أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th January,2002 العدد:10696الطبعةالاولـي الخميس 26 ,شوال 1422

مقـالات

فهد الأمجاد ومنهج الإسلام
سلمان بن محمد العُمري
ان تتكلم عن إنسان فإنك لابد من ان تغوص في أقواله وأفعاله لتصل منها إلى حقيقة ذلك الإنسان مجردة بيِّنة لا تشوبها شوائب، وبطبيعة الحال لا يمكن لباحث ان يأخذ فرداً ما لا على التعيين ليتمعن في أقواله وصفاته ليخرج منها بنتائج مباركة وحقائق ناصعة، فلابد من ان يقع الاختيار على من هو أهل للاختيار ومن هو بالتحليل أجدر.
ولعل ما شهده رمضان المبارك الذي ودعتنا أيامه منذ فترة قصيرة من صدور لكتاب قيم وفق صاحبه بالاختيار، كما احسن التحليل والعرض بشكل يليق بالمقام الذي جعله مادة للكتاب، لقد كان الاختيار «خادم الحرمين الشريفين» بشخصه كإنسان التزم منهجا واضحا لم يحد عنه قيد أنملة ألا وهو منهج الإسلام الحنيف، وطبقه وجعله واقعاً وذلك كامتداد لسيرة مباركة بدأت منذ عهد المؤسس والموحد جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
يقول الكاتب وهو الزميل الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية وعضو اللجنة التنفيذية للاحتفاء بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في كتابه «فهد الأمجاد، ومنهج الإسلام.. تنظير دقيق وتطبيق بديع»: إن المتأمل في التاريخ البشري يستوقفه ان هناك رجالا أثروا تاريخ الإنسانية، وقدموا أعمالاً جليلة، وبذلوا جهوداً عظيمة، وتركوا آثاراً حميدة نافعة لأممهم بخاصة، وللإنسانية بعامة، فكان جزاء ذلك ان خلد التاريخ ذكراهم، وسطر على صفحاته أسماءهم، ودوّن بمداد الفخر مآثرهم وصنائعهم.
وإذا كان هؤلاء العظماء في التاريخ من المؤمنين فإنه يرجى لهم عظيم الجزاء، ووافر الثواب عند الله عز وجل لأنهم خلفوا وراءهم ما فيه نفع وخير، وصلاح للناس فيكون ذلك من الصدقات الجارية، هؤلاء العظماء لا يخلو منهم وقت من الأوقات، ولا زمن من الأزمنة.
هذا ما كتبه زميلنا أبو عبدالله، وبطبيعة الحال فإن هؤلاء الرجال هم الذين يحق للباحث والكاتب والمؤلف ان يعمل الفكر في إنجازاتهم، ومن هؤلاء ودون شك خادم الحرمين الشريفين الذي كان له بعد الله الدور الأساس في رفع البنيان ليطاول عنان السماء فهو من أشاد صرح الدولة السعودية على أساس القواعد التي وضعها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
في مقدمة هذا الكتاب حول حال الجزيرة العربية قبل التوحيد ومنهج الملك عبدالعزيز في التوحيد والتأسيس يتطرق الكاتب للأساس الراسخ الثابت للنظام الأساسي لهذه الديار ألا وهو الشريعة الإسلامية ولا شيء سواها، وفي هذا السياق يذكر ان الملك الباني خادم الحرمين الشريفين كان يقتدي بالملك المؤسس في إشادة البنيان وفق الأسس التي لا غبار عليها.
لقد ذكر الكاتب حقيقة المنهج الإسلامي بشيء من التفصيل والتوضيح من ادخال مصادر التوثيق حينما استدعت الضرورة، وأكد ان الأمر إنما هو الدين الإسلامي الوسط الذي لا رهبنة فيه ولا خرافة دين المحبة والتقوى والعمل الصالح والخير النافع.
وكان للشورى في منهج الفهد ما تستحقه من ذكر في الكتاب الذي حرص على ان يوثق إنجاز رجل دخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولم يفت الكاتب ان يذكر ان المنهج الإسلامي صالح على الدوام وهو مساير لكل تطور، وهذا أمر بغاية الأهمية في هذا الوقت بالذات الذي اشتدت فيه الحملات على ديننا الحنيف ومجتمعاتنا المباركة محاولة النيل من المنهج الرباني، ولكن أنى لهم ذلك.
إن ركائز إقامة الدولة السعودية وفق المنهج الذي ارتضاه الله سبحانه إنما تتلخص بعقيدة التوحيد وشريعته الإسلام وحمل الدعوة الإسلامية ونشرها وايجاد بيئة عامة صحية وصالحة مجردة من المنكرات والانحرافات وتحقيق الوحدة الإيمانية والأخذ بأسباب التقدم وتحقيق النهضة الشاملة، وتحقيق الشورى التي أمر الإسلام بها وان يظل الحرمان الشريفان مطهرين للطائفين والعاكفين والركع السجود والدفاع عن الدين والمقدسات وهي الوطن والمواطنون والدولة.
أما أسباب اختيار المنهج الإسلامي للحكم من خلال كلام خادم الحرمين الشريفين فقد أوجزه الكاتب بتقريره ان هذا من المعتقدات التي أمر الله بها، وان هذا المنهج شامل لكل خير، وفيه سعادة الدارين وهو كفيل بإيجاد الحلول الشاملة لكل المشكلات والمستجدات، وان هذا المنهاج يبعد المسلمين عن التعصب ومسارات البغضاء، وان عزة العرب إنما كانت بالإسلام، وانه به ليصحح مسار البشرية إلى ما فيه خيرها، وان لا مخرج للأمة الإسلامية إلا بتحكيم هذا المنهج القويم.
لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين مزايا المنهج الإسلامي ولذلك سخر حياته وكل جوانبها لخدمة هذا المنهج وذلك عبر خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولقد اتخذ القرآن الكريم دستورا للأمة تحكمه في كل شؤونها صغيرها وكبيرها، وقام بإنشاء أعظم صرح علمي شهده التاريخ الإسلامي لخدمة القرآن الكريم، وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجعل القرآن الكريم مادة أساسية في مناهج التعليم في المراحل المختلفة وأنشأ ست عشرة جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم وأشرف على تنظيم المسابقات في تلاوة القرآن وحفظه وتفسيره، وكذلك عمل على طباعة المصحف الشريف بطريقة برايل، وهذا له غاية الأهمية في حياة اخواننا المعوقين.
وسخر الإعلام بأشكاله لخدمة المنهج القويم، والجانب الآخر هو قيامه حفظه الله بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بكل ما أوتي من قوة بحيث شهد الحرمان الشريفان في العهد الميمون أعظم توسعة في التاريخ الإسلامي وكان لبيوت الله تعالى أكبر الاهتمام وعظيم العناية لدى خادم الحرمين الشريفين ولعله يجد بالذكر ان إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من أجل أعمال خادم الحرمين الشريفين، واعظم مآثره في خدمة الإسلام والمسلمين.
لقد أكد الكاتب على قضية الدعوة إلى المنهج الإسلامي عند خادم الحرمين الشريفين في فصل خاص ذاكرا اسلوبه الدعوي الذي يشتمل على فهم واسع للعمل الدعوي فعلاً وقولاً.
لقد لخص الكاتب كتابه بثمرات ثماني لتركها سراً لمتصفح الكتاب الذي ندعو الله ان ينفع به الإسلام والمسلمين وان يكون قدوة لمؤلفات جادة مماثلة تعطي كل ذي حق حقه لما فيه خير الأمة ورضا الله سبحانه، والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved