Monday 4th February,200210721العددالأثنين 21 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ود و ورد
نوير تطالب بالنقل
منال عبدالكريم الرويشد

.. من المهم جداً أن تكون لدينا القدرة على التعايش مع الظروف الاجتماعية التي نتعرض لها مهما كانت صعوبتها ومدى وقعها علينا وبالتالي فنحن في مجالات الكتابة لا نبتعد في مختلف قضايانا التي نطرحها من كونها نبضاً للشارع نفسه تحت أحاسيس ومشاعر وهموم ومشاكل المجتمع الذي نمثله أيضاً.. وفي زاوية ود وورد سوف أستعرض قضية تحتاج إلى وقفة إنسانية أولاً ثم إلى حل عاجل في تغيير ما يمكن تغييره لخدمة الصالح العام وصالح هذه الفتاة شخصياً.
نوير تعمل في مدرسة في إحدى القرى التابعة لساجر معلمة لغة عربية في المرحلة الابتدائية منذ خمس سنوات وقد تغيرت أحوالها أثناء هذه الخمس سنوات حين كانت العائلة المكونة من 14 شخصاً تسكن في القرية وبعد دخول الابن الأكبر الجامعة اضطرت العائلة إلى الانتقال إلى الرياض أما هي التي تعول والدتها واخوتها من واقع راتب مقداره «4000» ريال فبقيت في القرية وأثناء بقاء الوالدة معها.. واجهت معاناة أخرى هي مرض والدتها وهي في القرية بدون محرم وبالتالي أصبحت بحاجة للانتقال للرياض وبذلك يصعب العيش على «نوير» وحيدة بعيداً من ذويها والدتها وإخوتها. إن الوضع لدى نوير لا يقف عند كونها تحتاج للأسرة في وجودها بينهم وإنما لكونها تسكن في ساجر وتنتقل يومياً للقرية التي تدرس بها مع سائق كان به محرم أما الآن .. فالسائق يأخذها وحدها بدون محرم وهي بذلك تواجه صعوبة وخوفاً من وعثاء الطريق وذهابها وإيابها لوحدها مع السائق يجعلها في حرج اجتماعي كبير بين جيرانها ومنسوبات عملها وهي تضع قضيتها بين يدي المسؤولين عن نقلها حيث تقول إنها على مدى خمس سنوات لم تشعر بالحاجة الملحة للنقل مثل وضعها الآن وكانت ترغب في أن يكون هناك جهات تستقبل طلب نقلها وتنظر إليه بعين الاعتبار حيث تقول إن حاجتها ماسة للراتب ولكن الأصعب أن يكون وضعها بين الخوف على نفسها وبين تلبية احتياجات أسرتها فهي تؤدي دوراً كبيراً في أعمال الأسرة رغم أن الأسرة في الرياض وهي في ساجر إلا أنها تقوم على مسؤوليتهم ورعايتهم مادياً!!
إن نوير هي صورة اجتماعية من عشرات الصور والنماذج التي تلجأ إلى الصحافة بحثاً عن مخرج في قضية اجتماعية تكرر على سمعي الحديث عنها مشكلة النقل ومراعاة الظروف تتفاوت بين موظفات الرئاسة العامة لتعليم البنات. من هذا المنطلق لا بد أن يكون هناك لجنة اجتماعية تنظر في مثل هذه الأوضاع وتراعيها بعين الاعتبار حيث من الصعب أن تبقى فتاة في منطقة بعيدة بدون محرم وتنتقل مع سائق بدون محرم وبالتالي فإن مراعاة الظروف أمر توجد له الرئاسة الكثير من الحلول غير أن وضع هذه الفتاة أيضا يحتاج إلى نظرة اعتبار خاصة فهي تقول بأن الأمر أصعب من الصعب والخوف يؤلمني يومياً وأنا أخرج إلى المدرسة وأنا أعود إلى البيت وأنا أعيش بعيداً عن الإخوة ولولا حاجة الأسرة وقلة الفرص الوظيفية لاستغنيت عن هذه الوظيفة غير أن الأمل بالله وبرحمته ثم بدور الصحافة في طرح قضيتي وإيجاد حل لي في النقل للرياض وإنهاء معاناتي بعد تغير ظروف أسرتي وانتقالهم للرياض والحقيقة أنني أفكر في الاستقالة ولكن أنا العائل للوالدة ولإخوتي وراتبي 4000 ريال وأنا الابنة الكبرى وعليَّ المسؤولية ولكن ماذا أفعل وهذا وضعي وهذه مشكلتي أقدمها ولي أمل في حلها.
.. وزاوية ود وورد .. تضع هذه القضية أمام المسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات للبحث في أبعادها وإعطائها الحل المناسب بعد مراعاة كونها فتاة تحتاج إلى مراعاة خاصة في نقلها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved