أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th January,2002 العدد:10696الطبعةالاولـي الخميس 26 ,شوال 1422

مقـالات

النقد المغرض
منصور اليوسف
إن المتأمل بما ينشر هذه الأيام بالصحافة الغربية عموماً والصحافة الأمريكية خصوصاً عن العرب والمسلمين ما يدعو إلى الاستغراب مع معرفتنا المسبقة بأسباب هذه الكتابات ودوافعها ومن يقف وراءها. ولكن مرد الاستغراب في ذلك أنها تفتقد إلى المنطق السليم والرؤية الصحيحة في تحليل الأمور والربط بين مجريات الأحداث.
ومن هذه الكتابات ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأسبوع الماضي متهمة حكومة المملكة العربية السعودية بأنها حكومة مستبدة. حيث زعمت هذه الصحيفة بأن المملكة لم تدعم الحرب ضد الارهاب. والسبب في ذلك أنها لم تضع قواعدها العسكرية في خدمة هذه الحملة ولم تسخر اعلامها لها.
وبالرغم من عدم صحة ما نشرته هذه الصحيفة إلا أننا يمكن أن نفنده بالحقائق التالية:
1 إن حكومة المملكة العربية السعودية لا يمكن أن توصف بالمستبدة حيث إن المتعارف عليه عربياً واسلامياً ودولياً ان حكومة المملكة العربية السعودية هي حكومة معتدلة منذ قيامها حتى وقتنا الحاضر.
2 إن المملكة كانت من أوائل الدول التي أعلنت وقوفها ضد الارهاب أياً كان مصدره.
3 إن المملكة من أكثر الدول التي تعرضت للارهاب ولا تزال منذ أكثر من ربع قرن.
4 إن مواقف المملكة هي مواقف ثابتة ومستمدة من الشريعة الإسلامية منذ نشأتها حتى اليوم.
لقد كشفت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م زيف المصداقية في الاعلام الغربي التي طالما تشدق بها. فهو لم يعد يعير أي اهتمام للتدمير الشامل الذي يلحق بالشعب الأفغاني نتيجة للحملة الأمريكية ورغبتها في الانتقام حتى أن الطائرات الأمريكية لم تفرق بين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وبين المقاتلين في تلك الحملة. علماً بأنه قتل أعداد كبيرة من الأبرياء كان بالإمكان تلافيها. كما أن هذا الاعلام تناسى حقوق الإنسان في أفغانستان التي طالما نادى بها هذا الاعلام ووصف بعض الحكومات بالمستبدة لأنها لا تطبق مبادئ حقوق الإنسان على مواطنيها.
إن العدالة والمصداقية تجعلنا نصف هذا الاعلام ومن خلفه بالمستبد وأن سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين لم تعد تنطلي على أحد. فالإعلام الغربي لا يرى إلا بعين واحدة والتي تتماشى مع أهدافه ومصالحه. وكان الأجدر بهذه الصحيفة أن تشير إلى الحكومة التي لم تفرق في الانتقام بين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وبين المقاتلين بأنها حكومة مستبدة. كما كان الأجدر بها كذلك أن تشير إلى حكومة الإرهابي شارون بالمستبدة حيث يمارس سياسة القتل والهدم والحصار للشعب الفلسطيني منذ وقت طويل حتى يومنا هذا. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
* عضو هيئة التدريس بمعهد الإدارة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved