Saturday 16th March,200210761العددالسبت 2 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسمياتوسميات
التمجيد.. الخطأ
راشد الحمدان

نغفل كثيراً.. عندما يبهرنا أديب كبير بقصصه أو رواياته أو قصائده فإذا بحثنا عن معتقده.. وجدناه لا شيء.. فهل نحن على صواب فيما نفعل وما نقول..
في المجتمع المسلم يجب أن نحرص على سلامة معتقد الأديب وسلامة علاقته بربه. فإذا وجد مع هذا.. فكر نيِّر. وقصص هادفة.. وروايات تعالج مشاكل قائمة في المجتمع.. كان من حقه أن يجد منا التمجيد.. والإطراء الصادق.. والذي هو في محله.
أما أن يكون هذا الأديب قد تخلى عن معتقده. ولا يعرف له علاقة سليمة بخالقه فيما طلب منه أداؤه والقيام به من صلاة وزكاة واعتقاد جازم بألوهية الله وربوبيته.. وما يتطلبه الانتماء الصادق الى هذا الدين.. فأعتقد أننا نخطىء إذا ما افتخرنا بمثله.. لأن من ركائز توفر الإيمان الصدق وهو أيضا من ضروريات سلامة التقوى..{يّا أّيٍَهّا الَّذٌينّ آمّنٍوا اتَّقٍوا اللَّهّ وّكٍونٍوا مّعّ الصَّادٌقٌينّ} .
يغلبنا الاندفاع الكاذب في غفلة من العقل الراجح.. فنضع هالة من المديح والإطراء للكثير من الأدباء الشاذين فكرياً، أو غير المنتمين لسلامة المعتقد. وهذا خطأ. لكن لا مانع من الاستفادة من الفكرة المعتدلة من هذا الكاتب وأمثاله.. والاستفادة من روعة التصوير.. وحسن السبك.. والحكمة الواردة أو المثل الصادق فنستعمل ذلك في نشاطنا الفكري.. وننسبه لصاحبه. مع التحفظ من الإعجاب المبالغ فيه. لأن الأدباء سليمي العقيدة والحذرين من الوقوع في جرار الشذوذ الفكري كثيرون في بلادنا ولله الحمد. وأقصد بلادنا الإسلامية والعربية.. والإعجاب بالشاذ فكريا هو إعجاب بما يقدم. وقد يكون ما يقدمه يتعارض مع مبادىء ديننا السمح والأمثلة كثيرة.. من القصص والمقالات والشعر خاصة.
لذلك فإنه من واجب القارىء أو الكاتب أن يحصِّن نفسه وفكره من مثل تلك السقطات الفكرية التي تؤخذ على محمل الإبداع والتمجيد الكاذب.
إن توازن الفكر المسلم مطلوب من كل أديب مسلم، وتقدير المبادىء السامية التي لم يخترعها الإنسان من محيطه أو ذاته.. لكنها جاءت من لدن حكيم عليم.. ولذلك جاء التحذير في القرآن من الاتباع الأعمى كما قال: {وّإذّا فّعّلٍوا فّاحٌشّةْ قّالٍوا وّجّدًنّا عّلّيًهّا آبّاءّنّا وّاللَّهٍ أّمّرّنّا بٌهّا قٍلً إنَّ اللَّهّ لا يّأًمٍرٍ بٌالًفّحًشّاءٌ أّتّقٍولٍونّ عّلّى اللَّهٌ مّا لا تّعًلّمٍونّ}.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved