Sunday 17th March,200210762العددالأحد 3 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مسؤولية مَنْ فاجعة المتوسطة 31..؟مسؤولية مَنْ فاجعة المتوسطة 31..؟
منال عبدالكريم الرويشد

صرخات تدوي.. فتهرع هذه وتلك باتجاه المنفذ الوحيد فتغيب عن الحياة أربع عشرة فتاة وخمسين أخريات ... يتألمن ويتألمن.. تتعالى الصرخات ويتعالى الخوف فتدهس هذه تلك وتتساقط قوى فلانة وفلانة وفلانة وتضيع أصواتهن تحت الأقدام.. وعندما تصل احداهن الى المخرج.. تحاول فلا تستطيع إنه مغلق حتى تأتي الأوامر..!!
فكانت الفاجعة.. دهس واختناق.. ثم وقفت الرئاسة امام سبابات الاتهام بعد كارثة المتوسطة 31 في مكة المكرمة يا ترى كيف نقدم المواساة لاولياء أمور الطالبات المتوفيات وكيف نخفف عليهم مصابهم..!!
غير أن رحمة الخالق بهم أكبر من مشاعرنا..!!
انها بالفعل فاجعة.. وغيرها ينذر بالحدوث فهي مسألة تتشعب إلى عدة محاور بداية بالمباني المدرسية ونهاية بقلة الوعي الأمني لدى الجميع داخل الاسوار المدرسية وحتى الحارس يفتقد لكيفية التعامل مع الاخطار المختلفة التي قد تتعرض لها المدارس.
ان المباني المدرسية.. عرضة لمخاطر كبيرة من تأثر بالالتماس الكهربائي والحرائق والهدم أيضا. وأقصد هنا المباني المدرسية المستأجرة والحكومية القديمة المتهالكة حيث تحتاج الى اعادة نظر في مستواها وتجهيزاتها علما بأن المباني الحديثة ليست بأحسن حال فهناك خلل في العديد من المدارس الحديثة كما ان المنافذ والمخارج المدرسية مغلقة باحكام على اعتبار تحديد مستوى النظام في المدارس والدخول والخروج من باب واحد والصعود والنزول من سلم مدرسي واحد والغاء السلم الآخر إما في كون المدرسة مشتركة مع مدرسة أخرى في نفس المبنى أو لان مديرة المدرسة تميل للسيطرة على النظام بإلغاء المنفذ الآخر..!!
ان المسؤولين في الرئاسة يقع على كاهلهم العبء الأكبر في تحمل مسؤولية سلامة وأمن الطالبات داخل المباني المدرسية والحاجة الملحة الى توفير طفايات الحريق والتدريب عليها كذلك إيجاد جولات إشرافية مكثفة ترفع بتقارير فصلية وسنوية عن جميع المباني وتكثيف العمالة في جهاز الصيانة بهدف التركيز على سلامة بنات الوطن ومن يقمن على تعليمهن.
ان المطلع على وضع المباني المدرسية في اغلب الأحياء يجد الكثير منها بحاجة الى عناية خاصة أو الاستبدال بأفضل منها فالمدارس المستأجرة في وضعها الحالي تكاد تضخ الطالبات من «سطوحها» لكثرة الأعداد.. وهناك العديد من الخطابات التي ترفع لكل إدارات التعليم حول مشكلات المباني بعها يلقى القبول والبعض الآخر يتم تجاهله..!!
وبالتالي عندما تحدث كارثة مثل كارثة المتوسطة 31 وتصرع الطالبات في سلم مدرسي وفي الدهاليز لضيقها ووجود عدد كبير يدفعه الهلع والخوف فتعجب من قرار الرئاسة في إيجاد برامج للتوعية ضد أخطار الحريق وكأن وضع المباني وضع لا يحتاج الى وقفة تغيير عما هو عليه الآن..!!
الجانب الآخر في قضية هذه المدرسة دور مديرة المدرسة وهي كغيرها.. في حد كونها رفضت فتح الابواب ذلك لان الخوف من النظام قد يؤدي الى زيادة في هلاك الأرواح وزيادة لاعداد الضحايا وكان يجب ان تحسن هذه المديرة التصرف بفتح الأبواب وخروج الطالبات والهيئة الإدارية والتدريسية الى الشارع حتى لو كن من غير حجابهن فهن أمام شبح الموت وخروجهن بدون حجاب أقل شراً من حرقهن وتشوههن أو موتهن كما أن تخطي النظام بما يخدم المصلحة العامة هو للحق حسن تصرف.
فإدارة المدرسة يقع عليها العبء الأكبر في ممارسة الصلاحيات المخولة إليها واتخاذ القرارات الحاسمة التي تخدم المصلحة العامة وذلك بفتح جميع الأبواب التي ترتبط بالمدرسة والسماح لهن بالانتشار بعيدا عن موقع الخطر بدلا من انتظار الأوامر أو الهلاك.
ان المسؤولين في الرئاسة يقع عليهم كامل المسؤولية في تدريب جميع منسوبات الرئاسة على كيفية التعامل مع الأخطار سواء كانت حريقا أو انتشار غاز أو التماس كهرباء أو هدماً أو غير ذلك وذلك بالتوعية حول كيفية تفادي مختلف الاخطار والحوادث وحسن الاخلاء بدون إرباك أو تدافع وفتح المنافذ والمخارج الخاصة بالانقاذ ساعة الخطر.
كما ان المسؤولية تقع على المشرفات التربويات الإداريات والخاصات بالمواد عند ملاحظتهن للخلل في المباني المدرسية لابد ان يكون هناك دور ايجابي في مخاطبة المسؤولين لاتخاذ الاجراءات المناسبة وكذلك من يعملن في المدرسة لحماية الامانة علماً بأن الحاجة الى التوعية لابد أن يؤهل لها الحارس في المدرسة والمستخدمات على اعتبار أنهم عناصر فعالة في الأمن والسلامة داخل الأسوار المدرسية اننا بحاجة إلى تأهيل المجتمع أمنيا وبالتالي لا تخلو ساحة الدفاع المدني من أهمية إيجاد كل مستلزمات الأمن والسلامة في المدارس وتوفير المطويات الإرشادية التي تعطى للمدارس من أجل سلامة بناتنا عند طلبهن للعلم والحفاظ على حياتهن. كما انني آمل أن يكون بجهاز الأمن والسلامة في الرئاسة تخطيط أفضل للتوعية وكذلك آمل ان تدرج الإدارة العامة لتوجيه وارشاد الطالبات من خلال خططها المستقبلية توعية المجتمع المدرسي وإرشاده نحو كيفية الحماية من مختلف المخاطر التي قد تتعرض الطالبة والمعلمة والادارية في المدرسة.. ان المسؤولية كبيرة جدا وتحتاج الى عمق في التفكير والتخطيط والتنفيذ واختيار آليات التنفيذ الناجحة التي تؤدي الى خدمة أكبر شريحة في المجتمع وهي مجتمع التعليم العام.
والله ولي التوفيق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.comعناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved