أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
كلام في المهرجانات 12
فهد الحوشاني
إذا كانت ظروفك لاتسمح لك بمتابعة عروض المهرجان المسرحي الذي سوف يفتتح قريبا ولقاء الزملاء المسرحيين والاطلاع على العرض الأول للمسرحيات، فلا تنزعج كثيرا وتحاول ان تعيد حساباتك وتهم بتأجيل سفرك أو ارتباطاتك لأنك أيها المسرحي محظوظ بل محظوظ جدا لأن هناك من سيعيد (بث) هذا المهرجان وستشاهده في عرضه الثاني بعد فترة وجيزة وسوف تشاهد نفس العروض ونفس الممثلين ويتردد على اسماعك نفس الكلام ولو حصل لك أي ظرف طارئ ولم تستطع ان تشاهد المهرجان الذي يليه فلا تنزعج أيضا، فإن لك فرصة ثالثة في مشاهدة هذه المسرحيات في المهرجان الثالث (كلاكيت ثالث مرة) أي أنك مهما كانت ظروفك وانشغالك فلديك عرض قائم ومستمر لمتابعة عروض المسرح السعودي على مدى عدة أشهر ستشاهد كل ما ينتج من مسرح بأنواعه الجيد والهزيل التجريبي والتخريبي، مسرحيات جديدة ومسرحيات قديمة تذكرك بمسرح ما قبل الطفرة! لهذا فلا تستغرب إذا شاهدت مسرحية قد خرجت إليك من بقايا الذاكرة المسرحية بحوارات ومواضيع قد عفا عليها الزمن يلبس ممثلوها (الخلاقين) أقصد ملابس لا تمت إلى واقعنا بصلة! كل ذلك سوف تجده متى ما رغبت وسمحت لك الظروف، المهم ان تحدد الفترة التي تعجبك، هل تريد ان تشاهد العروض بعد شهر أو بعد شهرين أو بعد عدة أشهر. ان لك الخيار وكامل الحرية في اختيار الوقت الذي تريد! أرأيت كيف أنك محظوظ، وهذه ميزة ربما لا يجدها غيرنا في بلاد أخرى وهي نعمة لو علم منظمو المهرجانات لديهم لربما حسدونا عليها، لأنهم هناك مازالوا في كل مهرجان محلي لديهم عروض جديدة وطاقات وإبداعات جديدة!! فهم في حركة مستمرة للبحث عن التجديد، أما نحن فنعرض المسرحية حتى تترهل ويملّها الممثلون ويبتعد الجمهور عندما يرون ان جدول العروض يحتوي على عناوين لمسرحيات شاهدوها في مهرجان سابق!
وفي البلدان الأخرى لديهم مهرجانات لمسرح الشباب والطفل وتجريبية وغير ذلك. لكن التعددية المسرحية غير مرغوب بها عندنا. ألسنا نحن بلا فخر من اخترع الكبسة! وهي الطبخة التي نجمع فيها كل الأصناف في قدر واحد! كما أنه ليس لدينا عروض داخل المسابقة وعرض خارجها كما يفعل الآخرون وكأن العروض كلها في مستوى واحد، فالكل قد حضر ليمثل المسرح السعودي حتى وإن كان في الواقع يمثل المسرح المدرسي الليلي!
ولكي تتأكد أنك محظوظ فسوف تشاهد مسرحيين من نوع (نادر) لايشاهدون إلا في مثل هذه المناسبات فلا تفاجأ إذا رأيتهم بل مد يدك مسلما عليهم وقل لهم: البركة في المهرجانات التي جعلتنا نراكم واحرص على ان يكون في جيبك مواعيد افتتاح المهرجانات القادمة ،لأنهم سوف يسألونك متى أقرب مهرجان مسرحي؟
ولو كنت أحد الذين يحبون ملاحقة المهرجانات العربية فأنت محظوظ أكثر وأكثر من غيرك، لانك بالتأكيد سوف تشاهد عرضاً رابعاً للمسرحية التي سبق ان شاهدتها، فالمسرحية لدينا ليس لها صلاحية مثلها مثل رمال الصحراء كلما ذرتها الرياح تجددت وأعتقد ان بعض المهرجانات العربية قد أصدرت قانوناً مسرحياً بعدم قبول مسرحيات سبق عرضها في مهرجان سابق بسببنا نحن، لأننا نلاحق كل المهرجانات بمسرحياتنا التي نفرح بها ونظل نلاحقهم بها في كل العواصم العربية ولعلهم بذلك قد أحسنوا صنعاً بنا، لأنهم أجبرونا على عدم تكرار أنفسنا وما أمل الإنسان عندما يكرر نفسه!!
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved