Wednesday 30th January,200210715العددالاربعاء 16 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسميات
التحصيل العلمي لأبنائنا
راشد الحمدان

الطالب يذهب للمدرسة.. وكأنه يقاد بالحبال ليس كل ذلك بسبب المدرسة وسلوكها، وسلوك المدرسين والمسؤولين، ولكن الطالب نفسه له نسبة كبيرة في ذلك.. وقد قلت في زاوية سابقة.. ان طالب العلم لا يقاد من رقبته.. لكن حب العلم والمعرفة.. والسعي المتأصل في النفس البشرية للمعالي، هو الذي يدفع بالانسان إلى حب العلم والمعرفة.
في مدارسنا.. نجد نسبة كبيرة من الطلبة.. يساقون كالمحكوم عليهم إلى المدارس.. ليس لديهم الرغبة الحقيقية.. يفرحون بانتهاء الدرس ويكرهون رؤية المدرس، ويكاد هذا الاحساس تتصف به الدول النامية ولدول مجلس الخليج نسبة كبيرة منه.
نبحث عن الأسباب فنجد ان الترف سبب أولي في ذلك، فالولد مرفَّه.. يلبس أحسن الثياب ويركب سيارة ولما يبلغ العشرين، وقد يفعلها في القرى والأرياف دون العشرين بكثير.. وينام في غرفة متكاملة، ويجد عناية من الأسرة.. ومع هذا فتحصيله العلمي دون المطلوب، وهذا يعكس سوء التفكير لديه لأنه يرى ان كل شيء قد توفر له.. فلماذا يجهد نفسه الإجهاد كله.. لكن نجد ان البنت أكثر اقبالا على العلم وكسب المعرفة والناجحات والمتفوقات من البنات اكثر في هذا المجال من الأولاد.. البنت تبحث عما يشغل فراغها فتجد في الدرس والمذاكرة.. فهي معظم وقتها في البيت، أما الولد فهو كالطير من شجرة إلى أخرى، ومن مجموعة من أقرانه إلى أخرى يضيع وقته في اللعب والركض يمنة ويسرة، ويرى ان الكتاب عدو مبين، ولذلك فشل كثير من الأولاد في تحقيق أماني آبائهم، وقد يكون الولد له حد معين في القدرة على الاستيعاب.. فيدركه الملل مرحلة معينة من المراحل الدراسية فيقف عندها، ويبحث عن الوظيفة، حتى هذا الملل.. يجب ألا يكون سببا في ترك المواصلة، لأن الولد يحتاج إلى تشجيع دائم من المدرسة أو الجامعة، أو البيت ومن المؤسف أن الطالب في الجامعة يجد أحياناً عجرفة وإهمالا من المدرس، وهذا ما يشكوه كثير من طلبة الجامعة، أما في المدرسة فلا تخلو من مدرسين ليس لديهم الكفاءة المطلوبة لإيصال الدرس إلى أذهان طلابهم، فتجد الطالب بعد الحصة خواء مما سمع، ومما ألقى المدرس، ان التحصيل العلمي لأبنائنا يكاد يكون نسبيا رغم ما تبذله الدولة والمسؤولون في أجهزة التعليم من تيسيرات وجهود في تحقيق رغبة الآباء وأبنائهم.. لكن يبقى السبب مشتركا بين الجميع، وكما قلت سابقا فإن طالب العلم لا يساق ولا يجر من رقبته لكتب العلم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved