أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

مقـالات

في الصميم
ماذا عسى تركيا و... أن يفعلوا..؟
د. خالد آل هميل
عندما كانت الدولة العثمانية تسيطر على معظم انحاء العالم الإسلامي وخاصة في أواخر هذه الدولة التي سميت بالرجل المريض تتبع سياسات حمقاء ضد الشعوب المسلمة وخاصة العرب المسلمين الذين يشكلون حالياً شعوب الدول العربية في معظمها.
كان العثمانيون يطبقون سياسة الاتحاد والترقي وتمنع الشعوب العربية من التحدث باللغة العربية وتغلق المدارس التي تعلم طلابها بلغة القرآن الكريم اللغة العربية وتأخذ العلماء وأصحاب الحرف المبدعين وترحلهم الى الاستانة لتحولهم الى اجراء يعملون لخدمة الاسياد العثمانيين وتحرم أهلهم وشعوبهم من امكانياتهم. وتتعامل مع الشعوب العربية الإسلامية وبلدانهم وكأنهم مجموعات من الاقطاعات لخدمة الصدر الأعظم في الدولة العثمانية.
كان اليهود هم الذين يرسمون للعثمانيين سياساتهم وخططهم تجاه الشعوب العربية الإسلامية وهي سياسات ادت في نهاية الأمر إلى اختفاء ما يسمى بالدولة العثمانية.
ونهاية الدولة العثمانية معروفة تاريخياً. فاليهود والفرنسيون والبريطانيون هم الذين ذبحوا هذه الدولة وأنهوها.
وحماقة العثمانيين وفرت الآلية لانتفاضة الشعوب العربية والإسلامية للتخلص من الاستعمار العثماني. ومن ناحية أخرى وفرت للقوى الصليبية واليهودية الفرصة ليحلوا محل العثمانيين في استعمار معظم الدول العربية وتمكين اليهود من احتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني.
ثم قامت تركيا الحديثة محل الدولة العثمانية وكعادة اليهود فقد جهزوا رجلا يقال انه تركي وهو كمال أتاتورك. الذي ألغى كل مظاهر الحياة الإسلامية ونفذ سياسة معادية لكل ما يمت للإسلام بصلة بقوة النار والحديد التي طبقها بقسوة على الشعب التركي المسلم ووضعها دستورا ملزما يحرسه العسكر ذوو الثقافة الغربية الصهيونية. الذين تمكنوا من مفاصل حياة الشعب التركي المسلم.
ومن هذه السياسات ذبحت وما زالت تذبح الحكومات التركية المتعاقبة الاكراد والاتراك. وإمعانا في العنصرية التركية الحاكمة تسمي جزءا اصيلا من شعبها اتراك الجبل حيث ترفض الاعتراف بهويتهم وثقافتهم وحقوقهم الإنسانية.
والغرب والولايات المتحدة الذين يدعون أنهم حراس لحقوق الإنسان يهيئون لتركيا ذبح الشعب التركي الكردي بدم بارد.
الحكومات التركية تسجن النساء وتحرمهن من حقوقهن في المواطنة والدين ومن دخول البرلمان التركي وهن منتخبات لمجرد أنهن يطبقن شرع الله السماوي في الحجاب، ويفصلن من الجامعات والوظائف للسبب نفسه.
المسؤول عن الشؤون الدينية أو مايسمى بالمفتي الديني يفتي للشعب التركي المسلم بتعطيل (الهدي) في الحج باستبدال ذبح خروف أو شاة قررها الله من عرشه جل جلاله وجاءت في كتاب الله القرآن الكريم بذبح دجاجة.
هؤلاء الاتراك الذين يبدون هذه الايام حرصاً على الاثار الإسلامية باعتراضهم قيام حكومة المملكة العربية السعودية بهدم قلعة جياد ليحل محلها صروح من المنشآت الحضارية لخدمة ضيوف الرحمن الذين يأمون مكة المكرمة لأداء ركن من أركان الاسلام وهي فريضة الحج.
ان القلعة التي يولولون عليها ما هي الا معلم من معالم الظلم العثماني.
فقد كانت قاعدة عسكرية يسومون المسلمين عبرها سوء العذاب.
إن تاريخ هذه القلعة ينبئ عن سياسة العنصرية التي كان يمارسها الاتراك على معظم الشعوب الاسلامية.
فلتولول تركيا كيف تشاء... فما قامت به الحكومة السعودية هو تنفيذ لأسس السيادة السعودية على ترابها.
لقد سمعت المسؤول عن الشؤون التركية يتوعد باتخاذ اجراءات..
فماذا عساه أن يفعل..؟
هل سيعيد مئات الالاف من العمالة التركية الذين يعيشون بمئات الملايين من الريالات لدعم الاقتصاد التركي المتهالك..؟
أم أنه يريد أن يعادوا لتركيا...؟!
هل يرغب المسؤول التركي إيقاف تنفيذ التأشيرات التي تطلب العمالة التركية من قبل الشعب السعودي أم يريد من الحكومة السعودية الغاءها..؟!
أم يريد منع الحجاج الاتراك من اداء مناسك الحج.. إن اراد ذلك فليفعل.. (غبّر ياثور، قال على قرنك!).
بقيت نقطة لابد من الاشارة إليها ان الاتراك في كل مايقومون به من سياسات خارجية وداخلية هو تنفيذ لتوجيهات صهيونية أمريكية.. وينبغي أن يدركوا أنهم هم الخاسرون على كل الصعد السياسية والاقتصادية والإسلامية.
ولن يتمكنوا من التأثير على المواقف السعودية التي لا تساوم على مصالحها أو مصالح الأمة الإسلامية والعربية.
ومن يعوزه الفهم يدرس الحملات العثمانية والتركية على جزيرة العرب وما آلت إليه من فشل ذريع في نهاية المطاف.. وعلى القوى الكبرى ان تعيد دراسة تاريخ الشعب السعودي ونضاله السياسي والإسلامي منذ عهد الدولة السعودية الأولى الى حاضرنا التاريخي المعاش.
واذا كان هناك من وقفة أخيرة فإن على الدول العربية والإسلامية التنسيق فيما يخدم مصالح شعوبهم وأن لا يكون أحد منها (مخلب قط) لصالح القوى التي تتربص بالجميع الشرور واحدة بعد أخرى وباكستان مثال ساطع على ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved