Wednesday 30th January,200210715العددالاربعاء 16 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظر
كيف يتفوق ناصر الجوهر على ذكاء لوشانتر؟
فهد عبدالله الجابر

أستطيع ان أقول إن المدرب الفرنسي لوشانتر يمتلك فلسفة تدريبية حديثة ترجمها عملياً من خلال أداء المنتخب القطري. والمتابع للمنتخب القطري من خلال المباريات التي خاضها في هذه البطولة يلحظ بأن المنتخب القطري يحقق نتائج في ظل غياب مستوى خط مقدمته ممثلة في اللاعب محمد سالم العنزي. وفي نفس الوقت يمكن اعتبار ان الخطوط الخلفية في المنتخب القطري لم تتأثر بغياب اللاعب يوسف آدم أبرز لاعبي خط الدفاع القطري وكذلك اللاعب الكبير مبارك مصطفى ومن المعروف ان فاعلية المنتخب القطري تكمن في منتصف الملعب في هذا المنتصف تقع فلسفة لوشانتر التدريبية.
وفي قراءة فنية للمباريات الماضية نلاحظ ان المنتخب القطري يلعب بطريقة حديثة تعتمد على اللعب الجماعي، ومع هذه الجماعية تظهر نظرة فنية قائمة على نوعية من اللاعبين يمكن تسخيرهم لتحقيق التوازن الملموس في المنتخب القطري، فلو افترضنا ان الفريق سيكون ستة مدافعين يقف أمامهم لاعبون من خط الوسط المتقدم كلاعبي محور ويعود خط المقدمة في منتصف الدائرة. وفي حالة الهجمة يتغير شكل المنتخب القطري ونرى في خط الهجوم أربعة لاعبين يقف خلفهم اثنان من خط الوسط إضافة إلى تقدم الظهير الأيمن سعد الشمري مهاجما خامسا في المنتخب القطري، وفي حالة وجود الكرة في خط الوسط فإن هناك خمسة لاعبين في هذا الخط برجوع عادل جدوع وبقاء محمد العنزي في خط المقدمة. مع ملاحظة ان الظهير الأيسر القطري غير واضح حيث يتناوب فيه أكثر من لاعب.
من يغير المنتخب القطري بهذا الشكل؟!
هناك لاعبان في المنتخب القطري هما من يغير المنتخب القطري بهذا الشكل ومن يعتمد عليهما لوشانتر في وضع خطته. هذان اللاعبان هما جفال راشد وضاحي النوبي. فاللاعب جفال يمتلك مخزونا لياقيا عاليا جداً ومهارة فنية متنوعة قادرة على صنع الهجمة ودعم الهجوم. كما أنه يمتلك مقدرة على التغطية أثناء وجود هجمة على مرمى المنتخب القطري في الوقت الذي يمارس دوره في منتصف الملعب. أما ضاحي النوبي فهو الآخر يمتاز باللياقة البدنية العالية والقدرة على التقدم والرجوع لممارسة نفس الدور المطلوب من جفال. كما انه يمتلك قدماً قوية قادرة على التسديد من منتصف الملعب. ويضاف إلى ذلك الدور الهجومي الذي يقوم به الظهير الأيمن في المنتخب القطري سعد الشمري.
بهذه الطريقة استطاع لوشانتر ان يخرج في المباريات التي خاضها فائزاً وان يستفيد من عدم توفر مدرب قادر على فهم طريقة المنتخب القطري. ولايزال هذا المنتخب حتى هذه اللحظة بعيداً عمن يكشف مفاتيح اللعب التي أعطته هذا التميز والسير بثقة نحو البطولة.
ناصر الجوهر والتفوق المنشود
أعتقد ان المجموعة التي تمثل المنتخب السعودي تمتلك الكثير من المقومات التي يمكن لناصر الجوهر ان يوظفها بالصورة التي تحقق للمنتخب السعودي التفوق.
فالمنتخب القطري قريب من حيث المستوى من المنتخب السعودي، وإن كان المنتخب السعودي يتفوق عليه من حيث الخبرة والمهارات الفردية، وامتلاك المنتخب السعودي إلى عناصر قادرة على الوصول إلى المرمى والتهديف.
ومن المتوقع ان يواجه لوشانتر ناصر الجوهر بتراجع خط الوسط المتقدم ليلعب كمحوري وسيتفرغ لاعبو المحور في المنتخب القطري لتغطية لاعبي خطوط الوسط المتقدم في المنتخب السعودي والذي غالباً مايلعب فيه سامي الجابر وابراهيم ماطر، ثم يبقى ضاحي النوبي وخلفه جفال راشد في منطقة الوسط يدعمهم خط المقدمة في المنتخب القطري لقطع الإمداد عن خط المقدمة السعودي وفي حالة انتقال الهجمة نحو المرمى السعودي سيكون هناك دعم قوي من ضاحي النوبي وجفال راشد. وهنا تكمن خطورة المنتخب القطري على المنتخب السعودي حيث سيكون هناك أربعة مهاجمين تجاه المرمى السعودي وخلفهم بقية لاعبي الوسط القطري الذي يساعد على انتشار المنتخب القطري مع تقدم خط المؤخرة القطرية الذي يعتمد على مصيدة التسلل الذي يتقنها المنتخب القطري واشتهر بها على مر السنوات.
بهذه الصورة فان ناصر الجوهر أمام فريق يمكن ان يقفل مرماه بالطريقة التي ذكرتها . ويهاجم متى ما سنحت له الفرصة معتمداً على إمكانية لاعبيه. ومن هذا التصور فإن المنتخب السعودي يجب ان يعتمد على كل من أحمد الدوخي وصالح الصقري لبدء غزو المرمى القطري وان يكلف ابراهيم ماطر بمساندة الدوخي وصالح المحمدي بمساندة صالح الصقري. على ان يبقى حسن اليامي بالقرب من الدوخي وماطر، وان يبقى عبدالله الجمعان بالقرب من صالح الصقري والمحمدي، هذان المثلثان في الهجوم السعودي يدعمه سامي الجابر في الاتجاهين.
ومن المفترض ان يشارك عبدالله الواكد إذا كان في كامل جاهزيته والاحتفاظ بخميس العويران وعمر الغامدي في الاحتياط لحين تتطلب المباراة دعم الخطوط الخلفية في المنتخب السعودي. حيث ان الواكد كمحور يمتلك مهارة يمكن ان تعزز الهجوم بفاعلية.
مع ملاحظة انه في حالة امتلاك المنتخب القطري الكرة فإن ابراهيم ماطر وصالح المحمدي مطلوب منهما منع جفال راشد وضاحي النوبي من التقدم لدعم الهجوم القطري، كما ان حسن اليامي وعبدالله الجمعان مطلوب منهما مساندة سامي الجابر في منطقة الوسط أثناء وجود هجمة على المنتخب السعودي ورجوع ماطر والمحمدي لدعم الخطوط الخلفية، ليتسنى الحد من تقدم خط المؤخرة القطرية لدعم الهجوم، خاصة الظهير الأيمن سعد الشمري.
أتمنى ان نشاهد مباراة تليق بسمعة الكرة الخليجية وان نحتفل بتفوق المدرسة السعودية في مجال التدريب قبل ان نحتفل بالكأس.
وبالله التوفيق

للتواصل

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved