Friday 15th February,200210732العددالجمعة 3 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظروجهة نظر
أين الجمعية السعودية للتدريب؟
فهد عبدالله الجابر

لو أحصينا العناصر التي قدمت للمملكة العربية السعودية من أجل العمل في مجال التدريب، لوجدنا أن المملكة على مستوى الأندية والمنتخبات حظيت بالكثير من الخبرات العالمية ذات التجارب الطويلة في مجال كرة القدم، بل تعتبر المملكة من الدول التي تنوعت فيها المدارس التدريبية لكرة القدم، ولم يعد بمستغرب أن تكون المملكة البوابة التي ينطلق منها المدربون نحو العالمية، فالخبرة التدريبية التي تتضمنها تجربة المدرب في المملكة تشكل عاملا مهما في تميز مدرب عن آخر.
هناك الكثير من المدربين الذين كان لهم حق التميز عن غيرهم على اعتبار ان لهم تجربة تدريبية في المملكة، خذ على سبيل المثال مدرب مثل (كاندينو)، لم يكن بذلك المدرب المشهور ولولا الفرصة التي أتيحت له في المملكة لممارسة التدريب، لما وصل فيما بعد لتدريب المنتخب البرازيلي وغيره كثيرون يطول الحديث عنهم.
ولكن لو أردنا أن نعرف حقيقة تفوق معظم المدربين الذين أتيحت لهم فرصة التدريب في المملكة نجد أن هناك أموراً كثيرة أبرزها الاهتمام الكبير الذي تلقاه كرة القدم في المملكة حيث تعتبر هي اللعبة الأكثر شعبية ومتابعة، كما ان كرة القدم وجدت عقليات إدارية قادرة على استشراف المستقبل عندما فكرت في جلب مدربين عالميين للعمل في المملكة، هذه الخطوة أتاحت لأبناء المملكة فرصة كبيرة في التعرف على خبرات من سبقنا في عالم كرة القدم التي تتربع عليه البرازيل كدولة مصدرة للفكر التدريبي إضافة الى المدارس التدريبية الأخرى في أوروبا وغيرها.
إذا كنا بدأنا نتغنى بمنجزات السعوديين في مجال التدريب فإن ذلك لم يكن بدافع العاطفة فقط، بل إن الحقيقة الماثلة أمامنا فيما يملكه المدرب الوطني من خبرات اكتسبها أولا من خلفية الرياضة خاصة ممن أتيحت له فرصة ممارسة كرة القدم في ظل الطفرة التي شهدها عالم التدريب وتسابقت فيه الأندية والمنتخبات على جلب كبار المدربين الذين يملكون مدارس تدريبية يشار لها بالبنان، حتى أضحت الرياضة السعودية تمتلك نواة فكرية قادرة على اثراء الساحة التدريبية نظير ما تملكه من خبرات مكتسبة وموروث فكري في مجال التدريب.
هذا الموروث الفكري لا يقتصر على من امتهن التدريب فهناك من لاعبي الأمس الذين ودعوا ملاعبنا وفي رؤوسهم حصيلة تجارب يجب ان تفرغ من أجل ان لا يضيع هذا الموروث الفكري في مجال التدريب، لنعود الى البرازيل وكيف بقي مدرب عجوز كحال (زاجالوا) مشرفا على منتخب البرازيل في ظل وجود (كارلوس البرتو بريرا) فقد كان بقاء زجالوا بالقرب من كارلوس البرتو بمثابة النبع الذي ينهل منه على الرغم من كبر سنه، فإذا كانت البرازيل وهي الدولة التي تمتلك سجلا حافلا بالمنجزات في عالم كرة القدم رأت في هذين المدربين ما لم تره في غيرهما فإن هناك من أبنائنا من يستطيع ان ينقل لنا خبرات هذين العالميين خاصة وأنه سبق للمملكة بأن جلبتهما من أجل تدريب منتخباتها وبعض الأندية ولا ننسى أن غيرهم الكثير ممن تميز في مجال كرة القدم واكتسب أبناؤنا منهم ما يثري ساحة التدريب.
وإذا كان السرور يخالجنا بنجاح أبنائنا في مجال التدريب فإن أولئك الأبناء هم في الواقع نتاج لما استثمرته الدولة ممثلة في رعاية الشباب عندما دفعت الأموال من أجل ان يكون لدينا ما يمكن تسويقه على المستوى المحلي والدولي. فما كنا ندفعه لأولئك المدربين لم يكن إلا رأس مال حان وقت جني أرباحه.
لا يوجد حتى اليوم ما يحفظ الموروث الفكري في مجال التدريب، فكل ما هو موجود هو في الرأس ويحتاج الى من يضعه في القرطاس. ولهذا فإن قيام الجمعية السعودية يحتاج إلى خطوات يتبناها اصحاب الخبرة التدريبية في المملكة وعلى رأسهم المدرب خليل الزياني صاحب أول إنجاز سعودي، ومعه المدرب محمد الخراشي وناصر الجوهر، على أساس انهم أصحاب منجزات وطنية هامة.
وبمشاركة بقية المدربين الموجودين في الساحة امثال القروني والمطلق وكميخ والعودة والجعيثن والمصري وغيرهم من المدربين. كما أن هناك عناصر دخلت عالم التدريب فاختفت لأسباب مختلفة على الرغم من امتلاكها للقدرات التدريبية، يمكن لهذه العناصر العودة بفكرها أو بمجهودها لعالم التدريب من خلال هذه الجمعية.
ثم لا ننسى اللاعبين المعتزلين وما يملكونه من معلومات تساهم في دعم الموروث التدريبي، هذه الفئة لها الفرصة ان تدخل كعضو مشارك في نشاطات الجمعية.
أما الدور الذي يمكن ان تقوم به الجمعية فهو اصدار نشرة يتم من خلالها نشر الفكر التدريبي وما يستجد فيه من معلومات وإضافات تحفظ هذا الموروث.
فمثلا لو أن نشرة الجمعية أتاحت لمدرب أكاديمي مثل حميد الجمعان وأعطته فرصة لنقل تجربته العلمية في مجال التدريب لحققت الجمعية لمنتسبيها والمجال الرياضي الشيء الكثير، ثم لو اتاحت الجمعية فرصة نشر خبرات لاعب بمستوى صالح النعيمة أو ماجد عبدالله ورأيهما فيمن أشرف على تدريبهما لوجدنا أمامنا مواد علمية يمكن ان تتحول هذه الجمعية إلى أكاديمية عالمية قادرة على تصدير الفكر الرياضي.
ومن الفرص المتاحة امام الجمعية تنظيم عقود المدربين ووضع مستويات لهم ولا يمنع من تصنيف المدربين حسب المقدرة والمؤهلات، فكثيرا ما يعاني المدرب الوطني من عدم الاهتمام بمؤهلاته وخبراته وهي عامل مهم في نجاح المدرب وتفوقه، ومن المتوقع ان الجمعية سوف تخفف العبء عن رعاية الشباب.
ثم لا يمنع ان تضع الجمعية رسم اشتراك سنوي لا يتجاوز (500) ريال سعودي لمن أراد الانضمام لعضوية الجمعية والحصول على نشرتها الشهرية أو الفصلية وتسجيله كعضو في الجمعية تتاح له المشاركة، وهي فرصة للشباب الذين لديهم الرغبة في ممارسة التدريب ليكون امام ثروة علمية تغنيه وتطور من قدراته.
كما يمكن للجمعية ان تتطور لتشمل المجالات الرياضية الأخرى متى ما حققت لنفسها النجاح المنشود.
وبالله التوفيق...

للتواصل:

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved