أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

مقـالات

نوافذ
السؤال الموجع
أميمة الخميس
هل يجب عليّ كامرأة مستهدفة أن أكون أول المؤيدين لعملية جلد وعقاب (المعاكسين) في الأسواق؟.. هل لي أن أبتهج بهذا الحل النهائي والقاطع الذي سيجعل من الأماكن العامة، حرماً مصاناً ومرتعاً للفضيلة؟.
لكنني لم أستطع أن أمنع نفسي من السؤال عن أولئك الذين ألهبت ظهورهم السياط ومن ثم دفعوا الى المجتمع من جديد، ما هو نوع النقمة والسخط الذين يحملونه ضد المحيط وضد الشارع وضد الأماكن العامة؟.. ما هو الدخان الأسود الذي يعتم أرواحهم، ويعتقلهم مدى العمر في أقفاص السخط والنقمة والكره لمجتمعهم ومحاولة النيل منه.
قبل أن نتطرق إلى الأجوبة لابد أن نتناول جانبين هنا لهما علاقة محورية بهذا الموضوع:
1 هل قدم هذا العقاب علاجاً ناجعاً لهذه الفئة من الشباب في مرحلة ما؟.. وهل أظهر بعض من النتائج الايجابية «ولو بنسب ضئيلة» سواء على سلوكيات الشباب أو الشابات؟.. وهل كانت لسعات السياط تحفر في ظهورهم أولى بشائر الفضيلة؟.. بالتأكيد سيكون هو الحل المثالي لو كانت هناك بوادر إيجابية للأسئلة السابقة.
2 ما هي في الأساس نظرة هؤلاء الشباب إلى المرأة؟، فالمجتمع يقسم لهم النسوة إلى قسمين، نسوة البيت المحصنات، ونسوة الأماكن العامة المستباحات..!! وبداخل هذه المفارقة وسيطرة هاجس الفريسة والصياد على عقول الكثير من الشباب، ستبدو رحلة تسكع بين الأسواق ممتعة ومثيرة، تماماً كرحلة صيد (للجرابيع) في البر مثلاً.
لأن تدني القيّم والمسؤولية في التعامل مع امرأة الأماكن العامة هو بالتأكيد يشير إلى الخلفية الثقافية التي انتجت هذا التوجه، (والذي يجب أن نصارح نفسنا هنا بها) لا توجد هذه الظاهرة وبهذا الشكل المستفز المزعج سوى في بلادنا، ويندر أن نراه في دول مجاورة وقريبة جداً، حتى لو كان لا يفصلنا عنها سوى جسر، فأنه أتوماتيكياً تختفي هذه الظاهرة، وإن حدثت هناك فهي تحدث من شبابنا الذي حملوا هوسهم وعاهتهم إلى البلدان المجاورة.
إنه الإطار الاجتماعي الذي انتج هذه الظاهرة وجعلها تأخذ هذه التشكلات المتورمة.
ونعود هنا إلى السؤال هل ستحمل السياط الدواء والترياق الناجح، لشباب متورط بفراغه وندرة فرص العمل، والقبول في الجامعات؟ هل السياط هي السبيل الأنجح في ظل غياب أماكن الترفيه والتسلية البريئة (التي تستثمر الطاقات الشبابية الفياضة) في كل حارة ومجتمع؟.
أعود وأقول أنا امرأة ومستهدفة من أطراف كثيرة في حالة توجهي إلى الأماكن العامة، وبحاجة إلى مساحة احترم بها، وأقضي شؤوني من خلالها بأسرع وقت وأقصره، ولكن أيضاً لم استطع الفرار من مسؤولية السؤال الذي يجعلني أتساءل عن علاقة «السوط» بالفضيلة، فعبر التاريخ وعبر الزمان والمكان كانت الفضيلة هي قرار شخصي بحت يتخذه الفرد بكامل وعيه واستقلاله عن لهيب السياط.
شبابنا هم فرسان المستقبل هم خيول الرهان الذين سيحملون هذا الوطن حتى مضمار الفوز النهائي، فرفقاً بهم.. ويكفيهم من زمانهم.. جامعات أوصدت أبوابها في وجوههم.. ووظائف نادرة.. وغياب الحافز والطموح، وعصر لا يفهم لغتهم أو يحاول ترجمتها، وتيارات فكرية متطرفة من مأفونين أو أشباههم.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved