أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th January,2002 العدد:10693الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,شوال 1422

الفنيــة

يحوي مقتنياتها الخاصة وأوسمة نادرة
متحف «أم كلثوم» يتلألأ على ضفاف النيل
تحويل المتحف إلى قلعة لنشر الفن الشرقي واكتشاف المواهب
* القاهرة طه محمد:
على ضفاف النيل، وفي قصر أثري شهير هو قصر «المانسترلي» افتتح مؤخراً بمصر أول متحف لسيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم في ذكرى يوم ميلادها الذي صادف 28 ديسمبر.
والمتحف ينضم إلى سلسلة المتاحف الفنية التي تم افتتاحها في السنوات الأخيرة الماضية مثل متاحف طه حسين وأحمد شوقي ومحمد محمود خليل وغيرهم من الشخصيات الثقافية والفنية.
ويقع المتحف على مساحة 250 متراً، ويشغل أحد المباني الملحقة بقصر «المانسترلي»، وهي المنطقة المعروفة باسم منطقة المقياس لوجود مقياس النيل الشهير بها، والذي يجذب السياح الأجانب والرواد المصريين.
ويؤكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري أن المتحف يعد عرفاناً من الوزارة بتلك القيمة الفنية الكبيرة التي أثرت الحياة الفنية والثقافية ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم العربي كله، ولذلك فإن افتتاح متحفها في ذكرى ميلادها يؤكد أن الوزارة حريصة على الاحتفاء بالنجوم كأم كثلوم اسوة باحتفائها بالعديد من الرموز الفنية والثقافية الأخرى.
احتفاء بالفن
ويقول الوزير حسني ل«الجزيرة»: إن من بين المتاحف الكبرى التي حملت اسماء الرموز متاحف طه حسين وأحمد شوقي وناجي ابراهيم ومحمد محمود خليل وقريباً متحف آخر للزعيم سعد زغلول وكذلك متحف للزعيم جمال عبدالناصر يضم قادة الثورة، كما سبق وأن تم افتتاح متحف مصطفى كامل وأحمد عرابي.
وعن بدايات انشاء المتحف يؤكد أن بيت الخبرة الايطالي تولي من العام 1988 تصميم المتحف، وقام بالتعاون لاحقاً مع الخبرة المصرية في أعمال التنفيذ، وفي تلك الاثناء تم تعيين مدير للمتحف، وتم تشكيل لجنة لبحث واستلام مقتنيات أم كلثوم، وقامت اللجنة بالسفر إلى قرية الراحلة الكبيرة في «طماي الزهايرة»، والتقت بأقاربها، وعلى رأسهم السيدة فردوس الدسوقي، حيث قام الجميع بتوفير الصور والمستندات والنياشين، كما لم يبخل الدكتور محمد حسن الحفناوي ابن زوجها بتقديم كل ما لديه من مقتنيات إلى اللجنة.
ويقول: لقد وجهت دعوة إلى جميع المحبين لفن سيدة الغناء العربي في الدول العربية بأن يرسلوا لنا ما يحملون من مقتنيات لأم كلثوم، وبالفعل حدث تجاوب كبير من الجميع، وأرسل لنا الكثيرون أما صور نادرة لها أو تسجيلات أو أفلام أو كتابات ومستندات بخطها، كما أهدت مؤسسة أخبار اليوم النيشان الخاص بها الذي كان بحوزتها.
مقتنيات خاصة
ومن بين المقتنيات التي حصلت عليها اللجنة كما يقول مدير المتحف أحمد عنتر: راديو خاص بها، وجهاز «بي كب وجرامافون» وهذه الموديلات لأجهزة الاستماع كانت تؤرخ لوسائل الاستماع في القرن الماضي، اضافة إلى نوت موسيقية، وتسجيلات نادرة وافلام، وكذلك خطابات بينها وبين رجالات عصرها من سياسيين وقادة وشخصيات عامة وصور نادرة وأوراق ومذكرات فضلاً عن النياشين والاوسمة التي حصلت عليها من الحكومات العربية ووثائق أخرى اسهمت بكل مؤثر في حياتها.
ويضيف عنتر أن من بين المقتنيات أيضاً ملابسها ونظاراتها الخاصة، وقمنا بجمع كل ما كتب عنها في الصحافة المصرية منذ حضورها إلى القاهرة في العام 1923 حتى تاريخ افتتاح المتحف لتوفير ذلك إلى الباحثين في مجلدات ضخمة توثق لقرن كامل من تاريخ مصر الفني، كما تم الاستعانة باحدى الشركات الخاصة، حيث تم جمع 6929 مقالاً وموضوعاً وخبراً صحفياً نشر عن أم كلثوم، وتم عمل برنامج خاص تضمن عنوان كل مقال وتاريخ صدوره واسم الصحفية، وكاتبه، وبلغ عدد المجلدات التي جمعت بين طياتها ما نشر عن كوكب الشرق من 1926 حتى عام 2001 (20) مجلداً، بالاضافة إلى المكتبة السمعية والبصرية، والتي تضم اغنيات أم كلثوم.
ويحدد الهدف من عرض هذه المقتنيات بغرض اتاحة الفرصة لرواد المتحف أو المهتمين بالتراث الفني لأم كلثوم بالرجوع إليه، ولذلك روعي كما يقول في جمع الاغاني أن تكون الاغنيات لأم كلثوم (أي كتبت ولحنت لها) وليست لمطربين آخرين، وقامت بغنائها سواء في سن مبكرة من عمرها الفني أو مناسبات فنية أو قومية.
وبجمع هذه الاغاني فقد وصلت إلى 285 اغنية قد تصل مع أقصى تقدير إلى 325 اغنية، وتضمن رصد الاغنيات بحيث كتب اسمها ونوعها واسم مؤلفها والسنة التي ظهرت فيها.
ويضم المتاحف «فتارين» العرض التي تعرض مجوهراتها وأوسمتها واوراقها الخاصة ومتعلقاتها الشخصية، اضافة إلى أجهزة كمبيوتر يستطيع من خلاله الزائر الاطلاع على كل المعلومات واغاني أم كلثوم، بجانب قاعة فيديو يذاع من خلالها فيلم تسجيلي عن مشوار أم كلثوم ورحلتها الفنية، اضافة إلى عرض خمسة اجهزة «بريجيكتور» تعرض على شاشة عرضها 15 متراً لقطات تجمع بين أم كلثوم وبين شواهد مصر الاثرية والطبيعية.
ومؤخراً قامت وزارة الإعلام المصرية ممثلة في قطاعي الاذاعة والتلفزيون باهداء المتحف الاسطوانات والاشرطة الخاصة بأغاني سيدة الغناء العربي لتصبح في حوزة المتحف، تقديراً من وزارة الإعلام للمتحف وتدعيمه اهتماماً باحياء فن الراحلة الكبيرة.
وعقب افتتاح المتحف سيتم الاستفادة منه في تنظيم الحفلات والمؤتمرات الفنية، وبحث علاقة الشعر بالغناء والموسيقى، واثر الموسيقى على الوجدان العام، ودورها في ترويج اللغة العربية من خلال القصيدة المغناة، وعرض اغانيها في المناسبات الوطنية.
كما سيتم استضافة الفنانين العرب واقطاب الموسيقيين الشرقيين، واجراء حوارات معهم، وعقد حلقات دراسية عن الموسيقى العربية.
كما ستقوم ادارة المتحف باقامة المسابقات بين الشباب لاحتضان المواهب الشابة المغنية، بالغناء الشرقي، والكشف عن هذه المواهب ليس في مصر وحدها ولكن في العالم العربي كله، فضلاً عن الاستفادة من مقتنيات المتحف بعرضها في المناسبات القومية المختلفة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved