Monday 11th February,200210728العددالأثنين 28 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ود.. وورد
راحت.. روح.. خالد..
منال عبدالكريم الرويشد

ومضات.. في درب آخر..
.. وعالم آخر..
.. وحياة أخرى..
إن خالداً.. في ينعان شبابه..
الذي مضى بجسده..
بينما.. ذكراه خالدة في قلوب محبيه..
إنه خالد.. الذي انطلقت به الحمراء لتلفظه على قارعة الطريق.. في بحر من دمائه..
.. خالد الذي أنهى من عمره خمسة وعشرين عاماً وفي نفس اليوم يدفن ويطوي ثراه .. جسده الغض..!!
إنه الشاب.. الذي ثكلته والدته.. وراحت روحه.. رغم كل اللوحات الإعلانية في الشوارع حتى «لا تروح الروح».. فقد فاضت روحه.. ولفظ أنفاسه الأخيرة بحادث سيارة مريع.. سلبه الحياة.. وبقيت غصة الألم في حناجر أهله وذويه ومحبيه!!
تلك الحوادث.. رغم كل ما نسمع ونرى.. إلا أنها ما زالت تحصد.. شبابنا..
.. رغم كل مجهودات التوعية المرورية لايزال هناك العديد من أبنائنا من يجيد القدرات الخاصة في القيادة بسرعة جنونية انطلاقاً من مبدأ «الحرافة» ولكن هل يسلم صاحب السرعة؟!
نعم.. إن الألم الذي تستشعر به عندما ترى الحوادث المرورية مؤسف وبالغ الأثرغير أن الألم الذي تلمسه في ملامح أم ثكلى.. وإخوة وأخوات في فقد هذا الإنسان تجعلك أمام تساؤل: هل يعلم.. هذا المغادر عن الحياة كم من الألم ولده في قلوب أحبائه..؟!!
.. إن الأقدار لكل واحد منا قدرت قبل خلق السوات والأرض ونحن جميعاً لانملك الاعتراض عليها.. غير أن هناك أسباباً يحتاج الإنسان إلى معرفتها حتى لا يرمي نفسه في التهلكة.. من أهم هذه الاسباب عدم التهاون في أنظمة المرور أثناء القيادة في ربط حزام الأمان.. التجاوز أثناء القيادة السرعة غير المسموح بها..
إننا في كل الاوضاع لن نستطيع تغيير ما تم حدوثه غير أننا نستطيع تحويل ما حدث إلى درس لمن يحتاج إليه ذلك لأن المواقف والأحداث تعتبر دروساً وعبراً فلا يوجد منزل .. إلا وبكى غالياً وحبيباً.. والموت واحد رغم تعدد أسبابه وأنواعه وحرقته قاسية ومؤلمة أشد الألم..!!
ومن يلفظ أنفاسه في الحوادث المرورية .. يبقى صدى فاجعته موجعاً على أهله..!!
بل إن الغصة في كونه شاباً رحل عن الدنيا قبل أن يتنعم بزينتها وإن كان زوجاً وأباً فهو يترك أسرة بلا عائل!!
إنها حقيقة قضية طال النقاش بها والتوعية حولها.. ومازلنا نسمع ونرى ونحضر عزاء فلان وفلان بسبب الحوادث.. بل إنها أكثر الأسباب المؤدية إلى هذه النتيجة المؤسفة ألا وهي الإعاقات الشديدة لمن سلمت أرواحهم من الموت..
رحم الله خالداً.. وأعان ذويه.. وجبر الله صدعهم.. وألهم الله والدته.. الصبر والسلوى..
كما أطلب الله أن يلهم شبابنا.. الحلم والروية في القيادة.. والالتزام بالأنظمة المرورية «حتى لا تروح الروح».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved