Sunday 3rd February,200210720العددالأحد 20 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث الشبكة
إنترنت ثانية لألفية ثالثة (13)
خالد أباالحسن

اجتهدت مجموعة من العلماء من عدد من الجامعات الأمريكية قبل ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما وقرروا ربط مؤسساتهم التعليمية عبر شبكة حاسوبية تطور الأمر بها حتى أصبحت ما نعرفه اليوم بالإنترنت، فانتقلت تدريجيا من أيديهم لتقع في أيدي شركات المال والأعمال ولتزدحم بالمستخدمين حتى لم تعد مجدية للاستخدامات البحثية والعلمية، هنا، تولدت الحاجة لإنترنت ثانية تأتي بديلة للإنترنت الحالية التي لم تعد جيدة بما يكفي ليعتمد عليها في البحث العلمي والتطبيقات التعليمية رغم كل التقدم الذي شهدت مؤخرا.
والإنترنت الثانية (إنترنت 2) تمثل تجمعا تقوده مائة وثمانون جامعة تعمل بالاشتراك مع قطاعات صناعية وحكومية لتطوير ونشر تطبيقات وتقنيات شبكية متقدمة، من شأنها التعجيل بنشوء إنترنت الغد.
والإنترنت الثانية تعمل على إعادة تأسيس الشراكة بين الجهات العلمية والصناعية والحكومية التي شكلت الإنترنت التي نعرفها اليوم.
وأهداف الإنترنت الجديدة تشمل غايات عدة منها إنشاء شبكة متقدمة قادرة على دعم المجتمع البحثي الوطني بالولايات المتحدة، وتمكين العمل على تطبيقات الإنترنت الخلاقة، وضمان النقل السريع لخدمات وتطبيقات الشبكات لتصل إلى مجتمع الإنترنت الأكبر، ويأتي تأسيس الإنترنت 2 لا لكي تستبدل الإنترنت الحالية، ولن تستقل عنها في شبكة معزولة، إنما يسعى القائمون على هذه الشبكة الجديدة إلى تقديم خدماتها عبر الإنترنت الحالية إنما بمقاييس خاصة ومميزة إلى حد كبير، وسيضمن التفاعل بين أعضاء الشبكة الجديدة تفعيل التطبيقات والخدمات السريعة دون أي تأثر بواقع الشبكة الأم.
ويتساءل البعض عن فائدة الإنترنت الثانية لمستخدمي الإنترنت الحالية، ويجيب رواد المشروع الجديد بأن الخدمات المراد تقديمها عبر الإنترنت الثانية لم تصبح بعد جاهزة للاستخدام على الإنترنت الحالية حيث أنها غير قادرة حاليا على دعم هذه التطبيقات بالسرعات والقدرات التي بنيت على أساسها، وفضلا عن السرعة الكبيرة للبريد والتصفح، فإن تطبيقات هذه الإنترنت الجديدة ستشمل تطبيقات لم تكن متاحة من قبل وبسرعة ومستوى جودة متناهيين، من هذه التطبيقات المكتبات الإلكترونية والمعامل الافتراضية والتعليم المستقل عن بعد وتقنية Teleimmersion الجديدة والتي يمكن تسميتها تقنية التفاعل التلفزيوني والبياني عن بعد والتي تتميز بها إنترنت 2، ويتاح فيها للمعلم والمتعلم التفاعل تلفزيونيا عن بعد وتبادل البيانات والعمل المشترك على المشاريع وكأنهما في مكان واحد.
أما التقنيات اللازمة للعمل على الإنترنت الثانية فإن مطوريها يتوقعون أن يتم إنتاج التقنيات القادرة على تقديم خدمات الإنترنت الثانية من خلال تطوير الأجيال الحالية من تقنيات الإنترنت الأولى كالحاسب الآلي مثلا، وسيتمكن أعضاء الإنترنت الثانية من توسيع قدرات هذه التقنيات الحالية من خلال تطبيقات الإنترنت الثانية وخدماتها المتطورة، وعلى سبيل المثال، فإن غالب أجهزة الحاسب الآلي اليوم تزود بما يمكن مستخدميها من الوصول إلى الإنترنت والإفادة من خدماتها، ولذا فإنه يتوقع أن يتم تطوير قدراتها للعمل على شبكات عالية السرعة ومعالجة التطبيقات المتطورة بكفاءة أكبر.
ومن المسائل التي تتبادر للذهن فيما يخص الإنترنت الثانية هو ما إذا كانت ستطرح خدمات التجارة الإلكترونية وتداول الأسهم، والواقع أنها شبكة غير ربحية وتهدف إلى دعم البحث العلمي وتفعيل جهود هذا التجمع الجامعي، وقد تولى هذا التجمع الجامعي مهمة تطوير الإنترنت الثانية لأسباب عدة، فالبحث العلمي والجهود التربوية والتعليمية التي تقدمها الجامعات تتطلب قدرا متزايدا من التفاعل المباشر والعمل المشترك بين منسوبي تلك الجامعات من طلبة وأساتذة وباحثين.
وقد ثبت فشل الإنترنت الحالية في دعم هذه الاتجاهات التقنية التي باتت تؤثر أكثر في العملية البحثية والتعليمية في الجامعات، والجامعات تمثل مصدرا رئيسا للطلب على تقنيات الشبكات عالية السرعة وهي أيضا تقدم الأيدي والعقول الماهرة القادرة على تطوير هذه التقنيات وتوظيفها التوظيف الأمثل.
ومن هؤلاء الباحثين والأساتذة والطلبة المنتسيون إلى الجامعات المشتركة في التجمع الجامعي الذي يعمل على تطوير الإنترنت الثانية، وهم بوجودها أقدر على التعليم والتعلم والبحث في مجالات إنسانية وتطبيقية عدة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved