Wednesday 13th March,200210758العددالاربعاء 29 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسمياتوسميات
الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
راشد الحمدان

هذا عنوان لكتيّب قليل الصفحات.. كثير الفوائد للشيخ الجليل عبدالرحمن بن ناصر السعدي.. رحمه الله.. أضعه فوق مكتبي.. ومعه عدة كتب وافرة الصفحات.. لكن بين حين وآخر.. أقلب صفحاته القليلة.. فأرتاح نفسياً وكأني أعرض على توجيهاته القيمة.. واقع أيامي وعلاقتي بربي.. وعلاقتي بالناس.. والذي يقرؤه بتمعن .. يرى أن الحياة التي نحياها لا تستحق كل هذا القلق من أجل مزيد من المكاسب فهي قنطرة على نهر جار سرعان ما يجف.. ولايكون لتلك القنطرة أي قيمة.
وقد قدم له الشيخ عبدالله بن جار الله الجارالله بتاريخ 22/3/1403ه فقسم السعادة إلى قسمين سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود وأخرى «سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها» ورغم أن السعادة في ا لدنيا مقرونة بسعادة الآخرة.. إلا أنه بيّن لنا أن السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة مرهونة بما أشارت إليه الآية الكريمة في سورة النحل: {مّنً عّمٌلّ صّالٌحْا مٌَن ذّكّرُ أّوً أٍنثّىوّهٍوّ مٍؤًمٌنِ فّلّنٍحًيٌيّنَّهٍ حّيّاةْ طّيٌَبّةْ وّلّنّجًزٌيّنَّهٍمً أّجًرّهٍم بٌأّحًسّنٌ مّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ (97)} [النحل: 97]
والآية .. أشارت إلى سعادة الدنيا لمن توفرت فيه هذه الشروط بقوله.. فّلّنٍحًيٌيّنَّهٍ حّيّاةْ طّيٌَبّةْ.. أي في الدنيا.. ثم يأتي الجزاء الذي يحقق الحياة الأطيب في الآخرة في قوله.. وّلّنّجًزٌيّنَّهٍمً أّجًرّهٍم بٌأّحًسّنٌ مّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ .. كما ان الآية أيضاً أشارت إلى الجزاء الحسن لكونهم قدموا عملاً مرضياً عنه في دنياهم. والمقدمة الصغيرة تكاد تقرِّب فكرة الكتاب كاملة. لكن دعونا ننظر ما قال المؤلف رحمه الله عن الناس وكيف يعيشون ومن يسعد ومن لايسعد قال: «فمنهم من أصاب كثيراً فعاش عيشة هنيئة.. وهي حياة طيبة.. ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء وهي حياة التعساء ومنهم من هو بين بين بحسب ما وفق له وذكر أن أصل ذلك كله راجع لميزان الإيمان.. ثم استشهد بالآية السابقة المبينة لنوعية الحياة التي يحياها الإنسان في دنياه ثم بعد موته وقد ركز على الصبر على أحداث الحياة من خير وشر إذ إنه قارب العبور للمآسي والآلام.
والمؤمن الحق تصيبه السراء فيشكر وتصيبه الضراء فيصبر لذلك تعجب منه النبي صلى الله عليه وسلم.. وقال.. وليس ذلك لأحد إلا المؤمن.
ومن رأى قصر الأعمار في هذه الدنيا ووطد نفسه على الصبر على مايلاقي من العنت والشقاء والآلام ووطد النفس على الشكر على ما يرزقه ربه من الخيرات ويسوقه إلى طرق الفلاح وراحة النفس فإنه سيحصل على ما نصت عليه الآية الكريمة لذلك نجد أن ميزان الإيمان بالأقدار والمصائب هو المقياس الحقيقي لنوع الحيوات التي يحياها الإنسان في دنياه وآخرته وحذر رحمه الله في الكتاب عن القلق والتفكر فيما يقع وما سيقع ويترك ذلك لربه لأن الأشياء المقدرة لابد وأن تقع وعلى المؤمن توطين النفس على ما يقع بالشكر والصبر. والكتاب مفيد جداً ودواء يومي خاصة في هذا الزمان المريض أهله بكل التناقضات والويلات والظلم وسورة الباطل وغمط الحق..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved