Wednesday 6th February,200210723العددالاربعاء 23 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسميات
الناس يكحون
راشد الحمدان

في المساجد، في المكاتب، في الأسواق.. وحتى والناس يقودون سياراتهم في الشوارع.. تجدهم يكحون.. والكحة تختلف من شخص إلى آخر. وهي حسب السن والعمر والتحمل والاستقبال للفيروس، والقدرة على التخلص منه.
وأنا من النوع الذي قد يكح طيلة أيام الشتاء. وقد تستمر الكحة معي كل يوم لمدة شهر.. ومع هذا فلا ألزم الفراش. ولا أستعمل الأدوية الكيميائية.
ويسمون ذلك حساسية.. ونحن حساسون من كل شيء. من النظرة من القول يقال للتندر والتفكه. نحن نجفل من المزاح البريء. نحن لا نحسن استعمال الأسلاك التقاربية بين بعضنا بعضاً ولذلك فنحن حساسون.
الأطفال يكحون، والأولاد والشباب.. وتمتاز كحة الشايب بالصدى.. وتسمى الكحة ذات الصدى. فأنت تسمع لها جرساً عندما يكح صاحبها.. كأنه يكح في بئر مليسة بالنحاس. وأعرف أحد شيابنا ظل يكح.. وهو في صحة جيدة يخرج من البيت ويكشت للبر ويذهب للأسواف وهو يكح. وقد مات بعد عمر طويل. وهو يكح أي أن الكحة لم تنقطع عنه.. حتى مات. أصبحت صفة من صفاته.. فيقال فلان الكحاح.. وعندما تدخل أحد المساجد خاصة في الأحياء الجديدة فإنك تسمح معظم المصلين يكحون.. وهم يخرجون من بيوتهم للمسجد ويستنشقون الغبار المتطاير من أثر عجلات سيارات صديق ورفيق. وبسبب بقايا الحفريات التي تبقى بقاياها حتى انتهاء المشروع ولا حسيب ولا رقيب. نحن المشاكل عندنا لا تزول بسهولة وقد لا تزول. أبداً.. ولذلك يشكو الكتاب والناس من سوء أخلاق الناس في المرور. وفي رصف السيارات. وفي أخذ «السروات» لانجاز المعاملات.. كذلك فالغبار لا ينتهي من شوارعنا رغم أنها مسفلتة. لأن هذا الأسفلت دخيل على طبيعة شوارعنا.
وسواء تركته الشركات المنفذة أم لا. فإنه لا بد وأن يثور أمام أنوف الناس. ولو بأقل دعسة قدم.
سيظل الناس يكحون. ولن تجدي العلاجات الكيميائية ولاالمضادات الحيوية. لكن عليكم بالحبة السوداء.. والعسل الحر. وزيت الزيتون النقي فلعلكم تسلمون من هذه الكحة. أو الحساسية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved