Sunday 27th January,200210713العددالأحد 13 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظر
أنقذوا المنتخب السعودي
فهد عبد الله الجابر

رأفت بحال المنتخب السعودي وأنا أستمع إلى بعض مرئيات من يتولى التحليل في القنوات الفضائية. وسألت نفسي ماذا لو خرج المنتخب السعودي من هذه البطولة دون ان يظفر بالكأس، ماذا سيكون عليه حال مدربنا الوطني ناصر الجوهر، ومن سيقف معه ليقول بأن المنتخبات الخليجية كانت نداً قوياً أمام الفرقة السعودية.
من سيقول ان منتخب الكويت لعب المباراة الافتتاحية بمعايير المباريات النهائية حتى انه فقد أمله في البطولة بسبب الاجهاد الذي كان عليه لاعبوه بعد مباراة السعودية. من سيقول ان المنتخب البحريني دخل المباراة أمام المنتخب السعودي وفي حساباته ان يكون أو لا يكون. من سيقول ان المنتخب الإماراتي كتبت الظروف ان يقابل المنتخب السعودي وأمله ان يظفر بثلاث نقاط المباراة من أجل ان يتجدد أمله ويشق طريقه نحو البطولة.
من سيتحدث عن ظروف الإصابات التي يعاني منها المنتخب السعودي ومن سيتحدث عن ان المنتخب السعودي يفضل ان يقابل منتخبات من أوروبا على ان يقابل المنتخبات الخليجية على اعتبار ان تلك المنتخبات تعرف جيداً كيف تتعامل مع المنتخب السعودي.
إن مسار البطولة أيها الاخوة يوحي بتفوق سعودي، ولكن مايقال في تلك القنوات الفضائية يشكل معوقات تشل تفكير المدرب السعودي القدير/ ناصر الجوهر، وتضع اللاعب السعودي في حالة نفسية يصعب تجاوزها بسهولة فما يحدث للمنتخب السعودي ليس بسبب خلل فني في المنتخب بل هو ناتج عن ضغوط جماهيرية مشحونة نتيجة ما تطرحه تلك القنوات من إثارة لها سلبياتها على الجماهير السعودية فمن يتتبع بعض تلك القنوات يجد ان المنتخب السعودي مادة أساسية في حديث تلك الاستديوهات بل أصبح الحكم على تميز قناة عن أخرى هو مدى تناول المنتخب السعودي والتقليل من مكانة المنتخب وعناصره في هذه الدورة.
إن المنتخب الكويتي صاحب أكبر رصيد في تاريخ بطولة الخليج يمر في حالة أصعب بكثير من الحالة التي يمر فيها المنتخب السعودي ولم يجد من النقد والتجريح الذي شهده المنتخب السعودي وعناصره فمن الأولى ان تناقش أمور منتخب بحجم وتاريخ منتخب الكويت الذي فقد الأمل في البطولة بل من الأولى ان نتحدث عن المدرب الألماني (فوجتس) وعن فشله مع المنتخب الكويتي أكثر من انتقاد المدرب العالمي/ ناصر الجوهر الذي مازال يقود فرقته نحو الكأس، ويحقق حتى الآن سبع نقاط بكل جدارة.
لم يتبق للمنتخب السعودي إلا مباراتان، وأتوقع ان يكون المنتخب السعودي فيهما نجما قادرا على حصد النتائج. فمتى ما ابتعد أولئك عن مهاجمة المنتخب السعودي وتوارت أصوات بعض المحسوبين وتأجلت الانتقادات إلى مابعد الحسم، فإني على ثقة بمقدرة هذا المنتخب الأخضر على رفع كأس البطولة.
ولكن ماذا لو فاز المنتخب السعودي بكأس الخليج الخامسة عشرة هل سنسمع آراء تؤكد تفوق ناصر الجوهر على كل الذين وجهوا نقدهم الجارح له ووقفوا ندا لمجهوداته. هل سيعترفون بأنهم كانوا أشد عبئا من المنتخبات التي قابلها. وهل سيُسجل لناصر الجوهر تميز لايطويه النسيان كما طوى تفوقه في تصفيات كأس العالم وتأهل بموجبه المنتخب السعودي، وهو ما عجزت عنه المنتخبات الخليجية المشاركة في هذه البطولة.
وبصرف النظر عن الفوز والخسارة أقول لكل من يمارس مهاراته اللغوية تجاه حضور المنتخب السعودي في دورة الخليج، تذكروا ان المنتخب السعودي في هذه الدورة يسير بشكل أفضل مما عهدناه في معظم دورات الخليج، إن المنتخب السعودي كان محتاجاً إلى ان نقف معه إعلامياً في بداية الدورة، ولكنه واجه ضغوطا إعلامية أربكت نفسية عناصره. أما اليوم فإنه لايحتاج إلى هذا الدعم الإعلامي وبقي ان يكشف لكم ان ماحدث يأتي في نطاق التجمعات الرياضية الخليجية التي لاتخضع إلى المستويات الرياضية بل إلى العامل النفسي الذي يؤثر على نتائج المباراة.
من هذه المرحلة يمكن ان أقول عبر هذه الزاوية ان المنتخب السعودي فاز بها وان لم يتوج، فقد سقطت مبكراً منتخبات لها تاريخها الرياضي في دورات الخليج، ولايزال المنتخب السعودي يشق طريقه بكل جدارة نحو منصة التتويج.
كما سقطت مدارس تدريبية وظلت المدرسة السعودية التي يقودها المدرب العالمي/ ناصر الجوهر الذي يمر بكل ثقة من أمام المدارس الأوروبية ليعطي من لايفهم حاجتنا إلى بطولة بنكهة سعودية، فقد تذوقناها قبل ذلك وعرفنا فارق طعم البطولات (بالطعم البلدي) فهل ننقذ المنتخب السعودي في هذه المرحلة الحاسمة ونقفل أفواهنا وننتظر ما سوف يقدمه صقور الأخضر في هذه الدورة. وهل ستكفي هذه البطولة في اختفاء الأبواق التي اعتدنا عليها في هذه الدورة وغيرها إلى الأبد، ولكن الله بذلك عليم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved