أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th January,2002 العدد:10701الطبعةالاولـي الثلاثاء 1 ,ذو القعدة 1422

شعر

رسالةٌ إلى تركيا
شعر: عبدالرحمن بن صالح العشماوي
عجبتُ لمن يبالغُ في الجدالِ
ويصرخ وهو مهزومُ المقالِ
ويرفع رأسه والسقفُ دانٍ
فيبدو في انحناءٍ وانخذالِ
عجبتُ له يبالغ في الدَّعاوى
ويرسلُ نحونا سَهْمَ المُغالي
وينسى أننا بالحقِّ نُعنى
وأنَّا بالتَّحامُلِ لا نُبالي
ألا يا ليت شعري كيف أبني
قلاع تَصَبُّري بيدِ احتمالي
وكيف أصدُّ أحداثاً جِساماً
بها الأيام تجري والليالي
وكيف أمدُّ حَبْلَ الشِعر لمَّّا
أرى وجهَ الحقيقة كالخيالِ
سؤالٌ، والجوابُ لديَّ، لكنْ
أراه يفرُّ من وجه السؤالِ
قوافي الشعر، لا تقفي بعيداً
ولا تترقبي وقتَ الزوال
وقولي للذين بنَوا قلاعاً
من الوهم الكبير على الرِّمالِ
إلى أين المسيرُ؟ وفي خُطاكم
نكوصٌ عن مواجهة الجبال؟!
أَبَحْتُم تركيا للوهْمِ حتى
أُصيبتْ منه بالدَّاءِ الُعضالِ
وسافرتم بها سفراً طويلاً
إلى قيعان فسقٍ وانحلالِ
نقضتم عُرْوَةَ الإسلام فيها
فوا أسفا على الدَّرَر الغَوالي
ووا أسفا على شعبٍ كريمٍ
رأى في ظلِّكم ضيقَ المَجالِ
غدرتم بالرَّفاه، وهم ذَووكم
أرادوا نشر محمود الخصالِ
دَعَوْكم للهدى والعدل، لكنْ
رميتم مَنْ يُصافح بالنِّبال
كسرتم ظهر أمّتنا وخُنتم
أمانتها، وسرتم في اختيالِ
نشرتم فوقها ليلاً طويلاً
من الإلحاد مقتولَ الهلالِ
وحطَّمتم خلافتَها جهاراً
فعاشت في اضطرابٍ واعتلال
رأينا في «اتحادكم» اختلافاً
وفي معنى «التَّرَقِّي» شرَّ حال
«كمالُكُمو» هو النُّقصان، لكنْ
وهِمْتُم، فانخدعتم بالكمال
فلا أنتم بدين الله قمتم
ولا أنتم نَشَطْتُم من عِقالِ
مساجدنا شكت منكم جفاءً
وتحطيماً لموقعها المثالي
فتحتم بابَها لوفود غربٍ
وداستها الأراذلُ بالنِّعال
وصارت للسياحةِ، وهي دُورٌ
لمبتهلٍ إلى المولى وتالي
زهدتُم في حروف الضَّاد، لمَّا
تعلْمَنْتُم على درب الخَبالِ
وفارقتم كتابَ الله حتى
خرجتم من هُداه إلى الضَّلال
عليكم ذنب أمَّتنا، فمنكم
بدا فيها النُّزولُ من المعالي
خرجتُم من خلافتها صغاراً
وبعتم بالهوى شَرَفَ النضال
وأصبحتم لأوروبا ذيولاً
وما زلتم على طرف الحِبالِ
كفاكم سُوءَ طالعةٍ، رُكونٌ
إلى «شارونَ» مذمومِ الفَعَالِ
عجبتُ لكم، رأيتم هَدْمَ دارٍ
فأسرعتم إلينا بالمقالِ
هَدَمْناها لنبنيَ خيرَ وقْفٍ
يوفِّر للمشاعرِ خيرَ مالِ
وأنتم، قد قتلتم مَنْ بناها
ولم ترعَوْا لهم حَقَّ الرِّجالِ
فكيف تُوَلْوِلُونَ بغير وعي
ولا حق يُراد ولا اعتدالِ؟!
أَتُنْكَسُ فِطْرةُ الإنسان حتى
يصيرَ حرامُها مثلَ الحلالِ؟!
وحتى تُصبح الرَّمضاءُ فيها
وحاميةُ الظهيرةِ كالظِّلال
ألا يا من يروْنَ الصُّبْحَ ليلاً
ويحترفون تزييفَ المقَالِ
نذكّركم بأنَّا لا نُحابي
محاباةَ الضَّعيفِ ولا نُغالي
نُعادي من يُعادي اللهَ دَوْماً
وفي الأَزَماتِ نَعرفُ من نُوالي
نُوسِّع ساحةَ الحرمِ احتفالاً
بزائر بيتهِ أسْمَى احتفالِ
لنا في خدمة الحرمين عِزٌّ
وقَدْرٌ في سجلِّ المجدِ عالي
حَمَلْنا خدمةَ الحرمين تاجاً
يشرِّفنا به ربُّ الجلالِ
ترصِّعه جواهرُ من هُدانا
تُزيِّن رأسَ محكومٍ ووالي



أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved