Saturday 2nd March,200210747العددالسبت 18 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسمياتوسميات
العمل المشترك
راشد الحمدان

في محيطنا الاجتماعي وبشكل عام نحتاج إلى بعض الاملاءات من الجهة الرسمية. نحن لا نهتم بكثير من الوسائل الحضارية.. وهي مسائل لها مساس بالدين قبل أن تكون حضارية.. وأبدأ بالنظافة.. ودعك من نظافة الضمير فهذه منة من الله.. لان الضمير إذا كان نظيفاً.. أصبح كل شيء يدور في فلك الإنسان نظيفاً.. لكن نحن نعرف.. أن الدين المعاملة.. فالشارع الذي تسكنه ليس ملكك وحدك. إنه مليء بالجيران. وهم يتألمون عندما لا تهتم أنت بالشارع.. وهم يتألمون أيضاً عندما لا تأمر وتنهي أولادك الذين يسيئون لكل شيء في الشارع.. ولو أخذنا مسألة البناء مثالاً لاتضح لنا موت الضمير عند الذي يهمل كل شيء أمام بنائه. كالأسمنت والبطحاء الناعمة. تذروها الرياح في أنحاء الشارع. والماء المتدفق من العمال.
وأوراق أكياس الأسمنت تتمزق وتذهب يمنة ويسرة بسبب الرياح. وإيقاف السيارات بشكل عشوائي أمر آخر.. يجب ان يكون هناك إحساس لدى المواطن بدوره الايجابي في الشارع الذي يسكنه. ولو حصل هذا.. لأصبح الحي كله نظيفاً ومتعاوناً ومتآلفاً.. المسألة مسألة دين قبل أن يكون الأمر حضارياً كما يقولون. فالدين المعاملة. وعلى ضوء حسن تعاملك مع الآخرين ومع الحياة التي تشتركون فيها تعرف قوة دينك من ضعفه.
يجب ان نحترم الآخرين، ونقدر مشاعرهم. نحن لن نحتاج لرجل المرور لو أننا طبقنا جميع ما تمليه الدولة علينا . وهو في صالحنا. وهو مظهر من مظاهر البلد المطلوب.. إنها الحياة المتميزة والتي يسعى إليها العالم أجمع.. أنت تسمع من يقول إن العامل غير المسلم أفضل في العطاء والتنفيذ لما يوكل إليه من العامل المسلم.. لماذا هذا القول ينتشر بيننا بسرعة؟.. لأن مسألة التطبيق تملي ذلك. فمن المؤسف أن العامل غير المسلم يهتم بعمله على ما يرام ولا يقتطع من وقت العمل الذي هو من حقك. لا يقتطع منه شيئاً. بل انه يؤديه كاملاً. بينما غيره.. يضيع الوقت في الرغي الكلامي وتضييع الوقت. وأيضاً سوء التنفيذ.
ليس من الضروري أن تفرض الدولة أمام كل مشكلة قانوناً. بل من الواجب ان يدرك الناس أن الحياة في نظافتها.. وبياضها يجب ان تخضع لنظافة الضمير وبياضه. يجب ان لا نحتاج لمراقب البلدية. لاننا ندرك ما يجب علينا فعله وما لا يجب. إذا حصل هذا عرفنا أننا نرقى درجات السلم الحضاري بخطى ثابتة..
يجب ان نعرف قيمة الوقت. لكن المشاهد الآن لدى شبابنا الذين نعدهم للمستقبل أنهم لا يدركون ذلك. والآباء والأمهات عجزوا عن التوجيه.. لقد تسلطت وسائل الإعلام الحديثة على كثير من عقول هؤلاء الشباب حتى انستهم معنى الليل والنهار. إنها الخسارة الفادحة. إنه موت الضمير. فهل ينقذنا من ذلك كله املاءات حاسمة من الجهات الرسمية . ربما.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved