Wednesday 6th March,200210751العددالاربعاء 22 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسمياتوسميات
لماذا هذا الدَّين؟!
راشد الحمدان

اذا بحثت عن كثير من مشاكل الافراد.. وجدت ان السبب الدين.. كثيرون يورطون انفسهم في متاهات هم في غنى عنها.. ان مسألة الاقتصاد بشكل عام يجهلها الكثيرون لأنهم يندفعون إما امام رغبات انفسهم حباً في المظاهر ومجاراة الآخرين الاقوى والاغنى وإما امام رغبات بعض الزوجات اللائي يمتن في شيء اسمه المظهر الكاذب.
ان مسألة وضع النفس في مجال فوق طاقتها وقدراتها المالية هي من الحماقة بمكان حتى الاقارب وإن كانوا اغنياء لا يستجيبون لمسألة الانقاذ ومد يد العون لقريبهم الذي تحمل ما لا يطيق.. اولاً لأنهم في دواخلهم يستهجنون منه مثل ذلك العمل لكونه يريد المراءاة وحب مزاحمة الآخرين في درجاتهم.. وثانياً قد يكون عدم مد يد العون له لا يفيده لكون الدين اكثر مما تتحمله المساندة البسيطة.
هناك اناس لا يهمهم لو عاشوا في السجون.. المهم ان يبني بيتاً مثل ابن عمه او أخيه وأن يركب سيارة فارهة مثل صديقه وأن يحقق لزوجته ما تريده ولو ادى ذلك الى كسر ظهره.. وتحمله ما لا يطيق.
لقد كان الناس الى وقت قريب يعيشون حسب قدراتهم وكان بينهم تعاون لا بأس به من حيث المعيشة وما شابهها ولذلك لا تجد النفوس الكاذبة في طموحها.. بل تجد النفوس الواقعية، ومن الغريب ان وقت اعتدال الاجواء.. يبني الناس خياماً في البراري ويعيشون الحياة البسيطة اللذيذة.. لكن عندما يتزاحمون في المدينة فإن النظرة تختلف، انهم يضطرون للاستدانة لتركيب بلاط الرخام ثم يفرشونه بالموكيت، واذا تركوه بلا موكيت اصبح ثلجاً في الشتاء والاب والعجوز لا يتحملان الصقيع فلابد من فرش الموكيت.
السيارة تتغير كل فترة زمنية غير طويلة وتباع الاولى بأقل من سعرها الأصلي.. وتشترى الجديدة بسعر اغلى مما بيعت به الاولى. كل ذلك من اجل المغايرة والمراءاة.. وحب الظهور.
حتى السفر اثناء الاجازة يتطلب الاستدانة، لابد من رؤية الدنيا من حولهم، لذلك يضطر الاب للاستدانة.. لتفريح الزوجة والاولاد وهل كل ذلك من الضرورة بمكان؟ لا اعتقد.
ان الحياة المتزنة هي التي يعيشها الانسان كما وجدت له.. وكما خلق لها، وقد قال ربنا في كتابه الكريم «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها». لكن يظل هذا المخلوق يركض خلف المشاق ويقيد نفسه بنفسه ويضع الاغلال في حلقه ويفقد سمعته الطيبة وتركبه الديون واذا ما فزع له الاقارب والاصدقاء نال منهم وقلل من مكانتهم وأنهم ليس لديهم نخوة ولا نزعة ولا مروءة.. ياللعجب!
متى ينتهي الناس من هذه الطباع الممرضة ..متى؟.. اعتقد عندما تنبت لهم عقول متزنة في رؤوسهم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved