Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حقائق وأكاذيب حول نايبول
قراءة في رواية «منعطف النهر» نوبل 2001
محمود قاسم

يمكنك بسهولة، أن تقرأ هوية الكثير من الكتّاب المعاصرين من خلال قراءتك لواحدة من رواياته البارزة، فهو بلا شك، وقد وضع غالبية خبراته الانسانية في هذه الرواية، وبالتالي فإنك لست في حاجة الى مطالعة سيرة حياته.
وهناك ادباء بأعينهم، من الممكن التوغل داخل حيواتهم، من خلال التعرف على أعماله الابداعية المتتالية، وينطبق هذا الامر بكل قوة على الروائي التريندادي (البريطاني الجنسية) ف.س. نايبول، الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل في الادب، وهو الكاتب الذي طال انتظاره من أجل الحصول على هذه الجائزة.
وقد بدت شخصية نايبول واضحة، من خلال ابطال رواياته المتعددة، ومنها «عامل التدليك المتصوف» عام 1957م، و«شارع ميجيل» عام 1959م ومنزل السيد بيسواس عام 1961م، ثم «المحاربون» عام 1975م، و«في منعطف النهر» 1977م، و«أخبرني من اقتل» 1983م، ثم «الهند، الف ثائر وثائر» عام 1991م.
وفي هذا المقال، سوف نتتبع سيرة حياة الكاتب، من خلال واحدة من أهم رواياته، بل هي اهمها جميعا، وهي رواية «وفي منعطف النهر» وهي العمل الوحيد المترجم له إلى اللغة العربية، وقد ذكر في حيثيات منح الجائزة أنها رواية الدرة، ضمن اعماله القليلة، قياسا إلى عطاء كاتب مولود في عام 1932م، وبدأ حياته الأدبية عام 1954م، اي انه ظل يكتب هذا العدد القليل قرابة نصف قرن.
ولن يكون حديثنا عن الرواية، حديث الناقد المحلل للنص، بقدر ما هو محاولة لقراءة سيرته الذاتية من خلال شخصية سالم في هذه الرواية، باعتبار أن الكاتب، وسالم يمثلان ثقافة غريبة، انها ثقافة شعب بلا جذور، تربى ابناؤه على لغة غير لغاته المحلية، وقرروا التشرد الاختياري حول العالم، يبحثون لأنفسهم عن ارض يعيشون فيها، فسافروا من الهند إلى جزر الكاريبي، والى جنوب، وشرق افريقيا، واستقر بعضهم في الولايات المتحدة، أو بريطانيا ومنهم الكاتب بالطبع.
لن نتحدث عن الكاتب من خلال بداية وصول سالم إلى شرق افريقيا، حيث قام بتأجير محل، ولكن سوف نقتطف بعض العبارات والفقرات المتناثرة التي وردت في حشايا الرواية، لنعرف هوية الكاتب نايبول، من خلال ما وصف به بطلبه حيث يردد في الفصل السابع :«من غير السهل أن تدير ظهرك للماضي ذلك انه ليس شيئا، يمكن ان تقرر القيام به هكذا، ولكنه شيء عليك ان تسلح نفسك استعدادا له، وإلا فإن الحزن سوف يوقع بك، ويدمرك.
نايبول غادر بلاده إلى افريقيا وهو في الثامنة من العمر، ورغم اقامته هناك بعض الوقت، فان عينيه كانتا مركزتين على لندن، ينوي الرحيل اليها من اجل الدراسة وقد ردد الكاتب على لسان بطله عبارة تؤكد ذلك «كانت الفكرة عن أني شخص غير عادي وله عالمان تستلزم ان تكون لي وظيفة غير عادية». وقد بدا هذا التأرجح بين أكثر من هوية في ذاكرة الكاتب، يسعى دوما إلى تأكيده من خلال التكرار، وتجديد الصياغة لنفس المعنى، فيردد في نفس الفصل: «بدأت ادرك في نفس الوقت ان احساسي بالهم، لاني رجل منساق مع التيار، وبلا جذور هو احساس زائف، ولم يكن حلمي بالنسبة لي، بالوطن، والامان، ليس اكثر من حلم بالعزلة يتسم بالخطأ في التاريخ والغباء والضعف الزائد، انني انتمي إلى نفسي فحسب، لن اسلم رجولتي إلى أحد.
وفي سيرة حياة الكاتب، فانه دائما ينظر إلى البلاد التي جاء فيها نظرة المتدني، وإلى البلاد الذاهب اليها، نظرة القلق، والاضطراب، فالماضي لا ينمحي من الذاكرة، وهو ماثل بقوة امام الانسان في تعامله مع الآخرين :«فقدت بعض الاساليب القديمة، واكتشفت الاحساس بالعزلة أيضاً، والاحساس بالاكتئاب الذي تحوله العقيدة إلى خوف وأمل متسام، ولكنني بقيت انظر إلى هذا الاكتئاب نحول العالم كشيء علي وحدي أن اواجهه وبمفردي، وفي بعض الاوقات كان هذا الاحساس حادا وكان في بعض الاوقات غير موجود.
تدور الرواية من خلال منظور سالم إلى العالم، وفي دولة تقع بين شرق ووسط افريقيا، على مقربة من الكونجو، ولا يقوم الكاتب بتسمية هذا البلد المليء بالاجانب غير الافارقة، القادمين من الهند، وجزر الكاريبي، وترينداد مسقط رأس المؤلف، انه بلد افريقي يمثل اغلب دول القارة السوداء، وقع تحت سيطرة المستعمر لسنوات طويلة، وله زعيم طاغية، وهناك دوما نظرة الغريب إلى الارض، فرغم أن سالم يقوم بشراء محل من شخص يدعى «نصر الدين» ويتزوج بأمرأة من اجل الاستقرار، فان احساسه بانه بدون جذور، يدفعه دوما للانتقال، أو الرغبة في الهجرة إلى مكان آخر، لم يكن هناك ما أعمله بعد قلقي على الوصول، غير أني لم أكن وحدي، فلقد كان هناك التجار وغيرهم من الاجانب، وكان بعضهم قد مر بمتاعب صعبة، ولقد انتظرت معهم.
الشعور بأنه «أجنبي» هو مفتاح شخصية الراوية، فهو لم يحس ابدا أنه مواطن، وهو يتحدث عن النهر الذي تقع عليه المدينة الصغيرة التي يعيش فيها كأنه «شيء آخر» وهي مدينة تطل ايضا على الميناء، حيث يأتي الاجانب غير المقيمين دوما، للبقاء لأقصر وقت ممكن، وكان هذا الشعور يقصي الاحساس لسالم انه مواطن من بلاد اللا جذور التي ينتمي إليها هؤلاء العابرون مؤقتا وقد انعكس هذا الشعور تجاه الغابة نفسها، فالغابة نفسها لم تعد علامة على الوطن، حيث يتم اجتثاب الاشجار، من اجل بناء البيوت.
ويتحدث الكاتب عن عشيرته، غير الراسخين في الارض، قائلاً: «كنا مجموعة خاصة مستقلة عن الآخرين، وكنا في عاداتنا واتجاهاتنا اقرب إلى الهندوس التابعين لشمال غرب الهند، وهي المناطق التي جئنا منها اصلا، ولم يخبرني أحد متى أتينا من هناك، ولم نكن ذلك النوع من الشعب، ولكننا كنا نعيش ببساطة وكنا نعمل ما كان متوقعا منا أو نفعله، وما رأينا الجيل السابق كل يفعله. ولم نسأل ابدا لماذا لم نسجل احوالنا، وان كنا نحس في عظامنا اننا كنا شعبا عريقا جدا، لكننا كنا نبدو وكأننا بلا وسيلة لقياس مرور الزمن، ولم يكن والدي او جدي يستطيعان وضع التواريخ في قصصهم وذلك ليس لأنهم قد نسوا وأن الامر اختلط عليهم، ولكن الموضوع هو أن الماضي كان هو الماضي، ولا شيء غير ذلك.
وهذه العبارة البالغة الصدق، قل أن تقرأ مثلها في الادب العالمي، عن الجذور المفتقدة، والاحساس بأن الزمن قد تم محو ارقام التاريخ منه، واسماء الايام، والشهور، والسنوات.
وفي الفصل الثاني، وصف الكاتب العرب بما يخالف ما جاء في كتبه الاخرى، من انتقاد المسلمين في بعض دول آسيا الصفراء، خاصة اندونيسيا، وماليزيا وباكستان، حيث يقول: «كنت اقول إن العرب الذين عرفناهم كانوا في وقتهم مغامرين وكتّاب عظماء وان بحارتنا هم الذين اعطوا للبحر الابيض المتوسط الشراع المثلث الذي جعل اكتشاف الامريكيين شيئا ممكنا، وان بحارا هنديا هو الذي قاد فاسكوداجاما من شرق افريقيا إلى مدينة كلكتا وان كلمة «شيك» نفسها قد استعملت اول ما استعملت بمعرفة تجارنا الايرانيين، واذا كنت اقول كل هذه الاشياء. فذلك لأنني حصلت عليها من الكتب الاوربية، ولم تكن هذه الحقائق تشكل جزءا من معرفتنا او كبريائنا، وبدون الاوربيين فأنا احس ان كل ماضينا كان سيندثر ويمحى مثل العلامات التي يضلها الصيادون على الشاطئ خارج مدينتنا.
وفي نفس الفصل، يكرر الكاتب رايه في العرب قائلاً: «لقد حكم العرب بوصفهم مكتشفين ومحاربين عظماء، ولقد اقتحموا القارة حتى اعماق الداخل وأقاموا المدن وزرعوا البساتين في الغابات واستمروا كذلك حتى تحطمت قوتهم على ايدي الاوربيين».
سالم يعيش اذن في مكان، كانت العرب فيه قوة، وحضارة، لكن الصراع مع اوروبا حسم لمصلحة الاوربيين، وقد انعكس ذلك في اختلاط الانساب، فقد انجبت النساء العبيدات، الزنجيات اولادا ملونين من ازواجهم العرب، واقترن السادة في بعض الاحيان من هؤلاء النسوة، ويروي الكاتب قصة صديق اوربي يدعى فرديناند، جاء للاقامة في البلد، انه غريب مثله، وتبدو الاحداث متلاحقة مليئة بالتناقض، والتمرد، فالوطن يحكمه «رجل كبير، اشبه بالاخ الكبير في رواية 1984» لجورج اورويل، وهذا الرجل جاء يستبد بالوطن بعد أن انزاح الاستعمار عن البلاد: «في افريقيا، ما بعد المرحلة الاستعمارية، اصبح بوسع أي فرد أن يحصل على السلاح، واصبحت كل قبيلة محاربة، وهو ما فرض الحرص على الجيش».
من الصعب أن نفضل بين الهم العام، والهم الخاص في الرواية، والكاتب يملأ روايته بالتساؤل والشرح والتفسير، حتى لا تكاد الرواية ان تصبح اقرب إلى المقال الصحفي في الكثير من اجزائها، حتى أن القارئ يمكنه أن يستقطع اجزاء من الرواية دون ان تتأثر عملية الحكي، ويبدو أن نايبول يعطي كافة ما لديه من رؤى في هذا النص: «من الذي يريد الفلسفة او الايمان في الايام الطيبة؟ نحن جميعا نستطيع أن نواجه الحياة في الايام الطيبة، ولكن يتعين أن نكون مسلحين من الافارقة، امنهم الذين اشعلوا هذه الحرب، ولسوف يتعذبون بشدة اكثر من أي شخص آخر، ولكنهم يستطيعون ان يقاموا حتى اكثرهم بؤسا، ذلك ان لهم قراهم وقبائلهم وهي اشياء تخصخن بصورة مطلقة.
والغريب أن الكاتب، لم يبدأ في التحدث عن جذور بطله، الا فصل الفصل التاسع (الرواية تتكون من 17 فصلاً). وفي هذه الفصول الاولى من النصف الاول للرواية، تعكس مأساة الوطن، وتاريخه، والذين قاموا بغزوه، ونقلوا اليه الحضارات المختلفة، ويعكس الكاتب رؤيته للعالم من خلال ما جاء على لسان الرواية في السطور الأولى من الفصل السادس:
«لو نظرت إلى طابور من النمل وهو يسير، فسوف ترى أن هناك بعض النمل الشارد والمتأخر عن رفاقه الذي فقد الطريق، والطابور ليس لديه وقت لهم فانه يواصل المسير، وفي بعض الاحيان يموت الشاردون، وحتى هذا ايضا ليس له تأثير على الطابور، وهناك قليل من الاضطراب حول الجثة التي تحمل بعيدا في نهاية المطاف في الوقت الذي تستمر فيه الحركة العظيمة. وهذه الخاصية الاجتماعية الظاهرة، وهذه الطقوس للقاء والتحية التي يقوم بها النمل دون بكاء اثناء السفر في اتجاهات معاكسة من وإلى الاعشاش».
لم يشأ سالم أن يكون واحدا من النمل الشارد الذي يتوقف عن السير، لذا فهو يرفض احناء الرأس، وهو يحاول أن يقوم بزرع جذور له، بلا جدوى، في الوطن «كنا نحن رجالا بسطاء لهم حضارتهم ولكن بدون اوطان اخرى. وحينما يسمح لنا فاننا كنا نفعل الاشياء المعقدة التي علينا ان نفعلها كالنمل».
لقد آمن سالم أن افريقيا لن ينقذها أو يكسبها احد بنشر قصائد للشاعر الروسي ايفتشنكو، أو الحديث لشعبها عن شر حائط برلين وبقراءة الرواية نجد ان الراوية «سالم» يستخدم كثيرا مفردة الماضي» بأشكال متعددة، فتارة أنه يجب أن يتعلم الافارقة كيف يدرسون على الماضي، وفي الفصل التاسع، فإن هذا المفرد يتكرر أكثر من مرة، كأنه هم الكاتب الأكبر من خلال بطله لذا، فإن المقابل هو الرحيل، وفي الفصل العاشر يقول «سالم» إن الرحيل يمكن ان يصبح مثل الهجران أو الفرار حكما على المكان والناس الذين خلفهم وراءه «وهذا هو ما حاولت أن اوطن نفسي عليه بالامس حيثما ظننت أنني ودعت صديقي انذار».
وسيظل هذا الرحيل مورقا لسالم، فسوف تظل تؤرقه دوما، ولماذا لا يرحل وهو يفكر دوما على المنطق التالي: «أحسست بالانزعاج لأول مرة بشأن نفسي وبداية الانهيار بالنسبة للرجل الذي اعرفه في نفسي، وبدت لي رؤى الشحاذة والشيخوخة تدب في عقل أن الرجل الذي ليس هو من افريقيا قد ضاع في افريقيا، ولم تعد لديه القوة أو الهدف أكثر مما يحس به في كل الامور السكارى الجائعون في ملابسهم الرثة والذين يتسكعون حول الميدان ينظرون إلى اكشاك الغذاء، ويتوسلون إلى جرعة من البيرة، وذلك بالاضافة إلى البلطجية الصغار من اماكن الاكواخ في المدينة».
وكما يبدو، فان هذا النموذج الانساني المخلوع الجذور، يحس مهما اشترى من المحلات، من اجل أن يثبت قدميه هناك، ومهما ربط نفسه بمنعطف النهر، فانه لا بد أن ينخلع من هذا المكان، ولعل الدافع إلى الاهتمام ب«الرجل الكبير» سببه انه يود مشاركة المواطنين فيما يجعله يشعر أنه متوحد معهم. فما لدي نوع جديد من الاهتمام السياسي والذي اصبح تقريبا قلقا سياسيا، ولقد كان في استطاعتي أن اعيش بدون ذلك، إلا أن هذا لم يكن أمراً ممكناً تجنبه».ولأنه مغترب يرد أن يشعر بجذور تربطه، فإنه يتحدث مع المواطنين عن الديكتاتور، لكنه لا يستطيع أن يمتنع عن تعليق الصور الرسمية، في حانوته، ويزداد احساس سالم بأهمية أن يكون للمرء، حتى لو كان غريبا، موقفا سياسيا، على الاقل لمشاركة اصدقائه مواقفهم، ثم يسمع احد المواطنين يردد أن الذين اعطوا حياتهم للقارة تم نسيانهم، اما الذين آمنوا بالتسلق إلى مجد البلاد، فقد أعلنوا يأسهم من القارة، ومن هنا صارت «الحياة في مدينتنا ذات طبيعة مستبدة جدا» وتراكمت هذه المشاعر بالرحيل، كي يقرر الرحيل إلى لندن، مثلما فعل نايبول في مقتبل العمر، وسوف يلخص الاثنان معا، الكاتب والرواية، كل مشاعر الجذور المنخلعة في بداية الفصل الخامس عشر، ولقد تذكرت الآن بعض الشيء ما قاله اندار عن السفر بالطائرة، حيث قال بصورة أو بأخرى إن الطائرة ساعدته أن يتأقلم مع احساسه بعدم وجود وطن له. بدأت الآن افهم ما كان يعنيه حينما وجدت نفسي في افريقيا في احد الايام، ثم في اوروبا صباح اليوم التالي، انها شيء أكبر من مجرد السفر بسرعة، انها مثل أن تكون في مكانين في وقت واحد، استيقظت في لندن وما زال علي بعض آثار افريقيا مثل تذكرة ضريبة المطار التي أعطاها لي موظف كنت اعرفه وسط نوع آخر من الزحام في بيتي آخر وفي مناخ آخر كذلك، وكان المكانان هما اشياء واقعية وغير واقعية في نفس الوقت، تستطيع أن تضرب احدهما بالآخر دون أن تكون قد اتخذت قرارا نهائيا مثل قرار رحلة اخيرة عظيمة رغم أني حصلت فقط على تذكرة سفر بتأشيرة دخول كزائر يجب علي أن اعود في غضون ستة اسابيع.
هل هناك عبارات اكثر بلاغة في التعبير عن كافة جذور الكاتب والرواية المستهلكة المنزوعة عن محل الاوطان، التي عاش بها، فلم ينتم إلى وطن واحد طيلة عمره وضاعت هويته داخل اسمه، وبطاقته الشخصية.
الكاتب الترينداد، فيديا سوارج نايبول، عبّر عن هذه الجذور المتمزقة الاصول من خلال كافة ابطاله الذين لم يكفوا عن الرحيل في كل رواياته التي كتبها، وهي حسب نشرها مترجمة إلى اللغة الفرنسية: «منزل للسيد بيسواس» عام 1964، و«شارع ميجيل» 1967، و«المتخيل» و«راية فوق جزيرة» 1971، و«المحاربون» 1981، «اخبرني من اقتل» 1983، و«السيد ستون» 1985، و«لغزل الوصول» 1991، و«رجال من فش» 1991، و«فقدان الدورادو» 1997.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved