Thursday 7th March,200210752العددالخميس 23 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مايكل أونداتجي Michael Ondaatje المريض الإنجليزيمايكل أونداتجي Michael Ondaatje المريض الإنجليزي
محمود قاسم

الكاتب مايكل أونداتجي مولود في سري لانكا عام 1937، لكنه عرف الرحيل حول العالم، ومن بين البلاد التي قام بزيارتها كانت مصر.. حيث حط عندها في نهاية الاربعينيات، وهناك تعرف على مغامر مجري عاش في مصر ابان الحرب العالمية الثانية يسمى الماسي، وهو نفس الشخص الذي سُميت منطقة كاملة من اطراف القاهرة باسمه،إنها منطقة «الماظة»، وقد تخمرت قصة الماسي في داخل ذاكرة الكاتب فترة طويلة، حتى استقر به المقام في كندا، وراح يكتب هذه الرواية بعد ان ذاعت شهرته كشاعر في شمال أمريكا.
وجاءت الرواية باسم «المريض الانجليزي» ونشرت عام 1992م ونالت جائزة بووكر في بريطانيا، وهي أهم جائزة تمنح لرواية خلال عام من صدورها باللغة الانجليزية.
تدور أحداث الرواية في القاهرة بالطبع وفي الصحراء التي جاءت إليها الماسي من أجل البقاء فهو رجل يعشق الصحراء، ويحاول البقاء فيها طوال حياته.
وقد صار الماسي شخصاً بعيداً عن المجتمع في مصر، الى أن التقى يوما بشاب انجليزي ووقع في غرام زوجته الحسناء، ومن أجل الهروب بها فإنه يقبل ان يقوم بنقل شحنة من الاسلحة الى القوات الالمانية البرية التي تحارب بريطانيا في الصحراء الغربية، لكن الطائرة تسقط بوساطة قوات الدفاع البريطانية، وتعثر عليه ممرضة ايطالية تقيم في مدينة «الحمام» وتعتني به، وتتعرف على جندي هندي أثناء فترة التمريض فتقع في غرامه.
هذا الجندي الهندي مسلم، وهو يبدو كأنه الرجل المخلص الذي يستمتع بسحر خاص.
وليس الهندي هو المسلم الوحيد في الرواية، بل هناك مجموعة عمال التراحيل الذين يعملون لمصلحة الماسي في الصحراء، كما ان هناك بعض الموظفين في الإدارات الحكومية الذين يتعاملون بالتالي مع الماسي تبعاً لمشاريعه.
وكل هذه الشخصيات المسلمة موجودة بشكل هامشي في الرواية وهي تؤدي دورها المرسوم لها، فقصص الحب التي في الرواية تكاد تغلب على أي شخصيات هامشية.
وهناك حدث يؤثر في الماسي كثيراً، فهناك شاحنة تنقل بعض العمال المسلمين في الصحراء وتنقلب بهم من فوق الكثبان الرملية، ويحاول الماسي نجدتهم، لكنه لا يستطيع، ويرى الرمال المتحركة تسحبهم، وهم لا يمتلكون سوى ترديد الأدعية، والشهادتين باللغة العربية، فالماسي لم يستطع ان ينقذ عماله المصريين، لكنه يصاب بصدمة وهو يراهم يتعاملون مع الطبيعة القاسية.
وعندما يتذكرهم يردد أنهم فعلا كانوا قوما طيبين مسالمين. همُّهم الأكبر هو البحث عن الرزق الحلال.
أما المسلم الهندي فهو قادم الى الحرب بين الأطراف المتحاربة دون أن يكون له ذنب في ذلك، وبالتالي فهو لا يود الاشتراك في الحرب ويسعى الى تعليم الممرضة التي تعتني بالماسي، كيف تسمو بروحها فوق مشاعرالجسد وتنقل الممرضة التجربة التي تعلمتها الى الماسي الذي احترق جسده، وتشوه وجهه تماماً، فيتقبل التجربة، ويسعى من خلال ارتقاء الروح الى الندم على ما اقترفه، مما يعجل بتغلبه على الآلام الحادة التي تستبد بجسده.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved