الكبسة.. قالوا.. ما ينقصها إلا بهارات أبي نايف!.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved