Monday 21st January,200210707العددالأثنين 7 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حقيقة قلعة أجياد
عبدالله محمد أبكر

قلعة جياد التي مضى على بنائها الآن مئتا سنة أو تزيد، هل هي من بناء الأتراك ومن آثارهم التي تنسب إليهم؟ أم لمن هي؟
بتتبعي كتب تاريخ مكة وجدت أن تاريخها لايعود إلى دولتهم ولا بنايتها ولا ملكيتها، إنما هي لأشراف مكة من آل مساعد، وقد جاء ذكرها في كتب المؤرخين لمكة:
قال الشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله : «قلعة أجياد من أهم قلاع مكة، وكانت تضرب بها المدافع في رمضان وفي غيره الى سنة «1360ه» تقريباً».
وقال العازي رحمه الله تعالى: «شرع مولانا الشريف سرور بن مساعد في عمارة القلعة، التي في أجياد بعد ان اشترى ما حولها من البيوت وأنفق في عمارتها مالا كثيرا، ثم نقض بعد سنتين كثيراً من بنائها وأعاده على أحسن اتقان» التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ج 5 ص 394 الطبعة الأولى، وزارة الحج والأوقاف.
وقال السباعي في تاريخ مكة: «بلغ من عناية سرور أي الشريف سرور بن مساعد بشؤون الأمن أن بنى سنة 1169م في أعلى جبل جياد «قلعة أجياد» الموجودة اليوم وأنفق أموالا كثيرة في عمارتها القوية لتبقى له حصنا من العاديات، وكانت تطل على داره في سفح الجبل، حيث تقوم اليوم إدارة البريد، بجوارها الخرائب الواسعة، التي كانت تمثل دوره الملحقة بالقصر» انتهى.
إن ادارة البريد التي ذكرها السباعي، قد انتقلت من محلها المذكور الى سوق المعلاة وذلك سنة «1377» هجرية «تاريخ مكة ج1ص 446 ط نادي مكة الأدبي».
قلت: ليس صحيحا مانسمع اليوم من العامة الجهلاء، أن هذه القلعة كان وجودها منذ الجاهلية، وأن أبا جهل كان يصعد إليها، فهذه من اسرائيليات العامة المغلظة.
أما ما يدعيه الأتراك فقد تبين زيفه وكذبه وقد أرادوا من ذلك الإثارة والإشاعة الباطلة.
فالذي بناها كما مر هو الشريف سرور بن مساعد من ذوي زيد من أشراف مكة من سلالة أبي نمي الثاني، وليس للأتراك كما يدعون.
والآن بعد ان هدمت القلعة، فقد جاء الأمر السامي مقرونا بإعادة بنائها لحفظ اسمها وصورتها وموقعيها التاريخي والتراثي المرتبطان بتاريخ مكة البلد الحرام.
وما دام إعادة بنائها كما كانت للاستفادة منها في مصالح عامة المسلمين فلتجد في هذا المجال الوقفي مساحة تتيح ما دعا اليه اقتراح من قبل بعض الجهات المسؤولة وبعض كتاب الصحف المحلية سابقا من الاستفادة منها في نقل مكتبة الحرم المكي اليها كما كانت سابقا بقرب المسجد الحرام، ولتقترب بالموضع الجديد من المسجد الحرام ليسهل لكثير من زوار المسجد الحرام والباحثين والزوار ومرتاديها للاستفادة من ذخائر كنوزها العلمية، خاصة الذين سينزلون في أبراج هذا الوقف فتكون من ذلك فوائد كثيرة.
ولعل هذا ايضا ما يوائم الوضع الاسلامي والعلمي، والوضع الوقفي الذي جعلت وأعيدت من أجله، ويعود نفعه للمسجد الحرام، ومنفعة العلم من أولويات المنافع.
وإني أرجو من عامة الناس البحث والتنقيب والقراءة في تاريخ البلد الحرام، ليتعرفوا على الأماكن والآثار التراثية خاصة الاسلامية المرتبطة بقدسية البلد الحرام ليفرقوا بينها وبين غيرها، وليعرفوا أصولها ونسبتها و حقيقتها وصحتها التي اثبتها المؤرخون منذ مئات السنين وما بذلوه في سبيلها، بدلا عن التخبط في الجهل والقول والاستدلال بغير علم ولا مستند، أو اتباع الأقوال والأفكار خاصة التي تريد النيل من آثار وقدسية البلد الحرام، الذي شرفه الله تعالى على كل البلاد، وهي أفكار مرفوضة لدى العقلاء المنصفين من عامة المسلمين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved