أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

الثقافية

هل رحلت حقاً؟؟
سامية ابراهيم
مرت أمامي أيام وفاتها والدمع بين مآقي يتلألأ، وقد أخذ الحزن مني كل مأخذ، فهي قد ولدت على أرض هذا الوطن المعطاء، ونهلت من علومه ودرجت مدراج السالكين لدروب العلم، فأتمت المرحلة الجامعية وعملت بعد ذلك بعدة اعمال لتعيد للوطن بعض افضاله عليها، ولكن العمر والصحة ليسا بيدها، فداهمها المرض واستفحل فيها، وهي صابرة على ما أتى لها من البلاء، فالمؤمن مبتلى، وقد كتب له الله تعالى ان يكون مرضه كفارة لذنوبه ليلقى ربه بعد ذلك بإذن الله تعالى خالياً من الذنوب.. انها صالحة السروجي.
نعم صالحة، ومن اسمها جعل الله لها منه نصيباً «ولكل إنسان من اسمه نصيب، مثلٌ ذهب مع السائرين، ولا ننسى هنا ان المثل يطل برأسه، فلكل انسان من اسمه نصيب، وصالحة ليست صالحة فقط في نفسها وأهلها بل هي صالحة في هذا الوطن الذي يساندها في الخفاء حتى وصلت، وتستمر النجوم تسطع وتتلألأ والدرر تتوالى، والسنوات تمر سراعا ولا تتوقف الا حين يسطع نجم ما ، في ارض ما، عندها تنحني السنوات اجلالا واكبارا لهذا الشموخ الذي ولد اصيلا من افراد اشعلوا شموع العقل والجسد.
يكفيها ويكفينا عزاءً انها شهيدة ان شاء الله فالمبطون شهيد، فمن منا لم تمر به حادثة وفاة عزيز عليه، فالموت يدخل كل بيت فيترك اثرا في النفس ولو كان ضئيلاً ان الموت في حياة الناس لا مفر منه.
وكم من اشخاص تركوا اثرا في حياة الاخرين بعد موتهم، فظلوا يدينون لهم بالفضل مدى الحياة، فالأم والأب ذكراهما بعد موتهما لاتنمحي مهما مرت الايام.
والحمدلله تعالى ان تركت لنا السيرة العطرة التي يذكرها بها الناس ومنها الانتاج العلمي والفكري والأدبي.
هناك اثار تذكّر بأصحابها في تراث مكتوب نثراً او شعراً، وكما قال الشاعر:
الخط يبقى زمانا بعد صاحبه
وصاحب الخط تحت الارض مدفون
ونتمنى من الله ان نكون لها ابناء بررة، وابناء صالحين فندعو لها دائما بالرحمة والمغفرة، وستظل في نفوسنا وقلوبنا دائما.
وصالحة السروجي من اصحاب العلم كانت تأمل ان يتذكرها احبتها بعد رحيلها وان يحافظوا على مودتهم بذكراها والأجيال القادمة لاتنسى الترحم عند قراءة التراث الادبي الذي يقع بين ايديهم بما فيه نفع لهم دينا ودنيا.
وسأل الله المغفرة والرحمة لأمي «صالحة السروجي» والصبر والسلوان لنا، وحمدا لله ان تم تكريمها في حياتها و شهدت ذلك بنفسها، وبقي بعض الوفاء لها بأن تقوم إحدى الجهات المهتمة بالثقافة والأدب بجمع اعمالها كاملة ونشرها والتبرع بريعها للجنة اصدقاء المرضى ليستمر الدعاء لها حية وميتة.
ويبقى المثل السابق «لكل انسان من اسمه نصيب» ولو نقطة في المليون.
* ابنة الكاتبة صالحة السروجي


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved