أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 8th January,2002 العدد:10694الطبعةالاولـي الثلاثاء 24 ,شوال 1422

مدارات شعبية

من أسماء منازل بيوت الشعر (12)
سليمان الأفنس ملفي الشراري
عضو مجلس نادي الجوف الأدبي
إذا بدأ نزول البادية للقطين على مناهل المياه قيل (حتححتو للعد) أي وردوا الماء في الصيف وذلك سراعا. وتسمى هذه الفترة (نقضت الجزو) أي انتهاء الربيع ودخول الصيف وتنتهي تلك الفترة بطلوع نجم سهيل.
قال ابن حنيفة الكلبي:


إذا قلت عاجوا أو أرادوا ثنية
بذات العلندي أجزأوا وتحاسروا

قال مشحن بن صليهم الشراري:


يا حلوكم (نقضتوا) الجزو بشغار
وإلى ذلق سهيل ملتوا على الجوف

ويقصد بالجوف دومة الجندل التي تكنى وادي النفاخ لكرم أهلها، فأهلها مضرب المثل في الجزيرة العربية بين البادية والحاضرة.
وحاضرتها تعود في أنسابها إلى القبائل العربية الشهيرة من طي وتميم وكلب فقبائلها وعائلاتها من جذر قحطان وعدنان وإن كانت أشهر حاضرتها تعود إلى طي وتميم وكلب وهذه القبائل من حاضرة وبادية بينها حلف قديم في الجاهلية والإسلام وبينها تواد وتراحم وصلات قوية يدل على ذلك ما أوردته كتب التاريخ القديمة والحديثة فكانت تقدم من الإبل سواني للحاضرة وتقيم الحاضرة جوابي للسقي ولهم مناخات مشهورة في دلالة على الكرم.
والفترة التي تعقب نقضت الجزو تسمى (طيحة المرطب): يظعنون من مناهلهم إلى الجوف وذلك في الوقت الذي يسمونه (طيحة المرطب) وهو وقت التمر والمرطب من الرطب وهو البلح الذي أشهره حلوة الجوف وذلك للاكتيال والبيع والشراء في سوق: الوقف: سوق دومة الجندل الذي كان الجاهلية يقيمه أكيدر دومة وبنو كلب وهو من أشهر أسواق العرب.
وطيحة المرطب: هي أول الصفاري (ويسمون ذلك الفصل الصفري) لعله مشتق من اسم صفر أحد الأشهر العربية وفيه يشتد البيع في سوق دومة الجندل وفيه يكون البيع نقداً وبالمقايضة وكان يقام إلى الخمسينات من القرن الماضي وأول التمر يسمى المص (المص أول التمر) ثم يلقطون الشعاري (التمر الشعاري) بالذي يكون بطلوع الشعراء وفيه ينضج الرمان والعنب والتين ولذلك تقول الحاضرة (أقفى ربيع البدو وأقبل حيانا) وذلك لحركة البيع النشطة التي تحدث بالجوف.
ثم يعقب ذلك الفترة الانتجاع لمساقط الغيث وتسمى تلك الفترة المناوي ويقال أيضاً إذا نزلت الأمطار شارعت الإبل (1) أي شربت من ماء المطر وذلك بأن تشرب شرع أي بدون سقي.
ويسمى الانتجاع إلى الأراضي المخصبة: (الحولة) وجمعها الحولات وحوال قال أحد الشرارات:
(زاعوا به تقل حولات)
وذلك إلى الأرض المخصبة التي تسمى الخطيطة وهي مسمى فصيح ولا تكون الحولات إلا بالظعن.
قال الشاعر: سلامه الدباه:


يا زين شل الظعن بصخار
ويا زين لذة محاويله
ويا زين نزلة النوار
بفيضه ما نشف سيله

ويسمى الانتجاع بالابل المجموعات منها الطرش. بدون الظعن (جول) وقد تطلق على الانتقال من منهل إلى منهل لذلك قال الشاعر:


أشوف أنا طرشنا جول
وعلق دليا وحيضاني

والفترة التي تقضيها الابل في المرعى حتى تعود إلى مناهل المياه في الصيف تسمى العزيب وراعي الابل يسمى (عزاب) بتشديد الزاء وذلك لأنه لا يكون فيها ظعن لأن البادية تكون في المقطان.
القطين في الأمثال ووصف المنازل:
والقطين هم مجموعة بيوت الشعر القاطنين العد وذلك لا يكون ألا في الصيف واللفظة فصيحة قطن بالمكان إذا أقام به فهو قاطن.
وقطينا أكبد: يضرب في كثرة المضارب.
وقطينا (تسطح الفرس به): وذلك لا تساعه.
و(قطينا تقل حريق): وذلك لأن مضارب البيوت من شعر الماعز السود فيقال قطين مثل الحريق: و(بيوت سود مثل الفراقين): يضرب في الفرقون المثل في الاتساع والضخامة.
والقطين (يتوزون) عن مورد الإبل ويسمى طريق الطريق: الجادة جوال الإبل ولذلك قيل: (الجواد يتبارن وهن ما هن سواء): أي مواردها غير واحدة.
ومقاطن البادية ومنازلها على العد والابار يكون باكتنافها من النواحي المحيطة بها وهذا قديم عند العرب.
وما ذكره النابغة من اكتناف بني كلب مياه قراقر وهو عدة آبار صحيح في وصفه فمنازلهم في الجهة الغربية والشمالية منها حيث الحرة تحيط بذلك المنهل وآبار قراقر في روضة تفيض بها عدد من الأودية والشعاب التي تكون منازل البيوت بأكتنافها ونواحيها وقراقر به عشرات الآبار التي تنهل بادية بني كلب قديماً مياهها.
قال النابغة:


تظن الاماء يبتدون قديمها
كما اكتنفت كلب مياه قراقر

المنازل: المرباع والمشاتي
والمقيض هو الاقامة وقت الصيف والمشتى هو الاقامة وقت الشتاء في الأراضي الدافئة الرملية والمرباع هو انتجاع مساقط الغيث ومنابت الكلاء في الصحاري والبراري والقفار البعيدة عن مناهل المياه قال سالم السليمان من الشعر الأردني(2) يذكر أن من أهم سلامة صحة النجيبة من الإبل هو مرباعها في الأراضي العذبة البعيدة عن الاغوار ومنابع المياه.
وهذا اسلم لصحتها من الذباب والحشرات التي تصيبها بأمراض عدة:


من خلف ذا يا راكب فوق معفاه
ما عمره حدرت عالمشاتي
وربعت بالغور وارض القليلات
ترعى زهر نوار خاص النبات
مرباعها الجوبة فروع عذيات
لما قضت مرباعها والمشاتي

والجوبة من أسماء الجوف.
وقال الشاعر والفارس عايش الكذيبا الشراري:


مشتاه في رمل عذي الدحالي
ما صفقت طين الخبص بين الأثفان
ترعى زهر زملوق عشب زهالي
مرباعها ما بين حومل وجدعان

وقال الشيخ خلف بن دعيجاء الشراري:


يا راكب اللي للبلد ما جلبني
قطم الفخوذ معربات الاسامي
ما لا فتن عند أول الذود لابني
ولا مصهن مفرودهن بالفطامي
بنات هرشا بالهدد له يجبني
يطلق عليهن يوم كل ينامي
ما قيضن يرعن ارمام وتبنى
ولا حفرن قاع الجواء والوخامي
مرباعهن نيال ثم أقتلبني
يرعن زهر نوار عشب الوسامي

وقال طرفه:


حيثما قاظوا بنجد وشتوا
عند ذات الطلح من ثني وقر

وقال الراجز:


من يك ذا بت فهذا بتتي
مقيظ مصيف مشتى

والمقيضة: هي الإقامة في الصيف وهي عند قطين والعد وهو مورد الماء. قال سعيد بن غيثه الشراري:


يرعن من الخنفة إلى البرق لا وفاد
ومقيضهن تيماء إلى الهوج يردون

قال عايش الكذيبا الشراري:


سميت باسم الله وبساع شديت
حمرا تشوق اللي على البعد ناوي
ومشتاها بالخنقة ذراء بلا بيت
ولا جفلة حين المساء حس واوي
ومرباعها قفرا على طرده أشفيت
من فرع حدرج للعلم للجراوي
للسندلة لام أذنين كانك تقاصيت
بفروعهن ما تقطف الا الحلاوي
خله تقيض ويبرد الوقت إلى شتيت
وشرق ظعنن للبر منهو شهاوي
وإلى رويت الهجينة ورويت
العصر قدها للقليب النباوي

والنزول: وهي المنازل من المنزلة ومن حداء الشرارات على المناهل:
طاح المطر وشلنا
ونجدد منازلنا
قال عمر بن العداء الأجداري الكلبي:


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بانبط(3) أو بالروض شرقي واحد
بمنزلة جاد الربيع رياضها
قصير بها ليل العذاري الرواقد
وحيث ترى جرد الجياد حوافنا
يقودها غلماننا بالقلائد

قال المتلمسي:


كانوا كساحة إذ شعفت منازلة
ثم أستمرت به البزل القناعيسي(4)

قال عمر بن العداء الأجداري الكلبي:


وقد يكون لنا بالخر وتبع
والروض حيث تناهى مرتع البقر

قال الرماح بن ميادة وهو عند الوليد بن يزيد من خلفاء بني أمية وهو نازل في باير وكان يخرج إليه في أيام الربيع والنزهة:


لعمرك أني نازل بأباير
وضور ومشتاق وأن كنت مكرما
أبيت كأني أرمد العين ساهرا
إذا بات أصحابي من الليل نوما

قال بعض آل سعد بن ملكثيرب يذكر منازل من خرج من اليمن وقد ذكر غسان وقضاعة وكلباً:


وغسان في عزهم في سيوفهم
كرام المساعي قد حووا أرض قيصراً
وقد نزلت من قضاعة منزلا
بعيداً فأمست في بلاد الصنوبر
وكلب لها ما بين رملة عالج
إلى الحرة الرجلاء من أرض تدمر

النزول: مفردها نزال ونزل وهي مجموعة من بيوت الشعر التي يتكون منها القطين يقال طلعنا على نزول ما يلحق طرفها من كثرها والنزول سميت من المنزل ومن لفظة نزل أي أقام ووضع ما على الأظعان والهوادج وفي المثل يهيض النزول على النزول.
وفي الكثرة: النزول على النزول: نزول ما يسمع طرفها المنادي والنزلة هي الوليمة التي تصنع لهم ضيافة.
قال النمر بن قولب:


ومنها بأعراض المحاضر دمنه
ومنها بوادي الملهمة منزل

قال أمرؤ القيس:


قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمأل

قال أحد الشرارات:


يا محلا منازلا بالدبيل
به الخزامى والنفل والذنبان

ومما يتمثل به الشرارات من شعر لغيرهم:


ننزل بمنازل حي أقفى
وينزل بمنازلنا نزول

أي أن أقواما منهم قد نزلت هذه الأماكن ومستعقبهم أجيالاً أخرى.
وقال أحد الشرارات:


ما منزلاً إلا به تواما شوانا
بمنزلا نطح النطيح النطيحة

وذلك لكثرة الحروب والغزوات.
النجع: مجموعة القطين على العد من قوم واحدة ذات أصول واحدة.
قال سالم الجعيري الشراري:


والخد برقا زها بطلوع
سيله دوى بالوطا ما عي
أقفوا عليه العرب ونجوع
ويمدحه لهم كل طلاعي

قال منزل العرمان المفلحي الشراري:


عسى الحياء يسقى موارد ميقوع
يسقي القليب وما قفه مع مردة
حيثه يجمع لي مخاليق ونجوع
وكلا يلقط له محاله وعده

وقال أحد الشرارات:


تجود وأبشر بنجع الرفاقه
ولا دعوك بجيد المنع لا تطيع
أبوه من زملا حفظنا عناقه
ما تلحقه هيل المهار المفاريع

ومن حداء الموارد:


يا قوكن يا ضلوعي
يتفرق الانجوعي

ومن حداء الموارد:
نجعنا لنا وريادي نووا على الابعادي صوب الثنايا غادي
وإلى اللقاء في حلقةٍ قادمة، لنتابع ما بدأناه

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved